ترامب يطالب بوقف "المذبحة والقصف الجهنمي" في إدلب..وروسيا تعترض

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن العالم يراقب المذبحة الجارية في محافظة إدلب، وطالب روسيا ونظام الأسد وإيران بوقفها، بينما اعتبرت موسكو كلام ترامب "غير مقبول".
وذكر ترامب، في تغريدة على حسابه في "تويتر":"أسمع أن روسيا وسورية، وبدرجة أقل إيران، تشن قصفاً جهمنياً على محافظة إدلب في سورية، وتقتل بدون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء"، مضيفاً بأن "العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا !".
وتشن قوات النظام وحلفائه حملة قصف عنيفة على منطقة خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها بموجب مباحثات أستانة، وقتلت مئات المدنيين، في الأسابيع القليلة الماضية، كما أن حدتها تصاعدت، منذ 26أبريل/نيسان الماضي، حيث وثقت منظمات حقوقية، مقتل أكثر من 200 مدني، في الأسابيع الخمسة الأخيرة فقط، إضافة لآلاف المصابين، وعشرات ألاف النازحين.
من جهته، اعتبر الكرملين، الاثنين، أن انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتصعيد العسكري في إدلب "غير مقبول".
وردا على سؤال عن انتقاد ترامب، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، خلال مؤتمر صحفي حسب "رويترز" إن "المسلحين يستخدمون إدلب كقاعدة" لشن هجمات على أهداف مدنية وعسكرية، واصفاً كلام ترامب بـ"غير مقبول".
وكانت موسكو، على لسان ذات المسؤول، زعمت منذ ثلاثة أيام، أن تركيا، تحمل مسؤولية التصعيد العسكري، في إدلب ومحيطها.وفي وقت سابق، هذا الأسبوع، أكد متحدثٌ بالمعارضة السورية، ومحللٌ تركي لـ"السورية.نت"، أن تحميل موسكو لأنقرة، مسؤولية وقف إطلاق النار في إدلب، يعود لفشل الأولى في تحقيق أهدافها من الحملة العسكرية على الشمال السوري؛ وأبرزها تأمين الطرق الدولية وصولاً إلى الساحل السوري، بعد تأجير نظام الأسد لموسكو مرفأ طرطوس لمدة نصف قرن.
وحول أسباب تحميل روسيا تركيا المسؤولية، عن وقف إطلاق النار في إدلب، رأى الرائد يوسف حمود، الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" السوري، في تصريح لـ السورية نت، أن "قيام روسيا بالحملة الأخيرة على الشمال السوري، يهدف وفق طموحها خلال المؤتمرات السابقة لأستانا وسوتشي، في الحصول على الطرق الدولية (M4-M5)، وبالتالي فإن الطموح الروسي كان أن يصل إلى اجتياح غالبية مناطق إدلب وريفي حماة وحلب، الأمر الذي جرى رفضه من قبل فصائل المعارضة وتركيا، لكن بعد حصول روسيا على مرفأ طرطوس من نظام الأسد، بدأت روسيا بالبحث عن طرق لتأمين العمل الآمن للحركة التجارية والتنقلات العسكري في المنطقة".
وأشار المسؤول العسكري السوري، إلى أن "روسيا تسعى حالياً من وراء الحملة العسكرية على الشمال السوري إلى مساندة قوات الأسد في قطاع محدد وهو من الحويز حتى كفرنبودة بعمق حوالي 15 كم من أجل تأمين طريق المؤدي إلى الساحل من صلنفة – سقيلبية، وهو ما تراه روسيا مع نقطة كبانة في اللاذقية، بأنها نقاط استراتيجية لتأمين منطقة الإشراف الدولي الروسي مستقبلاً".
وبما يخص أبرز النقاط التي يدور حولها الخلاف بين روسيا وتركيا، حول منطقة "خفض التصعيد" في إدلب ومحيطها، ألمح المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، إلى أن "العلاقات الروسية التركية تمر الآن بمنعطف خطير، وحرج"، مشيراً إلى أن "ما يحدث منذ شهر في إدلب هو انتهاك واضح وصارخ لوقف النار واتفاق سوتشي، وسط سقوط مئات القتلى، وآلاف الجرحى، هذا فضلاً عن المشردين والنازحين، وبالتالي فإن الطيران الروسي أصبح شريكاً لنظام الأسد في جرائم الحرب، خاصة أن القصف طال البنى التحتية والمستشفيات، لذا فإن تركيا من خلال القنوات الدبلوماسية طالبت وعلى لسان الرئيس التركي أردوغان مؤخراً بأن تساهم روسيا بشكل جدي وفعال في وقف إطلاق النار".
وأضاف المحلل التركي في تصريحات لـ"السورية.نت"، أن "ردة الفعل الروسية، كانت عبر استخدام ورقة إدلب للضغط على تركيا من خلال التصريح بأن تركيا عاجزة عن لجم قوات المعارضة، وربما موسكو تريد أن تعاقب أنقرة بسبب التقارب التركي الأمريكي في شرق الفرات"، مضيفاً أن "ما يحدث حالياً هو استفزازات حقيقة من عناصر قوات الأسد من خلال قصف بعض مراكز التواجد الروسي، لتكون ذريعة بحملة برية واجتياح وارتكاب مجازر بحق المدنيين".