الثلوج تغطي مخيمات النازحين في سورية

لم يكد النازحون السوريون يفرغون من إصلاح خيمهم المترهلة، التي غرق بعضها وسقط جراء الأمطار الغزيرة والرياح القوية، حتى داهتمهم الثلوج الكثيفة، كي تفاقم معاناتهم مع البرد القارس، وتزيد يأسهم من العالم الذي أدار ظهره لهم ولأطفالهم، وتركهم وحيدين في مواجهة عاصفة لا ترحم.
وتسبب البرد المرافق للثلوج بارتفاع معدلات الأمراض بين سكان المخيمات، وخاصة الأطفال منهم، بسبب انعدام وسائل التدفئة والوقود، والاعتماد كلياً على أغصان الأشجار، التي يصعب إشعالها بسبب رطوبتها، ولدى التمكن من إشعالها بعد جهد، تعم الفرحة في الخيم ويجتمع ساكنوها حول المدفئة، ليعيشوا لحظات من الدفء، تستمر حتى تخبو نار المدفئة، فيعود البرد سيد الموقف.
ويعاني النازحون في أحد المخيمات العشوائية، التي غطتها الثلوج بريف إدلب الجنوبي، ويدعى مخيم اللطامنة، ويسكنه حوالي 100 شخص، حيث يشتكي سكان المخيم من عدم وصول المساعدات، إلا الشيء اليسير جداً، في حين يبدو من ملابس الأطفال، التي لا تنتناسب مع شدة البرد، ومع حجم ما يعانيه سكان المخيم من العوز والحاجة، و لكن بالرغم من ذلك يصر الأطفال عن التعبير عن شعورهم بالبرد وهم مبتسمون.
وأفاد أبو محمد، أحد النازحين أن "المخيم لم تصله مساعدات، سوى بعض الخيم بدون عوازل"، مشيراً إلى أن الحصول على بعض الدفء، هو الهم الأساسي لسكان المخيم، فهم ما إن يجدوا مدفئة تمكن أحدهم من إيقادها، حتى يأتون جميعاً ويلتفون حولها.
وأضاف أبو محمد، أن عدد من المرضى تم اسعافهم اليوم إلى المشافي الميدانية، بعد أن هدأ الجو قليلاً، لكنه رفض مناشدة أي جهة لمساعدتهم، لاعتقاده بأن ما من أحد يستمع إلى نداءاتهم.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد وثقت وفاة ما لا يقل عن 27 شخصاً، منذ شهر مارس/آذار عام 2011 وحتى الآن، جراء البرد، داخل الأراضي السورية، وفي مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة.
وفي تقرير للشبكة صدر أمس أوضحت فيه أن 16 طفلاً، و3 نساء من بين ضحايا البرد البالغ عددهم 27، موضحةً أن 16 من الضحايا فقدوا حياتهم في مخيمات اللجوء، والبقية داخل سورية أغلبهم في غوطة دمشق الشرقية، وريف محافظة حلب شمالي البلاد.
يشار إلى أن مديرية الأرصاد الجوية في سورية توقعت أن تشهد سورية والبلاد المجاورة عاصفة ثلجية أطلقت عليها راصدون جويون في الأردن وفلسطين اسم "هدى" لمزامنتها الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأطلق عليها اللبنانيون اسم زينة، بينما أطلقت عليها مواقع سورية متخصصة بالطقس اسم "عاصفة السلام".