Deprecated: The each() function is deprecated. This message will be suppressed on further calls in /home/alsouria/public_html/archive/includes/menu.inc on line 2396

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/gmap/lib/Drupal/gmap/GmapDefaults.php on line 95

Warning: A non-numeric value encountered in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/context/plugins/context_reaction_block.inc on line 587

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/includes/common.inc on line 394
الصدمة الثانية لأقارب ضحايا التعذيب | السورية نت | Alsouria.net

الصدمة الثانية لأقارب ضحايا التعذيب

صورة هبة ناصر

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

24/3/2015
The Daily Star
المؤلف: 

(ترجمة السورية)

إن سماع الأخبار المتعلقة بتعذيب النظام السوري للمعتقلين بشكل ممنهج حتى الموت (حسب جماعات المراقبة والمعرض الذي سلط الضوء عليها في مقر الأمم المتحدة، وحيث أنكرتها دمشق) تختلف عن رؤية الدليل.

في الأسابيع الأخيرة، تلقت أكثر من 200 عائلة نوعاً من النهاية عبر تعرفهم على مصير أحبائهم بعد معاينتهم للصور المسربة للموتى.

فقد نشرت الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي، بالتنسيق مع حملات أخرى، مثل قفوا مع قيصر، ووسائط إعلامية معادية للنظام، مثل زمان الوصل، آلاف الصور على الإنترنت كي تستطيع العائلات التعرف على أحبائها.

التقط هذه الصور مصور سابق للشرطة، اتخذ اسم قيصر، فرّ من البلاد وسرب حوالي 55,000 صورة توثق مقتل آلاف المعتقلين.

وبينما تتلقى الحملة المديح من قبل البعض لأنها أعطت أسماءً للضحايا، إلا أنها تعرضت لتساؤلات حول دقة وخصوصية عملية التعريف.

وقد قالت الجمعية إنه ونظراً لطبيعة الإنترنت التي لا يمكن التحكم بها، فإن التنسيق مع كل الجماعات والأفراد الذين قاموا بمشاركة الصور سيكون مستحيلاً، بينما أضافت أنها جاهزة للتعاون مع أي طرف.

"إنها حملة مؤلمة، لا شك في هذا،" كما صرحت الجمعية رداً على أسئلة من The Daily Star.

"إن فكرة البحث عن قريبك بين آلاف الصور تعد أمراً فظيعاً، ولكن الأمر الأكثر فظاعة هو أن تنتظر قريبك لأشهر وأعوام، وأن تعقد الأمل بأنك ستلقاه، (فقط لتعلم لاحقاً) بأنه قد لقي حتفه."

بدأ أمير، السوري الذي يسكن في وادي البقاع، بنشر صور صهره على الفيسبوك بعد أن تعرض للاعتقال في عام 2013 بأمل أن يتعرف أحد عليه في السجن.

قال عدة أشخاص أنهم قد رأوه، وأنه كان حياً. وعندما نشرت صور ضحايا التعذيب في الأسبوع الفائت، بدأ أمير بالبحث مجدداً، ولكنه فشل في التوصل إلى شيء. إلى أن أرسل له أحد أصدقائه صورة من ملف معتقلي فرع المخابرات الجوية حيث تمكن من التعرف عليه.

قال: "لقد تعرفت عليه فوراً من ندبة على ذقنه".

كان أمير مصدوماً. أرسل الصورة إلى الجمعية، وطلب الصورة الكاملة للرجل للتأكد. وقد أظهرت إحدى صور الجثة يديه وعليهما آثار حرق شديد، جعلت أمير يتذكر اليوم الذي انفجر فيه صاروخ بجوار صهره.

قال أمير وهو يحبس دموعه إنه لم يخبر عائلته بعد.

قال: "لا أستطيع إخبارهم. لقد فقدت عائلتنا من قبل صهراً آخر في القتال. أريد أن أبعدهم عن الألم لبرهة."

قال أمير مجيباً حول نظرته إلى الحملة، إنه وبينما لا يوافق على نشر صور جثث الشهداء، خاصة نظراً إلى حالتها القاسية، إلا أنه يعتبرها طريقة تقدم الإجابات للعائلات.

قال: "لا يجب أن يتعلق الناس بآمال كاذبة. كأن تبقى العائلات في انتظار عودة أحبائها، بينما لن يحصل ذلك في الحقيقة."

عندما تعرض أخو ماريانا، الباحثة السورية التي تقطن في بيروت، للاعتقال في عام 2013، كانت هي ووالدتها عازمتين على البحث في كل السبل المتاحة لتحديد مكانه.

عمران البالغ من العمر 27 كان جندياً مختبئاً من السلطات في منزلهم في دمشق عندما تم العثور عليه واعتقاله. كانت عائلته تتتبع موقعه بفضل المعتقلين الذين رأوه قبل أن يتم إطلاق سراحهم ولكن العائلة فقدت أثره في النهاية.

