Deprecated: The each() function is deprecated. This message will be suppressed on further calls in /home/alsouria/public_html/archive/includes/menu.inc on line 2396

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/gmap/lib/Drupal/gmap/GmapDefaults.php on line 95

Warning: A non-numeric value encountered in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/context/plugins/context_reaction_block.inc on line 587

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/includes/common.inc on line 394
تركيا والولايات المتحدة في سورية: آن أوان اتخاذ بعض الخيارات الصعبة | السورية نت | Alsouria.net

تركيا والولايات المتحدة في سورية: آن أوان اتخاذ بعض الخيارات الصعبة

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

12/8/2015
Crisis Group
المؤلف: 

(ترجمة السورية نت)

تطورات مذهلة من أنصار شمال سورية في الداخل والخارج تشير إلى أن الحرب قد تدخل مرحلة جديدة في هذا القسم الحاسم استراتيجياً من البلاد، تبعات ذلك قد يكون لها تأثير أوسع بكثير. بينما تقوم تركيا والولايات المتحدة وفصائل الثوار السوريين بالتفاوض حول خطة لحيازة الشريط الأخير من منطقة الحدود الشمالية الواقع تحت حكم "الدولة الإسلامية"، الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني المتمرد منخرطين في تصعيد خطير، وجبهة النصرة توجه أنظارها نحو المستفيدين من الدعم الأمريكي العلني، هنا أربع نقاط أساسية يجب تذكرها:

  1. الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة "الدولة الإسلامية" لا تسير بشكل جيد:

 بعد أكثر من عشرة أشهر على إعلان الرئيس باراك أوباما عن استراتيجية "لتحجيم والقضاء في النهاية" على "الدولة الإسلامية"، تعترف تقييمات الاستخبارات الأمريكية بأن الجماعة لم تضعف.

يعود ذلك بشكل كبير إلى الانفصال الجوهري بين نهج واشنطن وواقع الصراع في سورية، إصرار الولايات المتحدة على التركيز بشكل ضيق على "الدولة الإسلامية" بينما تقوم بتجاهل النشاط العسكري الأشد خطراً لنظام الأسد، الذي يعد اعتماده على العقاب الجماعي والميليشيات الطائفية هو الدافع الرئيس للتطرف، ويؤدي بشكل مباشر لتقويض جهود الولايات المتحدة لتقوية البدائل السنية المعتدلة للجماعات الجهادية.

في الواقع الطائرات الأمريكية تقصف أهداف" الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، بينما تسمح لطائرات النظام بإسقاط البراميل المتفجرة على المناطق المدنية المجاورة مما يقوي عناصر رئيسة من الدعوة الجهادية.

 كما يساعد أيضاً على تفسير صعود قوة النصرة في شمال سورية منذ أن بدأت هذه الغارات ولم تتمكن "الدولة الإسلامية" من سد نقص صفوفها بالمجندين. الإحراجات الأخيرة المحيطة بالمحور العلني للجهد في سورية – البرنامج العلني لتدريب وتسليح الثوار لمحاربة "الدولة الإسلامية" حصراً، والذي خرج حوالي 60 مقاتلاً، وشهد على خطف المقاتلين الحلفاء من قبل جبهة النصرة – تدل على مدى فشل السياسة الأمريكية الخاصة بسورية باتخاذ إجراءات فاعلة لتشكيل ديناميكيات الصراع على الأرض.

 

  1. تقلص القيمة التي أضافها حليف واشنطن (القوات الكردية) الرئيس في شمال سورية:

 منذ أن بدأت الولايات المتحدة بشن غارات جوية في سورية، كان حليفها الرئيس على الأرض، وحدات حماية الشعب، الفرع العسكري السوري المرتبط بحزب العمال الكردستاني. (في الواقع، ونظراً للدعم المتحمس الذي تقدمه الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، من السهل نسيان أن واشنطن، مثل أنقرة، تصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية). تلك الشراكة قد كانت نافعة إلى حد ما، قوات وحدات حماية الشعب أثبتت فعاليتها في حيازة المناطق ذات الأغلبية الكردية من "الدولة الإسلامية" مع دعم الغارات الجوية الأمريكية. ولكن مناطق الأغلبية الكردية في شمال سورية ليست متجاورة، والتركيز الاستراتيجي في الحملة المجابهة "للدولة الإسلامية" قد تحول الآن نحو مناطق الأغلبية العربية ضمن المناطق الأخيرة للأراضي الخاضعة لسيطرة "الدولة الإسلامية" على طول الحدود التركية، التي تبدأ من شمال حلب وتمتد شرقاً إلى نهر الفرات. هناك، ستمثل قوات حماية الشعب عائقاً أكثر من أن تمثل قوة مفيدة.

بالفعل، فإن حيازتها على البلدات ذات الأغلبية العربية شرق الفرات يهدد بأن تصب في صالح "الدولة الإسلامية “، فقوات حماية الشعب فشلت بتقوية حلفائها العرب المعارضين للنظام السوري بشكل فاعل، ويشتبه بسعيها لسيطرة أحادية على كيان كردي مستقل في النهاية وتتهم بطرد السكان العرب عنوة.

إن كان الحصول على الشريط المتبقي على الحدود الشمالية والسيطرة عليه والدفاع عنه ضد "الدولة الإسلامية" بشكل أكثر فاعلية، فإن القوات المحررة يجب أن تكون من قوات الثوار الذين يملكون مصداقية محلية.

