الكُرد أُمَّة مُسلِمة

المواد المنشورة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت
إنّ التيارات الفكرية المتنوعة تسعى عبر التاريخ إلى أن تترك طابعها على المجتمع لتسهل قيادته والتحكم به عبر تفاصيل الحياة اليومية للناس، والمجتمع الكردي كان أرضاً خصبة لنمو هذه التيارات، منها ما وافق فطرة الله التي فطر الناس عليها ومنها ما كانت شاذة.
ولعل أخطر تلك التيارات ما جاءت لتلوم الكرد على اعتناقهم الإسلام، وتوجّه أصابع الاتهام لأعلام بارزين في التاريخ الكردي على أنهم السبب في عدم تنمية الوعي القومي وتأسيس كيان مستقل للكرد على غرار الشعوب الأخرى التي عاشت في المنطقة تحت ذات الظروف. كما يغالي بعضهم في سرد أحداث تاريخية لاضطهاد الكرد من قبل المسلمين دون أن يميزوا بين الدين الإسلامي كدين ومنهج سماوي، وبين حكام وقادة الدولة الإسلامية في مختلف المراحل. كما يتجاهلون الظروف والتغيرات الجيوسياسية والمعاهدات والاتفاقيات التي أُبرمت في العصر الحديث والتي تركت الأثر الحقيقي في الواقع الكردي.
لن تغوص هذه الورقة في تفاصيل التاريخ الكردي، بل إنها ستقف عند محطات متفرقة ومنعطفات حاسمة تركت أثرها على الواقع الراهن ليتبين بعد ذلك كيفية وتاريخ دخول الكرد إلى الإسلام، وكيف عاشوا في ظل الحكم الإسلامي. ومن ثم ستعرج على وضعهم إبان تقهقر الخلافة. وكيف بدأت صناعة الحدود وما علاقة الإسلام بذلك.