Deprecated: The each() function is deprecated. This message will be suppressed on further calls in /home/alsouria/public_html/archive/includes/menu.inc on line 2396

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/gmap/lib/Drupal/gmap/GmapDefaults.php on line 95

Warning: A non-numeric value encountered in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/context/plugins/context_reaction_block.inc on line 587

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/includes/common.inc on line 394
الفوضى الخلاقة تجتاح منطقة الشرق الأوسط | السورية نت | Alsouria.net

الفوضى الخلاقة تجتاح منطقة الشرق الأوسط

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

17/1/2015
السورية نت
المؤلف: 

الفوضى الخلاقة مصطلح سياسي جديد ويقصد به (أنه فعل سياسي تمارسه جهة معينة أو أشخاص معينون أو جهات معينة بصورة متعمدة دون الكشف عن هويتهم لإحداث فوضى في منطقة معينة لأهداف خاصة بهم أو خلق وضع حسب ما يتصورونه) وقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة في أمريكا بعد تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك في أيلول 2001م، وأكثر المفكرين الذين تحدثوا عنه هو الكاتب الأمريكي صموئيل هانتنغتون صاحب نظرية وكتاب (صراع الحضارات)، ويقصد الصراع بين الشرق والغرب على أساس العامل الديني، وقد عبر عن هذا المصطلح سياسياً ولأول مرة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في 2005 لصحيفة واشنطن بوست حينما قالت: ( إن الولايات المتحدة تنوي نشر الديمقراطية في العالم العربي والبدء بتشكيل الشرق الأوسط الجديد وذلك عبر نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة)، وتعني الوصول بالمنطقة إلى أقصى درجات الفوضى والمتمثل بالعنف المجتمعي وتدمير البنية التحتية والفوقية معاً، وسفك الدماء وخلق عداوات مزمنة بين كافة مكونات المجتمع الدينية والمذهبية والأثنية وحتى القبلية وحتى داخل المذهب الواحد والقومية الواحدة وبشتى الوسائل المتاحة حتى القذرة منها، وبنتيجة هذه الفوضى تنقسم الدولة الواحدة إلى أجزاء مجزأة وكانتونات صغيرة، ولكل كانتون قانونه وفسلسفته وسياسته وممارساته الخاصة به، وبذلك يسيطر الخوف على كل مواطن وأسرة، وكذلك الخوف من المجهول القادم، ويتمنى الخلاص من هذا الواقع بأي وسيلة كانت، وأسهلها الهروب إلى منطقة آمنة حيث يتوفر فيها الحد الأدنى من الأمان.

وعلى الرغم من أن مصطلح الفوضى الخلاقة جديد في طرحه اليوم، إلا أن له جذوراً تاريخية، ويتقاطع في الكثير من مفرداته مع ما جاء في كتاب الأمير لمكيافللي المتوفي عام 1527م، وينسجم تماماً مع مقولته الشهيرة: (الغاية تبرر الوسيلة)، ولا مانع أن تكون الوسيلة قذرة للوصول إلى الهدف المنشود، حيث يقول مكيافللي: (السلم ينتج الراحة، والراحة تتبعها فوضى، والفوضى يتبعها خراب، ومن الخراب والفوضى ينتج النظام الجديد)، وفي صفات الأمير يقول: (يعتبر الدين خير وسيلة لتعويد الناس المفطورين على الشر للخضوع للقانون، فعلى الأمير أن ينشر الدين ويظهر بمظهر الورع، وهذا أفضل من أن يتسم بالأخلاق الحميدة، ومن الخير للأمير أن يتظاهر بالرحمة والتدين وحفظ الوعد والإخلاص، لكن عليه أن يكون مستعداً للاتصاف بعكسها).

