بعد تدمير داريا نظام الأسد يسمح لشركة "حمشو" بسرقة أثاث المنازل المهدمة

تيم الحاج - السورية نت
بعد المحاولة المستمرة واليائسة من قبل نظام الأسد لاقتحام مدينة داريا (غرب العاصمة دمشق)، على مدار العامين الماضيين، أخذ يفكر بالانتقام من أهلها الصامدين لكن على طريقته الخاصة فلم يوفر قذيفة ولا صاروخ ولا برميل إلا وألقاها على رؤوس أهلها حالهم حال باقي مناطق سورية التي مازالت تنعم بالحرية والصمود.
وبدأ النظام مؤخراً بتدمير أحد أحياء داريا المحاذي لمطار المزة العسكري والمعروف باسم حي (الخليج) وذلك منذ بداية الشهر الثالث من عام 2013.
وخلال اليومين الماضيين فجرت قوات نظام بشار الأسد 500 منزل بمحاذاة مطار المزة العسكري في دمشق، بهدف تحصين العاصمة من هجوم محتمل لقوات المعارضة السورية.
وتقع المنازل التي فُجرت شمال شرق مدينة داريا المحاصرة في الغوطة الغربية لدمشق. وقال حسام الأحمد مدير المكتب الإعلامي في مدينة داريا إن "التفجيرات شملت أحياء الخليج والكورنيش الجديد ومشرق بالمدينة"، لافتاً إلى أن هناك ٥ مساجد تم تدميرهما في هذه الحملة.
ومن جهته يقول الناشط الإعلامي عبد الحميد الداراني لـ"السورية نت": إن مدينة داريا تتمتع بموقع يميزها عن باقي المدن السورية حيث تقع على بعد 8 كيلومتر جنوب غرب العاصمة دمشق، ويحدّها مطار المزة العسكري والمعضمية شمالاً، وحيي المزة وكفرسوسة شرقاً، وأوتستراد درعا الدولي وصحنايا جنوباً، وجديدة عرطوز غرباً، وموقع داريا المميز يأتي كونها على تماس مباشر مع مثلّث "قوّة قلب النظام" المتمثل بالقصر الجمهوري، مروراً بمقرات الحرس الجمهوري، ثم مقرات الفرقة الرابعة، وانتهاء بمطار المزّة المحاذي لمنطقة الخليج التابعة لداريا.
وأوضح الداراني لـ"السورية نت" أنه بعد أن استولى نظام الأسد على حي "الخليج" بداريا بشكل كامل بعد شهر من المقاومة والدفاع وتحت وطأة القصف العنيف حيث استخدم النظام شتى أنواع الأسلحة كـ(القنابل العنقودية والكاسحات والطيران)، اضطر الجيش الحر للانسحاب بسبب التفاف جيش النظام على منطقة الجمعيات وجبهة الأصدقاء.
وأكد المصدر أنه من خلال مطار المزة تم قصف الغوطة الشرقية بالكيمياوي وقد تم توثيق إطلاق صاروخ كيماوي من قبل "المركز الإعلامي لمدينة داريا" في الشهر الثامن من عام 2013 ، إضافة إلى أنه السبب في ارتكاب مجزرة الكيماوي في معضمية الشام، ويوجد داخل هذا المطار معتقلين معارضين للنظام يفوق عددهم الأربعين ألفاً جلهم من الشباب.
وبعد دخول النظام لحي الخليج أوكل إلى شركة "حمشو" استلام المنطقة حيث قامت من جانبها بجلب عمال يقومون بهدم المنازل وسحب الأنقاض وسرقة الأثاث وبيعها في عدة مناطق موالية للنظام في العاصمة دمشق كـ(حي المزة 86 ومنطقة الصبورة وقرى الأسد).
وكشف الداراني، عن أن المسروقات تباع بأسعار بخسة، وبأن كل ماتقوم به شركة "حمشو" هو بعلم النظام ومباركته لأنه يريد أن ينتقم من معارضيه بكل الوسائل.
