Deprecated: The each() function is deprecated. This message will be suppressed on further calls in /home/alsouria/public_html/archive/includes/menu.inc on line 2396

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/gmap/lib/Drupal/gmap/GmapDefaults.php on line 95

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/includes/common.inc on line 394
السياسة والأخلاق.. هل من التقاء؟ | السورية نت | Alsouria.net

السياسة والأخلاق.. هل من التقاء؟

المواد المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

الكاتب: 
هاشم صالح

 

ينفصل عالمنا السياسي إلى قسمين: عالم تسوده سياسة أخلاقية، وعالم آخر تحكمه سياسة لا أخلاقية. وحسب الأدبيات السياسية، فإن عالم الغرب (كالدول الاسكندنافية) ينضوي تحت عالم السياسة الأخلاقية؛ حيث تكون السياسة خادمة للصالح العام وازدهار الشعوب لذلك فهي أخلاقية، والعالم العربي والإسلامي ودول غربية أخرى (كإيطاليا وفرنسا) تحكمه سياسة لا أخلاقية؛ حيث يسود الاستبداد وأحكام التعسف والعشوائيات التي تؤدي إلى نهب المجتمع والدولة وتحقيق مصلحة الفئة الحاكمة وحدها وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة...

ويجب الاعتراف بادئ ذي بدء أن النوايا الطيبة لا تكفي لوحدها لتحقيق سياسة ناجحة، بل تلزم أيضاً الحنكة والمهارة والتكتيك والاستراتيجية...

وفي الأدبيات السياسية ارتبط اسم ميكافيلي بالسياسة اللاأخلاقية، كونه يقول إن هدف السياسة ليس الأخلاق وإنما النجاح والفعالية. وفي نظرة سريعة على العالم الحياة السياسية نلاحظ أن مقولته الشهيرة: الغاية تبرر الوسيلة، كتصور لاأخلاقي يحكم العلاقات البشرية هيمنت على السياسة العالمية. إلا أن التصور الميكافيلي ينطبق بشكل خاص على الدول الغربية الكبرى الميالة تاريخياً إلى التوسع والهيمنة. فالعالم مأزوم ليس فقط بـ"الإرهاب"، إنما أيضاً بالتطرف الرأسمالي وتغليب مصالح القوى العظمى والاستبداد الشمولي المفرغ من كل القيم الإنسانية، وهذا ما يعترف به قادة الغرب وفلاسفته المعاصرون أنفسهم.

فالعالم يبدو أنه غارق في وحشية لا حدود لها. وهناك الكثير من السياسيين والمفكرين يؤكدون على أن العالم يعاني من انحرافات مصرفية ناتجة عن جشع رأسمالي لا يشبع، كما يعاني من اختلالات مناخية، ومخاطر ذرية، وتوسع للفقر، وانتشار الحروب والصراعات خاصة تلك التي شهدها حالياً المشرق العربي منذ انتفاضات شعوب الربيع العربي... ومن هنا يأتي الحديث عن مشروعية ضرورة بلورة سياسة عامة شاملة تشمل العالم كله. فلا بد من تشكيل حكم عالمي متضامن ومسؤول.

وقد تنوعت تفسيرات أسباب هذه الاختلالات العالمية، منها رؤية الفيلسوف الألماني بيتر سلوتير جيك في أن السياسة والفلسفة، كما في فترة التأسيس الإغريقية، يمتلكان خاصية مشتركة قوية: فهما عبارة عن فن يهتم بالعالم ككل. ويرى أيضاً أن حالتنا الراهنة تشبه إلى حد كبير حالة أوروبا عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ساد الخوف والهلع بين الناس أمام حجم المهام الملقاة على عاتقهم بعد كل ذلك الدمار الناتج عن حربين عالميتين.

ويصل "جيك" إلى نتيجة مفادها: أن المبدأ الكانطي الأخلاقي الشهير "تصرف بطريقة أخلاقية معينة حيث يصبح فيها سلوكك وكأنه قانون كوني ينطبق على الجميع"، بحاجة إلى بلورة في لحظتنا الحالية بغية مواجهة الانسدادات والمخاطر الكارثية التي تواجه العالم. هذا المبدأ الأخلاقي الأعلى نجد أصوله في الآية الكريمة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

باختصار، إن السياسات المحلية لم تعد كافية لإنقاذ العالم، حتى ولو كانت صحيحة وصادقة النوايا، فالخطر الذي يهدد البشرية حالياً أصبح ساحقاً، ويتطلب تضافر جهود القوى العظمى والوسطى والصغرى كلها لحلها. كل بلدان العالم ينبغي أن تشارك فيه.

 لا يمكن فصل السياسة عن الأخلاق كما يزعم أصحاب المذهب الميكافيلي، الانتهازيون، النفعيون. فالسياسة بمعناها النبيل والسامي كانت أخلاقية دائماً... وستبقى.

اقرأ أيضاً:  رجل السياسة بين الالتزام الأخلاقي والنفعية الواقعية

تاريخ النشر من المصدر: 
2015
المصدر: 
مجلة يتفكرون
 

Warning: session_set_save_handler(): Cannot change save handler when headers already sent in /home/alsouria/public_html/archive/includes/session.inc on line 242

Warning: session_id(): Cannot change session id when headers already sent in /home/alsouria/public_html/archive/includes/session.inc on line 266