وإذا ما قارنا بين المفهومين (الجديد الأمريكي والقديم المكيافيللي)، نجد أن هناك ترابطاً وتشابهاً كبيراً بينهما من حيث المفهوم والمدخل والاستثمار الديني والهدف، وإذا ما اسقطناهما على الواقع الراهن الذي نعيشه اليوم وتعانيه المنطقة بشكل عام من حروب وصراعات طائفية وأثنية ومذهبية، ويأخذ الدين الإسلامي وتفسيراته الفقهية المختلفة للقرآن والسنة النبوية وكذلك مجريات وحوادث التاريخ الإسلامي الحيز الأكبر منه، والعودة بالمجتمع إلى الصراع السياسي الإسلامي في القرن الأول الهجري وترافق كل ذلك مع ظهور خلفاء وأمراء جدد نسمع بهم وعنهم اليوم من ملا عمر وأسامة بن لادن والبغدادي والجولاني إلى الخميني والخامنئي ونصرالله والحوثي، وهكذا تكر المسبحة كل يوم ويظهر لنا خليفة جديد وأمير جديد لدرجة أصبحت الإشارة إليهم بالنقد كالحديث عن المقدسات، وهكذا عمت وتعم الفوضى كل منطقة الشرق الأوسط، وحل محل رفع رايات وشعارات ثورات الربيع العربي المطالبة بالحرية والكرامة والمساواة رايات الطائفية والمذهبية، وارتفعت حدة ووتيرة الصراع الدموي الرهيب تصاعداً حتى بين المذهب الواحد، وذات الفكر الواحد، (جبهة النصرة وداعش) مثالاً، وحصل ويحصل التهجير القسري الممنهج وعلى أساس الهوية الدينية أوالأثنية أو الطائفية أو المذهبية، وتم تفكيك النسيج المجتمعي في كل مدينة وبلدة وحتى قرية، وعَبَرَتْ هذا الصراع الحدود والخرائط الجغرافية المرسومة منذ قرن من الزمن، وتشكلت دويلات وكانتونات لها نظامها الخاص في كل منطقة حسب مقاس الجهة المسيطرة على تلك الجغرافية، ففي سورية وحدها هناك خمس دويلات: (النظام وداعش وجبهة النصرة والجيش الحر وحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د)، واليمن خمس دويلات: (النظام والحوثيون والقاعدة والقبائل والجنوبيون)، وهكذا في أفغانستان وليبيا والعراق والصومال و(لبنان ومصر قريباً)،ولاتنجو دولة في الشرق الأوسط من تداعياتها سواءً دول الخليج أو إيران أو تركيا، فالمنطقة برمتها مرشحة أن تصبح كتلاً من الحمم البركانية يتقاذفها الفرقاء على بعضهم  دون أي اعتبار أو رادع لأي قيم إنسانية أو أخلاقية، فالبركان حفر أخدوده في النسيج المجتمعي بقوة، ولم يعد ممكناً السيطرة على مساره إلى أن يهمد، حسب ما ترتئيه مصالح الكبار في اللعبة الدولية، عندها فقط تختفي أدوات الفوضى والتدمير هذه من الساحة كما اختفى هتلر وموسليني وفرانكو عن المسرح بعد الحرب العالمية الثانية في أوربا.

إذاً نحن أمام حالة يمكن أن نطلق عليها حرباً عالميةً ثالثة، ساحتها الشرق الأوسط من أفغانستان وباكستان شرقاً إلى المغرب وموريتانيا غرباً، وقد أطلقها جورج بوش الابن صراحة أثناء احتلاله للعراق 2003م، وصرح بها أيضاً وزير خارجيته كولن باول حينها بأنهم قادمون للمنطقة لتغيير الخارطة السياسية وليس تغيير النظام فقط، وبتصريح مماثل قالتها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في 2006م أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان والذي دام 33 يوماً.

لكن يبدو أن الظروف السياسية لم تكن مهيأة حينئذ، والصراع لم يأخذ الطابع الديني المطلوب كما كان يُؤمل منه على الرغم من أن الاحتقان الطائفي بلغ أشده حينها، خاصة بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري وتوجيه أصابع الاتهام إلى النظام السوري وحزب الله، كما أن الأداة المستخدمة لتأجيج الصراع، وأعني بها إسرائيل، لم تكن مناسبة لتحقيقه نظراً لحساسية التعامل معها شعبياً، واختفت تلك المقولات في عهد أوباما تماماً، وبالعكس بدا أوباما ضعيفا متردداً وحنث بكل وعوده للشعب السوري في تنحية الأسد، حتى أثناء استخدام النظام السلاح الكيميائي، ولم يساعد الثورة عسكرياً كما كان يفترض به، وكذلك سحب جيشه من العراق تاركاً الحبل على غاربه للصراع الإقليمي ليصل بالمشهد إلى ما نحن عليه اليوم، وليعد الشعب السوري أخيراً بأنه سوف يدرب 15000 مقاتل على مدار 3 سنوات لتأهيلهم للمعركة مع النظام بعد 3 سنوات، وهذا يعني أننا أمام بركان من الدماء والتدمير لما بعد ثلاث سنوات أخرى. وبالتالي قد نشهد موسكو 1 و2 كما شهدنا جنيف1 و2، ويذهب دي مستورا ويأتي غيره كما ذهب سلفاه كوفي عنان والابراهيمي جارّين وراءهما أذيال الخيبة، أم أنهما فهما اللعبة فانسحبا بهدوء؟. (لنا عودة في الموضوع السوري حول ذلك).

إذاً نحن أمام لوحة سوداوية للمشهد السياسي في الشرق الأوسط في المرحلة القادمة، وقد نجد تصعيداً واتساعاً لرقعة الصراع لا نعرف مدته ومداه، لكن في النهاية سوف  يخمد البركان ويحصل الاصطفاف المطلوب، ويبدأ الحوار الجدي بين كافة الفرقاء الكبار الإقليميين والدوليين للإعداد لترتيب جديد لجغرافية المنطقة وفق مبدأ العالم الطبيعي داروين: (البقاء للأقوى والأصلح)، ومع كل ذلك علينا أن نتفاءل بالمستقبل رغم كل الآلام كتفاؤل الشاعر التركي الكبير ناظم حكمت: (إن أجمل الأيام هي التي لم نعشها بعد).

 

Warning: session_set_save_handler(): Cannot change save handler when headers already sent in /home/alsouria/public_html/archive/includes/session.inc on line 242

Warning: session_id(): Cannot change session id when headers already sent in /home/alsouria/public_html/archive/includes/session.inc on line 266