"إن أسوأ ما في الأمر هو عدم معرفة السجن الذي يتواجد فيه،" حسبما قالت ماريانا.

ذهبت والدتهما إلى مركز الأمن العسكري في حرستا، إحدى ضواحي دمشق، لتسأل إن كان هنالك جندي ميت يحمل اسم ابنها في سجلات الجيش.

اطمأنت قليلاً عندما سمعت أنه لا وجود لاسمه، ولكن عندما ظهرت صور ضحايا التعذيب، تغيرت الأمور. "لقد كنت خائفة من البحث في الصور، كان قلبي يخفق وكنت أدعو طوال الوقت ألا يكون أخي بينهم،" قالت ماريانا هذا وهي تتذكر ما حدث.

وصفت ماريانا هذه الطريقة بأنها مؤلمة وغير منظمة للتعرف على الضحايا، قائلة بأنه يجب أن يتدخل طرف ثالث على الأقل لمساعدة العائلات. بعد فحصها لخمسين صورة، قررت التوقف، خائفة من الإكمال بهذه العملية المستنزفة عاطفياً.

"إنه أمر صعب للغاية. عليك التحقق بدقة لتفحص كل ملامح الوجه. عليك النظر إلى الجثث بطريقة لا يفترض بالشخص الطبيعي النظر بها. إن توفيت لن أرغب بأن ينظر أحد إلى جثتي بهذه الطريقة. يقلل هذا من احترام الموتى،" حسبما قالت.

وقد أبقت خبر الصور المسربة بعيداً عن أمها، "إنها تعاني من الصدمة فعلاُ. إن أخبرتها عن الصور، فستبدأ بالبحث وأنا لا أريد لها ذلك."

برأي أسامة أبو زيد الناشط السوري المقيم في تركيا ومستشار منظمة مقاتل لا قاتل، الجماعة المناصرة للالتزام بالقانون الإنساني والدولي في صراع سورية، فإن عدداً صغيراً نسبياً من الحالات تشمل أفراداً من العائلة يبحثون عن أقاربهم بأنفسهم.

علم أبو زيد على سبيل المثال بأن خاله كان قد تعرض للتعذيب حتى الموت عندما أرسل له أحد أصدقائه صورته.

"كان خالي واعظ محبوب في درعا. كان قدوتي. عندما تلقيت صورته شللت للحظة. لم أكن أريد تصديق أنه هو، ولكن ذلك كان واضحاً."

لم يخبر أبو زيد عائلته إلا لليوم التالي. "كان لديه أطفال صغار. كيف يمكنني إخبارهم أن والدهم ميت؟ ولكن كل يوم كان يمر وعائلته تبحث عنه. لم أستطع إطالة معاناتهم." في اليوم التالي، بعد أن أكدت والدته هوية أخيها، أخبرا زوجته وأطفاله.

"كانت ابنته البالغة من العمر 11 عاماً واقفة ورفضت تصديق ذلك ودعتني بالكاذب. لقد كان يوماً مؤلماً."

لدى أبي زيد تحفظات حول الحملة، بسبب تأثيرها المؤلم على الأقارب، ولآثارها الشخصية.

قال: "لقد كنت معتقلاً فيما مضى وتعرضت لتعذيب شديد، وصور الضحايا أعادت لي ذكريات مروعة عن ذلك الوقت." إنها الرؤية نفسها التي تبنتها الجماعة السورية الناشطة المعروفة بمركز توثيق الانتهاكات، والتي امتنعت عن المشاركة.

قال بسام الأحمد المتحدث باسم المركز بأن الدقة شكلت سبباً مقلقاً بشكل كبير.

"بعد أشهر أو أعوام من الاحتجاز في زنزانات مظلمة ومن التعرض لتعذيب منتظم، فإن ملامح المعتقلين ستتغير بالتأكيد، مما يجعل من الصعب على الناس التأكد مئة بالمئة من هوية المتوفى، وهذا يخالف سياسة مركز توثيق الانتهاكات بخصوص الدقة،" حسبما قال.

وأضاف: "هناك حالة لامرأة تلقت ثلاثة صور من مصادر مختلفة لجثث مختلفة، يزعم كل منهم أنهم وجدوا زوجها المعتقل بين صور الشهداء." كانت المرأة على شفا الانهيار العصبي إلى أن تم نفي أن يكون زوجها إحدى الجثتين، بينما لم تشبهه ضحية الصورة الثالثة.

قال أحمد: "لقد عانى الناس للكثير بالفعل، ونحن لا نريد أن نضيف لهم ألماً زائداً، ما لم يكن باستطاعتنا أن نكون متأكدين من دون أي شك من أننا وجدنا أحباءهم".