الجولاني يحذر من التفاوض مع نظام الأسد: ما حدث في الجنوب لن يتكرر في الشمال

حذر القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب من التفاوض مع نظام بشار الأسد، والدخول في اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى.
وأضاف الجولاني في تسجيل مصور نشرته الهيئة على أحد حساباتها على تطبيق تلغرام أمس الثلاثاء: "إن المرحلة التي يمر بها جهاد الشام اليوم تحتاج منا كفصائل مجاهدة التعاهد امام الله ثم أمام شعبنا الصابر أن سلاح الثورة والجهاد (...) هو خط أحمر لا يقبل المساومة أبداً ولن يوضع يوماً ما على طاولة المفاوضات".
وتابع: "في اللحظة الأولى التي يفكر فيها أحدنا أن يفاوض على سلاحه يكون قد خسره بالفعل، وإن مجرد التفكير في الاستسلام للعدو وتسليم السلاح له لهو خيانة".
وشدد الجولاني على أن اتفاقات التسوية، التي حصلت في مناطق عدة في سوريا كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة وآخرها في درعا والقنيطرة جنوباً، لن تتكرر في إدلب.
وقال إن "ما جرى في الجنوب، لن يسمح أبناء الشمال الشرفاء أن يمرر في الشمال".
ونفذت الهيئة وفصائل أخرى خلال الأيام الماضية مداهمات في إدلب اعتقلت خلالها عشرات الأشخاص بتهمة التواصل مع النظام من أجل التوصل إلى اتفاقات تسوية، عادة ما تنص على دخول قوات النظام وتسليم الفصائل لسلاحها.
محاولات لتكرار سيناريو الجنوب
وذكر الجولاني، أن "النظام وحلفاؤه حاولوا اتباع نفس إسلوب ما يسمى بالمصالحات الذي أسقط به مناطق الجنوب، إلا أن إخوانكم في الشمال من كافة الفصائل المجاهدة كانوا مدركين لمخططات العدو، فقمنا بمواجهتها واعتقنا رؤوسهم وأفشلنا خطة النظام".
ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية لنظام والميليشيات المتحالفة معه في مرحلة أولى على مناطق في أطراف إدلب، آخذين بالاعتبار أن مصير المنطقة مرتبط بتوافق بين روسيا حليفة النظام وتركيا الداعمة للمعارضة.
وفيما يتعلق بانتشار نقاط مراقبة تركية في الشمال السوري، أكد الجولاني أن هذه النقاط "لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة العدو، ولا يغركن وعود هنا او تصريحات إعلامية هناك، فالمواقف السياسية قد تتغير بين التو واللحظة".
وتطلب روسيا من أنقرة إيجاد حل لإنهاء وجود "هيئة تحرير الشام"، المصنفة "إرهابية"، لتفادي عملية واسعة في إدلب. ويرى محللون أن تركيا تعمل على توحيد صفوف الفصائل لأي مواجهة محتملة مع الهيئة.
وأفاد تقرير شهري صادر عن مجموعة من وكالات الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة في الثامن من الشهر الجاري، بأن هجوماً مرتقباً لقوات النظام والميليشيات المتحالفة معها على مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب، قد يشرد ما يربو على 700 ألف شخص، أي أكثر بكثير من المشردين بسبب المعركة التي دارت في جنوب غرب سوريا في الآونة الأخيرة
وانتهت معارك كثيرة في سوريا باتفاقات تقضي برحيل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى محافظة إدلب، حيث تسبب تدفق النازحين إلى زيادة تعداد المحافظة إلى قرابة المثلين، أي أنه وصل إلى نحو 2.5 مليون نسمة.
اقرأ أيضاً: "بولتون" روسيا عالقة في سوريا وبوتين أبلغنا أن مصالحه ومصالح إيران غير متطابقة
تعليقات