النصرة: حزب الله يحضر لهجوم في القلمون

اتهم قائد بارز في "جبهة النصرة" موجود بمنطقة القلمون السورية اليوم، ميليشيا "حزب الله" اللبناني بالتحضير لـ "هجوم كبير" ضد الجبهة في القلمون، وتحرير العسكريين اللبنانيين الأسرى بـ"القوة"، وقال "لذلك يقوم (حزب الله) بإفشال المفاوضات لإطلاق سراحهم"، مهدداً بأن ذلك سيؤدي إلى قتلهم، معتبراً أن الحل الوحيد يكون بالتفاوض الصادق.
وكشف القائد الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الجبهة أبقت الجنود وعناصر الأمن الأسرى لديها داخل منطقة عرسال اللبنانية حتى اليوم الأخير من المعارك مع الجيش اللبناني، وذلك أملاً في تسليم العسكريين مقابل إيقاف القصف على عرسال وتقديم ضمانات بعدم عدم اعتقال أحد، لافتاً أن "النصرة" قد تلجأ إلى "عملية عسكرية" لتحرير أسراها في السجون اللبنانية.
ونفى ما تتداوله وسائل اﻹعلام عن خلاف بينهم وبين هيئة علماء المسلمين، مضيفاً أن ذلك "غير صحيح ونحن وهم نبذل قصارى جهدنا لحل هذه اﻷزمة لكن لا نرى مبادرات صادقة من الطرف اﻵخر على الرغم من أنه قد أثبتنا حسن نيتنا بإطلاق العساكر السابقين".
واعتبر أن ما جعل "النصرة" تلمس عدم الجدية في التفاوض هو أنه منذ بداية أحداث عرسال "كنا نتفق على وقف إطلاق النار وإيقاف نزف الدم ثم نتفاجأ بإطلاق النار من طرفهم، ورغم كل هذا كنا نحن المبادرون لإظهار حسن النية ﻷننا نعمل وفق تعاليم ديننا ﻹيقاف نزيف الدم"، مشيراً إلى أنهم عرضوا خمسة هدن خرقت جميعها.
وعزا سبب هذه المماطلة إلى أن ميليشيا "حزب الله" كانت تحضر لمعركة عرسال منذ استعادة قوات النظام السيطرة على القلمون، وأن الميليشيا عززت مواقعها حول عرسال وضيقت كثيراً على أهلها، وسأل "كيف يوقفون معركة خططوا لها منذ زمن ويعتبرونها معركة مصيرية؟".
ولفت إلى أن أكثر ما يستفز الجبهة حالياً "عدم التجاوب في المفاوضات وتصريحات ميليشيا الحزب والسياسيين اللبنانيين اﻹعلامية البطولية الموهومة والتباهي بالنصر، وأضاف أنه "لو أردنا إكمال المعركة لما توقفنا إلا في بيروت، كان هناك 7000 مقاتل كلهم يريدون الانتقام من حزب إيران ولكن لا نريد لأهل السنة أن يكونوا ضحية"، محذراً من أنهم "إذا أرادوا بدء معركة سيبدؤونها بالطريقة التي يريدونها وفي المكان الذي يريدونه، ولكنها ليست في بالهم فلا يستفزونا".
ورأى القائد في "النصرة" أن موضوع الفصل بين الجيش اللبناني و وميليشيا "حزب الله" قد فات أوانه، مؤكداًأن سقف مطالب "النصرة" قد ارتفع وأصبحت تتضمن "انسحاب الحزب من سورية والجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الملف اﻷمني في عرسال ومعالجة الجرحى"، لافتاً إلى أن الوساطة القطرية ما زالت معلقة.
ويتدخل "حزب الله" بشكل علني في القتال إلى جانب قوات النظام ضد الكتائب المعارضة منذ أوائل العام 2013.
وفي 2 أغسطس/ آب الجاري، اندلعت معارك ضارية في بلدة عرسال اللبنانية ومحيطها بين الجيش اللبناني ومقاتلي ما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام"، واستمرت المعارك 5 أيام، حيث أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل مالا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، إضافة إلى قصف الآخير لمخيمات اللاجئين السوريين ما أودى بحياة عدد منهم.
ولا تزال "جبهة النصرة" و"تنظيم الدولة" يحتجزان عدداً من الجنود والعناصر الأمنية اللبنانية الذين وقعوا في الأسر لديهما خلال هذه الاشتباكات بعد الإفراج عن 8 منهم على دفعات من أصل أكثر من 20.