ترحيب حذر من جانب المعارضة السورية بفكرة الهدنة في حلب

رحبت الهيئة العليا للمفاوضات وهي المظلة الرئيسية للمعارضة السورية اليوم بحذر باقتراح هدنة أسبوعية في حلب للسماح بوصول المساعدات للمناطق المحاصرة بشرط أن تخضع لإشراف الأمم المتحدة.
وزاد القلق الدولي بشأن مصير قرابة مليوني مدني في المدينة في ظل اشتداد المعارك وحذر برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة من أن الوضع "غير إنساني ومروع ومقزز وكابوسي".
وأعلنت روسيا أقوى حليف عسكري لبشار الأسد يوم أمس إنها تدعم دعوة الأمم المتحدة لتطبيق هدنة مدتها 48 ساعة كل أسبوع في المدينة وإنها على استعداد لبدء الهدنة الأولى الأسبوع المقبل. ولم تعقب حكومة النظام بعد على الفكرة.
وقالت الهيئة في بيان "ترحب الهيئة العليا للمفاوضات بأية مبادرة تحقن دماء السوريين وتسهم في إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة شريطة الالتزام الفعلي بها وفق آلية أممية للمراقبة وضبط الامتثال".
وخلال هدنة إنسانية سابقة هذا العام شكا كل طرف من أن الطرف الآخر خرق الهدنة مع تصاعد القتال مرة أخرى.
وبيّن قيادي كبير في المعارضة إن هناك أجواء إيجابية تحيط بمحادثات وقف إطلاق النار لكن لم ترد تفاصيل حتى الآن.
وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول بـ"حركة فاستقم" التي تتخذ من حلب مقراً لها إن المعارضة عبرت عن استعدادها للتعاون مع أي هدنة لكن الطائرات الروسية تقصف المدينة بشكل مكثف منذ الصباح.
وأضاف أن "النظام" يحاول التقدم في منطقة أكاديمية القوات الجوية ومناطق أخرى وهي مناطق انتزعت المعارضة السيطرة عليها.
وذكر مصدر عسكري أن طائرات حربية تابعة للنظام نفذت 46 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين الماضية شملت ضربات في حلب دمرت دبابة ومركبة محملة بالذخيرة وثلاثة مرابض لقذائف المورتر وقتلت عشرات من مقاتلي المعارضة.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن المعارك المتواصلة بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام والفصائل المتحالفة معه بلغت أشدها في جنوب غرب المدينة.
وأضاف أن الضربات الجوية والقصف في حلب وحولها أسفر عن مقتل 422 مدنياً بينهم 142 طفلاً هذا الشهر. وفجرت صور لطفل أغرقته الدماء وكان في حالة ذهول وهو ينتشل من بين الأنقاض بعد ضربة جوية غضباً دولياً يوم أمس.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "بيتينا لوسيشر" خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم: "نحتاج لتوقف لمدة 48 ساعة. نحتاج لذلك الآن".
ورغم أن تقدم المعارضة فتح ممراً ضيقاً إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من حلب فإن الوصول للمنطقة لا يزال محدوداً وخطراً الأمر الذي يعني أن إمدادات الإغاثة شحيحة.
وقالت المتحدثة "من المهم للغاية أن نذهب هناك لأن الناس يائسون تماماً. ينبغي أن يتوقف الحصار من الجانبين. إنه غير إنساني ومروع ومقزز وكابوسي. هذه ليست بالضرورة كلمات الأمم المتحدة لكن هذا هو الوضع".
اقرأ أيضاً: سباق نحو جرابلس..هل تصل قوات المعارضة إليها أولاً؟
تعليقات