الأهداف الاستراتيجية الإيرانية من غزو جنوب سورية

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت
سقطت شعارات المقاومة التي تذرعت بها إيران من أجل تنفيذ مشروعها التوسعي في دول المشرق العربي حيث استطاعت عن طريق حلف الممانعة والمقاومة المزيف احتلال أربع عواصم عربية ذات أهمية استراتيجية، ومازالت إلى الآن تعزز دورها في ملف الصراع الرئيسي للشرق الأوسط ألا وهو القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مكاسب إضافية في المشرق العربي.
قامت إيران عن طريق ذراعها الطائفية المتمثلة بالحرس الثوري الإيراني بزرع ميليشيات وعصابات ذات تبعية مطلقة لولاية الفقيه في الدول العربية بهدف المباشرة بتنفيذ مخططها الاحتلالي في أغلب الدول العربية التي شهدت ثورات ضد حكامها المستبدين، ناهيك عن مخططها الآخر في استهداف بعض الدول العربية الأخرى على المدى القريب متخذة من تجييش الخطاب الديني الطائفي وسيلة لها.
سورية بالنسبة للنظام الإيراني تعتبر أحد أهم قلاعه الرئيسة فهي العتبة لدخوله في الشرق الأوسط والعالم بأجمعه، فإما أن يكون وإما أن يزول من الوجود وتنتهي معه الأسطورة الفارسية، بل وتختفي معالم "الثورة" الخمينية وأتباعها. فلذلك يسعى هذا النظام ويستميت لحشد طاقاته كلها وتسخير موارده بأكملها للحفاظ على ما اكتسبه خلال حكم نظام الأسد لسورية خلال الأربعين سنة الفائتة.
وتشهد مؤخراً المنطقة الجنوبية والتي تعتبر البوابة الرئيسية لدمشق حملة عسكرية إيرانية شرسة بقيادة قاسم سليماني بعد تجنيده آلاف من الجنود (الأفغانيين واللبنانيين وغيرهم من المجندين تحت لواء الفاطميين) بغية القضاء على المعارضة المعتدلة وإيقاف زحفها إلى دمشق وذلك بحجة تحرير الجولان المحتل، والذي تم السيطرة عليه من قبل إسرائيل بصفقة إسرائيلية أسدية مقابل بقاء الأخير في حكمه، وذلك طبعاً بعد الموافقة الإسرائيلية للهيمنة الإيرانية عن طريق جس النبض في حادثة القنيطرة وطمأنة الجانب الإسرائيلي المحتل بعدم المساس بمصالحه من خلال رد ما يسمى بحزب الله من مزارع شبعا.
وتعتبر الجبهة الجنوبية ذات أهمية استراتيجية وحساسة بالنسبة للنظام الإيراني بسبب النقاط التالية:
- يستغل النظام الفارسي الموقع الجغرافي للمنطقة الجنوبية المحاذية للحدود الإسرائيلية من أجل التشكيك بأهداف الثورة السورية والعمل على إفراغها من المحتوى السياسي والوطني وإظهارها كقوى متحالفة مع العدو الإسرائيلي وإظهار بشار الأسد كبطل وطني مقاوم للاستعمار الصهيوني.
- استخدام نفوذها في سورية بملف المفاوضات النووية مع دول (5+1) من أجل الحصول قدر الإمكان على إمكانية التخصيب.
- استثمار نفوذها في سورية والعراق ولبنان واليمن كورقة للتفاوض في الملف النووي من أجل إثبات دورها الفعال كقوة إقليمية.
- منع الثوار من الوصول إلى حزام دمشق والذي يعتبر نقطة مهمة واستراتيجية ومهددة لأمن النظام، محاولة إرجاعهم إلى ما بعد تل الحارة واستعادة قوات النظام هذا التل الذي يعتبرنقطة استراتيجية جغرافياً وعسكرياً.
- إدارة دفة التفاوض مع الغرب حول الملف النووي الإيراني واستخدام ورقة الوجود الإيراني على حدود إسرائيل.
لكن وبالرغم من ذلك كله، فقد استطاع الثوار تكبيد العدو الإيراني خسائر فادحة بالعتاد والسلاح، كما قتل وأسر منهم المئات واستطاع بفضل الله تعالى وعزيمة المقاتلين التقدم نحو دمشق حيث تعتبر الجبهة الجنوبية المثلث الاستراتيجي لمقبرة الاحتلال الإيراني، وسيحبط الثوارُ كلَ مخططات الدول المشاركة فيه. وبإذنه تعالى سيتجاوز الثوار حزام دمشق ويدخلون إلى الغوطة وداريا ويشاركون في معارك تحرير العاصمة.