كان حافظ الأسد طاغية بامتياز، لكنه كان أيضاً قارئاً ماهراً لخارطة التوازنات والتحالفات في الشرق الأوسط خاصة والعالم عامة. وقد عرف كيف يلعب على أكثر من حبل ببراعة فائقة خدمة لمصلحة نظامه. فبالرغم من خلافاته الكثيرة مع الأنظمة العربية، إلا أنه لم يقطع معها شعرة معاوية، وظل يحصل منها على معونات اقتصادية ومالية كبيرة محافظاً في الوقت نفسه على تحالف وثيق ومدروس مع إيران خصم الكثير من الدول العربية. ولم نر تذمراً عربياً قوياً من علاقة حافظ الأسد الوثيقة مع إيران. وقد نجح إلى حد كبير في أن يكون بيضة القبان بين العرب والإيرانيين مستفيداً من الطرفين.