"بوتين" في تركيا لتعزيز العلاقات بين البلدين

يستقبل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، اليوم، في أنقرة لتعزيز التعاون بين البلدين الذي لا يزال مستمراً رغم خلافات حادة حول سورية وأوكرانيا.
ومن المتوقع أن تتركز المحادثات حول التعاون في مجال الطاقة إذ تسعى أنقرة لتخفيض في أسعار الغاز الروسي والحصول على كميات أكبر بحلول فصل الشتاء، بالإضافة إلى مسائل دبلوماسية أساسية.
وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها المسؤولان وجهاً لوجه منذ انتخاب "أردوغان" رئيساً في أغسطس/آب بعد أن كان رئيساً للوزراء، وهو التغيير نفسه الذي أجراه "بوتين" في 2012.
وغالباً ما يشير المعلقون إلى أوجه الشبه بين "أردوغان" (60 عاماً) و"بوتين" (62 عاماً) اللذين يحتفظان بقاعدة شعبية كبيرة في الداخل.
ونجحت تركيا وروسيا حتى الآن في حماية علاقاتهما القوية من تبعات الخلافات حول سورية وأوكرانيا.
وعارضت أنقرة المؤيدة لسيادة الدول على أراضيها خصوصاً بسبب نزاعها مع الانفصاليين الكرد، قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية هذا العام.
كما أعربت أنقرة عن قلقها حول وضع أقلية التتار التركية في القرم الذين يقول ناشطون إنهم يتعرضون للاضطهاد من قبل السلطات الجديدة الموالية للكرملين.
وتركيا وروسيا أيضاً على خلاف حول النزاع في سورية إذ أن "بوتين" لا يزال يدعم نظام بشار الأسد بينما يطالب "أردوغان" برحيله، إلا أن هذه الخلافات لم تضر بالجوانب الأخرى من التعاون بين البلدين إذ يتوجه أكثر من أربعة ملايين روسي إلى تركيا بقصد السياحة كل عام كما أن روسيا تقوم بتشييد المفاعل النووي الأول في البلاد في مشروع بكلفة 20 مليار دولار.
وقال "بوتين" قبل زيارته إن "العلاقات بين تركيا وروسيا مستمرة ومستقرة ولا تتأثر بالوضع الحالي". مضيفاً أنه "من الطبيعي أن مواقفنا حول بعض المسائل قد لا تكون متطابقة أو ربما مختلفة وهذا طبيعي بالنسبة إلى الدول التي تنتهج سياسة خارجية مستقلة".
وتريد تركيا المستورد الثاني في أوروبا للغاز الروسي بعد ألمانيا الحصول على أسعار مخفضة للغاز خصوصاً لفصل الشتاء الحالي.
وكان وزير الطاقة التركي "تانر يلدز" صرح في زيارة إلى موسكو الأسبوع الماضي أن بعض المناطق التركية تحتاج في الشتاء إلى 22 ضعفاً من كميات الغاز التي تستخدمها في الصيف.
وتعهدت "غازبروم" بزيادة عمليات التسليم هذا العام إلى تركيا إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز بزيادة 26.7 مليارات متر مكعب عن العام الماضي، إلا أن هذا الرقم تراجع بسبب الأزمة في أوكرانيا التي تعتبر من أهم ممرات الغاز.