البيت الأبيض يتجه لتصنيف "الإخوان" منظمة "إرهابية".. وأنقرة تحذر من تعزيز "العداء للإسلام في الغرب"

قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعمل على تصنيف "الإخوان المسلمين" تنظيما "إرهابياً"، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات على أقدم جماعة إسلامية في مصر.
وقالت سارة ساندرز المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن "الرئيس تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء بالمنطقة يشاركونه القلق، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية".
وقال مسؤول أمريكي كبير، الثلاثاء، في تأكيدٍ لتقريرٍ نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، طلب التصنيف من ترامب، خلال اجتماع خاص أثناء زيارة لواشنطن يوم التاسع من أبريل/ نيسان الحالي، حيث أن ترامب وصف السيسي بعد الاجتماع، بأنه "رئيس عظيم"، في حين أثارت مجموعة من المشرعين، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مخاوف بشأن سجل السيسي في مجال حقوق الإنسان والمساعي لإبقائه في منصبه لسنوات طويلة، وخطط شراء أسلحة روسية.
وشهد حكم السيسي، الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، المنتمي للإخوان في ،2013 وانتخب رئيسا بعدها بعام، حملة صارمة على المعارضة الإسلامية والليبرالية في مصر.
وقال المسؤول الأمريكي، إن مقترح إعلان جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" أثار نقاشاً بين أعضاء فريق ترامب للأمن القومي، مضيفاً أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، يؤيدان التصنيف؛ إلا أن مسؤولين بوزارة الدفاع (البنتاجون) ومواقع أخرى يعارضونه ويسعون لإجراءٍ محدود بدرجة أكبر.
وصعدت جماعة الإخوان المسلمين، في مصر، و التي يقدر عدد أعضائها بما يصل إلى مليون شخص، إلى السلطة عام 2012، في أول انتخابات حرة تجريها مصر، في العصر الحديث، بعد عام من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، في انتفاضة شعبية. لكن الجماعة محظورة الآن وسُجن آلاف من أنصارها وكثير من قادتها.
وقالت الجماعة في بيان ردها على واشنطن "مستمرون في العمل وفق فكرنا الوسطي السلمي وما نراه صحيحا في التعاون الصادق البناء لخدمة المجتمعات التي نعيش فيها بل وخدمة الإنسانية كلها".
وقال يحيى حامد، الذي كان وزيراً للاستثمار في عهد حكومة مرسي، ويعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية، إن ترامب "يحاول أن يصارع الرياح"، مشيرا إلى الدور البارز للأحزاب السياسية الإسلامية في تونس والمغرب، مُعتبراً أن ما يفعله ترامب "يزيد الاضطراب في المنطقة".
ووصف دانييل بنجامين، منسق مكافحة الإرهاب السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، والذي يعمل بالتدريس حاليا في كلية دارتماوث، تحرك ترامب بأنه مُحيّر. وقال إن الخارجية الأمريكية بحثت هذا التصنيف في عام ،2017 لكنها توصلت إلى عدم وجود أساس لفعله.
وأضاف بنجامين أن الاعتبارات السياسية المحلية، ربما يكون لها دور، خاصة وأن ترامب مُقدمٌ على انتخابات يسعى فيها لولاية ثانية عام 2020، مضيفاً:"لا شك في أن هناك مساعي لإرضاء قاعدة ترامب ممن يخافون من الإسلام".
وألقت الحكومة المصرية باللوم على الإخوان المسلمين في تفجير انتحاري عام 2013 على مركز للشرطة، أودى بحياة 16 شخصاً، فيما أدانت الجماعة الهجوم، مع نفيها اللجوء للعنف.
وتصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً، قد يُعقدُ علاقة واشنطن مع تركيا، حليف الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، إذ أن للجماعة علاقات وثيقة بحزب العدالة والتنمية، الحاكم، و الذي ينتمي له الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
في هذا السياق، قال متحدث حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، الثلاثاء، إن توجه الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" من شأنه أن يعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم.
وأضاف جليك، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب بالعاصمة أنقرة، أن القرار الأمريكي المحتمل "سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الخطوة "ستكون لها نتاتج تعزز معاداة الإسلام في أوروبا وأمريكا، وتقوي موقف اليمين المتطرف حول العالم".
وبحسب "نيويورك تايمز" فإن القرار الأمريكي لو صدر، بحق "الإخوان"، من شأنه فرض عقوبات اقتصادية، وقيوداً على السفر، وعراقيل واسعة النطاق، أمام الشركات والأفراد ممن ينتمون أو يتعاملون مع الجماعة.