النظام يخسر المزيد في جبهات شمال سورية ويستميت للحفاظ على خطوط الإمداد

تطورات متسارعة شهدتها جبهات القتال بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام في شمال سورية خصوصاً في الأسابيع القليلة الماضية، ويبدو أن المعارضة تحقق تقدماً ملحوظاً لا سيما في محافظة ادلب، فبعد تحرير وادي الضيف والحامدية أكبر معسكرات النظام وأهمها من الناحية الإستراتيجية والحشود العسكرية الكبيرة داخله، بات المجال مفتوحاً أمام المعارضة للتركيز ومحاصرة آخر مطارات النظام في المحافظة بالإضافة الى معسكري القرميد والمسطومة أبرز معسكرات النظام في المنطقة.
وأشار مراسل "السورية نت" في إدلب، شادي السيد، إلى أن قوات النظام المتبقية في إدلب تحاول الحفاظ على خطوط الإمداد، ويمثل هذا الأمر استراتيجية النظام العسكرية في ريف المدينة. وفي هذا السياق صرح الملازم أول "بلال خبير" قائد حركة "بيان" لـ"السورية نت" أن النظام يسعى من خلال نقاط عسكرية له على المحافظة على خطوط الإمداد بين محافظة اللاذقية وإدلب المدينة، وخاصة معسكر المسطومة أحد مفاتيح النظام للسيطرة على المحافظة بحكم موقعه المتوسط بين مدينة إدلب وطريق اللاذقية – أريحا، والذي يعتبر بدوره قاعدة انطلاق وغرفة عمليات النظام حيث أحاطه بعدد من الحواجز والنقاط العسكرية لتأمين حمايته وخاصة معسكر القرميد وجبل الأربعين، الأمر الذي أجبر الثوار إلى محاولة الضغط عليه عن طريق القصف تارة وتضييق الخناق من خلال السيطرة على حواجز جديدة تارة أخرى، وخاصة بعد الإعلان عن معركة تحرير جبل الأربعين والذي يعد بمثابة مرصد يستخدمه النظام لحماية طريق إدلب أريحا وأحد خطوط الحماية بالنسبة لمعسكر المسطومة.
وأضاف: "لذا ركز النظام على إنشاء عدد من الحواجز العسكرية تمكن الثوار مؤخراً من تحرير عدد منها وكان أخرها حاجز الفنار والقصر السعودي عن طريق خطة الأنفاق والتي أثبتت نجاحها في عدد من المعارك لينتقل الثوار بعدها لتحرير باقي الحواجز والانتقال لمدينة أريحا".
مطار أبو الظهور
ولم يبق لنظام الأسد في محافظة إدلب قواعد جوية سوى مطار "أبو الظهور العسكري"، الذي يستخدمه النظام كخط إمداد لقواته ولحماية طريق دمشق – حلب، وأكد القائد العسكري "بلال" لـ"السورية نت" أن قوات المعارضة باتت قاب قوسيين من تحرير المطار، سيما بعد سيطرتها على قرية الحميدية التي تمثل خط الدفاع الأول للمطار، بالموازاة مع قصف المطار بشكل شبه يومي، ما أدى إلى تهشم خطوط الدفاع.
وفيما يخص مدينتي الفوعة وكفريا (ذات الأغلبية الشيعية) واللتين يستخدمها النظام كشريط محيط لحماية مدينة إدلب ونقاط استنزاف للمعارضة وجسم يفصل بين المناطق المحررة، أشار "بلال" إلى الدور البارز التي تلعبه تلك المدينتين كأوراق قوى بيد النظام لفرض سيطرته على المحافظة.
ولفت إلى خسائر لحقت بالمقاتلين المؤيدين للنظام في تلك المدينتين، بعدما هاجمت حركة "أحرار الشام" بالإضافة إلى "جيش الإسلام" نقاط عسكرية تابعة لقوات النظام وسيطروا على بعض المباني المطلة على مدينة بنش وقتلوا 7 من عناصر ميليشيات "الفوعة وكفريا" فضلاً عن إصابة آخرين، وهو ما أدى بحسب القائد "بلال" إلى تضييق الخناق على المدينتين.
جبهة حلب
وخلال الأشهر القليلة الماضية استنزف نظام الأسد في سبيل فرض الحصار على المناطق الخارجة عن سيطرته في حلب وريفها، لكن قوات المعارضة استطاعت قبل أيام إنهاء حلم النظام في فرض الحصار، وأكد قائد العمليات العسكرية في "الجبهة الشامية" النقيب "أبو محمد" لـ"السورية نت" أن الحصار بات بعيداً عن حلب، وأن قوات المعارضة هناك انتقلت من الدفاع إلى الهجوم.
ومن جانبه أوضح القائد العسكري في "جيش الإسلام"، "صالح أبو أحمد" لـ"السورية نت" أنه مع سعي النظام لتضييق الخناق على حلب تمهيداً لمحاصرتها توحدت كتائب المعارضة تحت مسمى واحداً وقيادة واحدة، أثبتت جدارتها في تحقيق الانتصارات. ويضيف "صالح" أنه من الملاحظ بعد إعلان التشكيل بدء الثوار بالتقدم والسيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة النظام وخاصة الجبهة الشرقية كمناشر البريج، نقاط الميسات، وتلة البريج، حيث شهدت انتصارات عديدة في بعض النقاط وأبعدت عن حلب شبح السقوط.
ويؤكد صالح على الدور الكبير الذي لعبه ثوار محافظة ادلب في مساندة الكتائب في حلب وخاصة بعد تحرير معسكرات وادي الضيف والحامدية واللذان يعتبران من أكبر المعاقل التي تستنزف العدة والعتاد بالإضافة الى تواجد عدد كبير من نقاط الرباط قبل تحريرها وتوجه معظمهم لفك الحصار الذي كان متوقعا على مدينة حلب وتركيزها في المعارك الدائرة في الريف الشمالي لمدينة حماة كمورك، واللطامنة بغية فتح المجال لفتح طريق حلب إدلب حماة أمام قوات المعارضة.