في خضم الفوضى التي تجتاح الوطن العربي، يمكن تلمس الموقف الإسرائيلي، وفهم طبيعة اندفاعه نحو صب مزيد من الزيت على نار الفتن المتنقلة، على امتداد الخريطة العربية. لا يمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحصل عربياً، وهي على الدوام كانت تبادر بالعمل في الساحات العربية، لحماية كيانها الغاصب، وكان هذا العمل، وما زال، يجري ضمن مستويات مختلفة، سياسية وعسكرية واستخباراتية، بحسب الظروف والإمكانات، لكن المهم، أن الدور الإسرائيلي لا يغيب عن الساحات العربية، وإن كانت مقاربته تتضمن تهويلاً كثيراً، أحياناً، وخصوصاً عندما تكون الساحات العربية مفتوحة على مصراعيها للعملين، الأمني والاستخباراتي، كما نرى في أيامنا هذه.