وأضاف أن شركة "حمشو" أخذت تستعين بضعاف النفوس من العمال وتشتريهم برواتب يومية (ثلاثة آلاف) ليرة سورية للعامل الواحد، مشيراً إلى أن الشركة كانت تعمل بالتعهدات وأنها تتبع لأشخاص من قلب النظام حيث تشرف على حمايتها ميليشيا "الدفاع الوطني" والمخابرات الجوية ولهذه العناصر نصيب من السرقات.
يذكر أن حي الخليج تابعة لداريا جغرافياً ويحدها مع مطار المزة العسكري ساتر ترابي ارتفاعه متر ونصف وبعد عملية التدمير هذه تم حفر خندق طويل محيط بالمطار تم ملئه بالماء كي لايحاول عناصر "الحر" التسلل باتجاه عبر الأنفاق، وقد الحي يحوي خمسين ألف نسمة من أهالي مدينة داريا وكان يوجد بداخله مسجد "الصادق الامين" ومشفى "شرف" الجراحي التخصصي، ومدرسة خاصة وروضة خالد ابن الوليد وروضة الخير ومدرسة داريا، وجميعها دمرت بعد دخول نظام الأسد إلى الحي.
وتابع الداراني قائلاً: إن النظام لم يكتفي بالتدمير الممنهج للبنى التحتية والمساكن في حي الخليج فقط، بل امتد إلى المنطقة الشرقية من مدينة داريا القريبة من طريق دمشق (شمال شرق المدينة) إلى طريق الدحاديل في الجانب الشرقي لها، حيث لم تسلم هذه المناطق من هول التدمير كـ(المساجد) فقد تعمد النظام إلى تدمير كل المساجد وحرقها في المنطقة آنفة الذكر، كمسجد خالد ابن الوليد على طريق دمشق ومسجد العثمان في المنطقة الشرقية ومسجد التوبة.
وفي الآونة الأخيرة تم إزالة مإذنة مسجد الخولاني، والذي يحوي رفاة الصحابي الجليل مؤذن رسول الله بلال الحبشي، ورفاة الصحابي أبي مسلم الخولاني.
وأوضح الداراني لـ"السورية نت" أن سكان جميع المناطق التي تخضع لعمليات تدمير قد تم تهجيرهم بالكامل إلى المناطق المحاذية لدمشق وبعضهم نزح إلى الدول المجاورة ومنهم من هاجر إلى دول أجنبية، وهم الآن يعانون الأمرين من فقر وشح وسوء في المعيشة لخروجهم من بلدهم فجأة وتخوفهم من وقوع مجزرة على غرار المجازر التي يرتكبها النظام بشكل يومي دون أي رادع.
يشار إلى أن النظام طبق سياسة تدمير المنازل وسرقة الحديد والأثاث خارج داريا، حيث قام بتدمير المنطقة المحاذية لفرع الجوية في حي القدم بعد أن حاول الجيش الحر التقدم باتجاه عدة مرات، وأيضاً منطقة حران العواميد المحاذية لمطار دمشق الدولي لقربها من المطار ولتواجد العديد من فصائل المعارضة هناك.
وكان مطار المزة العسكري نقطة انطلاق القذائف المحملة بالغازات الكيميائية التي سقطت على غوطة دمشق في أغسطس/ آب 2013، وعلى معضمية الشام، كما يتواجد داخل المطار معتقلين معارضين للنظام يفوق عددهم الأربعين ألف معتقل، حسبما تقول المعارضة.
يذكر أن تقارير صحفية ذكرت في أن رجل الأعمال محمد حمشو المقرب من ابن خال بشار الأسد، رامي مخلوف، كان قد عقد اتفاقاً مع المحافظة ينص على امتلاكه حق الاستفادة من أنقاض المباني المدمّرة في مناطق وأحياء دمشق وريفها، ونقلها وإعادة استثمارها، بما في ذلك السماح لحمشو بهدم ما لم تأتِ عليه قذائف وصواريخ قوات الأسد.