المجازر تتكشف في حلب: قوات النظام تعدم مدنيين حرقاً بالنابلم

بعيد ساعات من صد قوات المعارضة السورية لقوات النظام التي حاولت التقدم في حلب على مدار اليومين الماضيين، بدأت تتكشف المجازر التي ارتكبتها قوات النظام بحق عوائل بأكملها، وأكد مراسل "السورية نت" في حلب محمد الشافعي أنه بعد سيطرة قوات المعارضة على قرية رتيان فوجئ السكان بجثث مدنيين قتلتهم قوات النظام رمياً بالرصاص والحرق بمادة النابالم وصل عددهم إلى 40 جثة.
وأشار مراسلنا إلى أن رائحة الموت انتشرت في شوارع القرية الفارغة والتي حل فيها دمار واسع جراء القصف العنيف من قبل قوات النظام. وحصلت "السورية نت" على صور حصرية لمدنيين أحرقتهم قوات النظام بالنابالم، وتعتذر "السورية نت" عن نشر الصور لكونها مؤلمة.
وتحدث أحمد أحد النازحين من بلدة بيانون إلى رتيان لـ"السورية نت" أنه عند الساعة 4 صباحاً، طرقت قوات النظام باب منزله فتفاجئ بوجودهم، وقال: "قاموا في البداية باعتقالي أنا ووالدي ووضعنا على جدار حتى الصباح ثم أخبرونا أنه علينا الرحيل وإخبار الإرهابيين على حد قولهم على أنهم قادمون إلى بيانون. كما رأيتهم وهم يقتلون جارنا وزوجته وولديه وقد صقعت من هول المشهد لدرجة أنني هربت باتجاه قرية بيانون دون النظر إلى الخلف وعند تحرير القرية عدت لأتفقد منزلنا فوجدت جثثاً منتشرة في الأرض، وقد قام أهالي القرية بجمع الجثث ودفنها وقد بلغ عدد الجثث التي شاهدتها أكثر من أربعين جثة أعلم من بينهم:
(10 من عائلة قوج، و6 من أبناء علي الشيخ، و2 من عائلة أبو جمعة، وخالد ديبو الصالح، وديبو محمد الصالح، وعزو مصطفى رمضان، وزوجة عمار أحمد جمعة).
من جانبه روى مصطفى (مقاتل في الجبهة الشامية) مشاهداته بعد تمشيط منازل قرية رتيان، وأوضح لـ"السورية نت" أنهم عثروا على عوائل مقتولة داخل المنازل، فكل عائلة لديها ابن في الجيش الحر قتلتها قوات النظام بالكامل دون أن تميز بين صغير وكبير، وأكد مصطفى أنه شاهد بنفسه 8 جثث بينها طفلان لم تتجاوز أعمارهما السنة.
وبدوره قال النقيب "أبو محمد" القائد الميداني في "الجبهة الشامية": إن "قوات النظام قتلت الكثير من المدنيين في رتيان كما أنها أسرت كافة العوائل في قرية حردتنين ووضعتهم في مدرسة القرية، وهددت بتصفية هذه العوائل في حال لم نسمح لهذه القوات بالتقدم باتجاه بلدتي نبل والزهراء بعد محاصرتنا لها من كافة أطراف القرية".
وأضاف أنه في المنزل الأخير من قرية رتيان الذي أسر فيه 27 مجنداً من قوات النظام، يوجد منزل بجواره محروق بالكامل وعند الدخول إليه شوهد وجود جثتين متفحمتين أحرقتهما قوات النظام بالنابلم وهما أحياء، مشيراً إلى أن الأثار التي وجدت على الجدران تدل على استخدام هذه المادة.
ويشار إلى أن قوات المعارضة شنت هجوماً عنيفاً منتصف ليل أمس استمر حتى ساعات صباح اليوم على نقاط تابعة لقوات النظام على أطراف مزارع الملاح، كما تدور مواجهات في مناطق أخرى وسط تراجع واضح لقوات النظام.