معاذ الكساسبة

المفترض أن الذين تابعوا هذه المسألة قد لاحظوا أن بشار الأسد ومعه وزير خارجيته وليد المعلم قد بادرا فورا، بعد مباشرة الأردن بالغارات الجوية على تنظيم داعش ومواقعه في منطقة الرقة السورية ردا على الجريمة التي ارتكبها هذا التنظيم الإرهابي 

قلنا في مقالة سابقة قبيل انعقاد مؤتمر موسكو، أن لا راعي المؤتمر ولا مكانه مؤهلان لإيجاد حل للأزمة السورية، فالروس جزء أساسي من المشكلة، فلا فائدة ترتجى من هذا المؤتمر. لكن المؤتمر انعقد وبوجود بعض قوى (المعارضة)

عد الجريمة الإرهابية الغادرة التي ارتكبها «داعش» بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة لا بد من تحرك دولي، وعربي بالأساس، ليس للرد على تلك الجريمة، وإنما لوضع حد لإرهاب «داعش»، وتداعياته، وكذلك لجم قوى الشر في سوريا والعراق، وتحديدا بشار الأسد وإيران.

سوريا الأزمة، أبعد وأطول وأخطر على الأردن من حادثة حرق الطيار معاذ الكساسبة، تلك الجريمة التي نفذت ببشاعة مقصودة لتحدث ضجة عربية وعالمية، وتستفز الأردنيين بشكل خاص. الجريمة تعكس نوايا تنظيم داعش ورؤيته تجاه الأردن، الذي يعيش أزمة الجارة الشمالية، سوريا، منذ بداياتها.

الأردنيون غاضبون، لو وقف بينهم عاهلهم ودعاهم إلى حرب لا تتوقف إلا في الموصل لاستجابوا له. لقد وعدهم عبدالله بن الحسين برد قاس على «داعش»، في اجتماع له الأربعاء الماضي مع أركان قواته المسلحة

خرجت علينا دمشق الرسمية ببيان تحث فيه الأردن على التنسيق معها لمواجهة الإرهاب، والرسالة قد تبدو موجهة إلى عمان، لكنها فعلياً تشمل عواصم الإقليم والعالم.

هب القيادي في التيار السلفي الجهادي في الأردن، محمد الشلبي (أبو سياف) إلى تبرئة من سماهم شرعيي الدولة الإسلامية الصادقين من قرار إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، معتبرا أن ذلك من تأثير الضباط البعثيين السابقين (تلاميذ عزت الدوري) الموجودين في مجلس شورى الدولة.

في واحد من المواقف المؤثرة، قال صافي الكساسبة والد الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، يوم 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أيام على أسر داعش نجله إن" ابني ضيف على إخوان له في سورية"

برز في الساحة الاميركية أفكار ودعوات إلى إجراءات أكثر حسماً وحزماً وتمكيناً فعلياً لتنفيذ السياسة التي أعلنها الرئيس باراك أوباما للقضاء على «داعش» ضمن استراتيجية متكاملة وهيكلية مدروسة بعيداً عن اعتباطية الرد وهفوات التردد