الواجهة كانت شركة طبية .. نظام الأسد حصل على النفط عبر "حيلة معقدة" روسية إيرانية

خلال سنوات الحرب في سوريا، حُرم نظام الأسد، من المخزون الأساسي للنفط والغاز في الشرق السوري، ما أضطره إلى الحصول على عليه من حلفائه الداعمين له.
الأسبوع الفائت فضحت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، حيلة معقدة تتضمن شركات وأفراد في روسيا وإيران وسوريا يعملون معاً لنقل النفط للنظام، وتم الإعلان عن عقوبات بحق المتهمين بالمشاركة في هذه الخطة الإيرانية الروسية المعقدة لتهريب النفط، بحسب ما أكده موقع "أويل برايس" المعني بأخبار الطاقة في العالم، في تقرير نشره أمس الثلاثاء، وترجمته "السورية نت".
ما هي الحيلة..؟
حيلة تهريب النفط هذه قد تم إنشاؤها منذ عام 2014، ناقلة ملايين البراميل من النفط إلى نظام الأسد، في حين سهل الأخير بالمقابل نقل مئات ملايين الدولارات الأمريكية من ميليشيا "القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، إلى حماس و"حزب الله".
ونقل تقرير الموقع عن وزير الخزانة "ستيفن منوشين"، قوله: "إننا نتحرك اليوم ضد حيلة معقدة استخدمتها إيران وروسيا لتقوية نظام الأسد، ولتوليد التمويل للنشاطات الإيرانية المؤذية".
الطرف الحاسم في هذه الخطة كان محمد عامر الشويكي وشركته المتمركزة في روسيا، "غلوبال فيجين غروب".
كان الشويكي (سوري الجنسية) أساسياً لكل من إيصال النفط إلى سوريا، ولنقل الأموال من "لواء القدس" الإيراني إلى حماس و"حزب الله". ومصدر هذه النشاطات، هو البنك المركزي لإيران الذي وفر المال.
يبدو أن البنك المركزي لإيران، استخدم لإخفاء المصدر شركة "تدبير كيش" الطبية والصيدلية لتحويل الأموال إلى شركة "غلوبال فيجين" الخاصة بالشويكي.
ويؤكد التقرير، أن لكلا الشركتين حساب مصرفي في بنك "مير" للأعمال في روسيا، وهو تابع بالكامل لبنك "ميلي" الإيراني. وبما أن الشركة الواجهة هي منظمة "طبية"، أي أنها تتعلق بالحاجات الإنسانية، لذا لا يمكن تطبيق العقوبات عليه.
النقل خطير للغاية
في روسيا، لـ"غلوبال فيجين" اتفاق مع شركة "برومسيروإمبورت"، وهي تابعة لوزارة الطاقة الروسية، وتسهل الشركة الروسية شراء النفط الإيراني من شركة النفط الإيرانية الوطنية وشحنه إلى سوريا.
النقل خطير للغاية حيث تم التأمين على بعض السفن من قبل شركات الأوروبية، وقد تم زعم أنها أطفأت موقعها منذ عام 2014 لإخفاء وجهتها.
إضافة إلى ذلك، عمل الشويكي لنقل أموال طهران لوكلائها في المنطقة، مستخدماً صلاته العالمية في بنك إيران المركزي وبنك "مير" للأعمال.
مواجهة إيران
سياسة إدارة "ترامب" هي مواجهة إيران، وهذه العقوبات هي دليل إضافي على ذلك. انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران كان مقدمة لمواجهة طهران في النواحي السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وقد كان نجاح واشنطن متفاوتاً.
سياسياً ودبلوماسياً أدت أفعال الرئيس "ترامب"، لتشكل تحالف غير معتاد للقوى العالمية ضم روسيا والصين وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة للحفاظ على الاتفاق النووي، كما حاولت الولايات المتحدة توحيد عدة دول عربية فيما دعته "ناتو العرب".
لم يكن لهذه المبادرة النجاح المنتظر، وهذا يعود بشكل رئيسي إلى حصار قطر، ويبدو أن هدف هذا التعاون المرتبك بين هذه الدول العربية هو إرضاء "ترامب"، لا مواجهة إيران.
لاقت واشنطن نجاحاً أكبر بمواجهة إيران فيما يتعلق بالناحية الاقتصادية. وبعد توقيع الاتفاق النووي أبدت شركات عدة رغبة للاستثمار في البلاد. ولكن إعادة فرض العقوبات دعا العديد من الشركات لإعادة النظر في خططها للاستثمار. إحدى أبرز هذه الشركات شركة الطاقة الفرنسية العملاقة توتال، التي تخلت عن مشروعها للغاز الطبيعي المسال.
طهران ستتمكن من الثبات
على الرغم من أن الولايات المتحدة قدمت إعفاءات مؤقتة من العقوبات لثماني دول لاستيراد النفط الإيراني، إلا أنه من غير المرجح أن يتم تمديد تلك الإعفاءات.
السبب الرئيسي لقرار واشنطن هو خوفها من ارتفاع أسعار النفط عند حرمان السوق من 1.5 مليون برميل من النفط الإيراني. حالياً، تتعرض طهران للضغط مع تهاوي الاقتصاد وخروج المتظاهرين إلى الشوارع.
على الرغم من الصعوبات التي تواجهها إيران، إلا أن العديد من المحللين يعتقدون أن طهران ستتمكن من الثبات خلال العاصفة. على الرغم من انخفاض الأسعار مؤخراً، إلا أن العائدات المرتفعة نسبياً للنفط تساعد البلاد، ناهيك عن عدم قدرة "ترامب" على تشكيل تحالف موحد مثل الذي تمكنت إدارة "أوباما" من تشكيله مع اتفاقها النووي السابق.
هذه العقوبات الجديدة وفق وجهة نظر "أويل برايس"، لن يكون لها التأثير المرغوب لإعاقة اقتصاد النظام وحرمان الأسد من دعم موسكو وطهران، ومن المرجح أن تستمر شحنات النفط، خاصة مع مواجهة الولايات المتحدة ذاتها للضغط المتزايد بسبب مواجهة تركيا في شرقي سوريا مع "وحدات حماية الشعب" الكردية.
اقرأ أيضاً: في أغنى مناطق سوريا بالنفط.. التكرير البدائي مصدر رزق يهدد حياة السكان
تعليقات