 

  1. سيعتمد تحسين النتائج ضد "الدولة الإسلامية" على التعاون الحقيقي بين واشنطن وأنقرة:

 في النهاية، سيتطلب التقليص النهائي للقوة الجهادية في سورية معالجة انفصال السياسة الأمريكية. مع غياب الإرادة السياسية للقيام بذلك، على أي حال، سيؤدي تمكين الحصول على الشريط الحدودي الذي تسيطر عليه "الدولة الإسلامية" إلى إعاقة قدرة المنظمة على تحريك الموارد والقوات عبر الحدود التركية المحاذية على الأقل. نفوذ تركيا لدى فصائل الثوار الشمالية (ودعمها اللوجستي لهم) يقدم لها شريكاً أساسياً في مثل هذه الحملة، ولكن فشل واشنطن وأنقرة بالاتفاق على مقاربة مشتركة في شمال سورية كان – حتى وقت قريب على الأقل – عائقاً كبيراً. الولايات المتحدة قلقة من مجموعة الفصائل الإسلامية التي تسيطر على معظم الجبهات الأمامية مع "الدولة الإسلامية" شمال حلب، وتفتقر لاستراتيجية لإبعاد الجماعات المعتدلة عن جبهة النصرة، وقد خاب أملها بعدم فعالية الجهد التركي للحد من الحركة الجهادية عبر حدودها.

 تركيا، المحبطة منذ وقت بعيد من عدم رغبة إدارة أوباما بفرض منطقة حظر جوي أو اتباع استراتيجية جدية هادفة لتنحية بشار الأسد، قد راقبت بقلق متزايد الدعم الأمريكي الذي مكن من توسع وحدات حماية الشعب.

ولكن تم التوصل إلى تقدم محتمل في شهر تموز، حينما اتفقت أنقرة مع واشنطن أخيراً على الخطوط العريضة لجهد مشترك لتقوية فصائل الثوار لانتزاع الشريط الحدودي من "الدولة الإسلامية"، ووافقت أنقرة على استخدام واشنطن للقواعد الأمريكية ضمن أراضيها لتنفيذ الغارات الجوية داخل سورية. تبعت المحادثات التي أنتجت هذا الاتفاق الأولي تصعيداً واقعياً في جهود تركيا لإيقاف شبكات "الدولة الإسلامية"، كما تم اختتامها بعد يومين من قيام انتحاري يشتبه بصلته بـ"الدولة الإسلامية" بمهاجمة تجمع لناشطين شباب في مدينة سوروج التركية. إن استمرت الإجراءات المحسنة ضد عملاء "الدولة الإسلامية" داخل تركيا، فإنه سيضاعف تأثير الحملة الناجحة لإزاحة "الدولة الإسلامية" من على الحدود السورية. لا عجب إذاً بأن واشنطن قد عبرت إلى الآن عن دعمها لأنقرة وسط توهج العنف الحالي بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.

 

  1. تفاصيل الخطة المشتركة لإبعاد "الدولة الإسلامية" عن معقلها الأخير على الحدود التركية سيكون من الصعب تحديدها، وقد يكون لها تداعيات كبيرة على الحرب السورية الأوسع. تبقى أسئلة أساسية:

    أولاً، بينما تم اختيار عدة فصائل محلية من قبل الولايات المتحدة لأجل الدعم السري من خلال غرفة العمليات المشتركة التي أدارتها الدول الداعمة للمعارضة السورية (بجهد منفصل عن برنامج التدريب والتسليح العلني الذي تم ذكره فوق)، فإن قواتها مفرطة التمدد بالفعل بين الجبهات الفاعلة مع النظام و"الدولة الإسلامية" في حلب الكبرى وقد لا تكون كافية لحيازة وحفظ المنطقة المنشودة. لذا يأتي السؤال: هل ستقبل الولايات المتحدة المشاركة الكاملة للفصائل الإسلامية المقربة من تركيا والتي تملك نفوذاً في المنطقة، مثل الجبهة الشامية وأحرار الشام (التي تمثل المشكلة الأكبر من وجهة نظر واشنطن)؟

ثانياً، هل ستتمكن تركيا والولايات المتحدة من التوصل لأرضية مشتركة حول السؤال الحاسم المتعلق بحماية الشريط الحدودي من هجمات النظام المحتملة ما أن يتم طرد "الدولة الإسلامية" منه؟ واقع أن أنقرة تشير إلى هذه المنطقة المحتملة بـ"المنطقة الآمنة"، بينما تدعوها واشنطن بـ"المنطقة الخالية من الدولة الإسلامية"، يعكس الانقسام بين الاثنين حول إن كانت واشنطن ترفض الانضمام إلى جهد يوقف هجمات النظام الجوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ونظراً إلى أن منع ظهور مؤسسات فاعلة للمعارضة على الأرض السورية يعد ركيزة لاستراتيجية النظام، فمن المتوقع أن تقوم دمشق في النهاية بقصف هذه المنطقة ما لم تعتقد أنها ستواجه تبعات هامة للقيام بذلك. قرار البيت الأبيض، بعد أشهر من التداول، بأنه سيقدم دعماً جوياً للدفاع عن المستفيدين من برنامج التدريب والتسليح العلني الخاص به في حال تعرضوا للهجوم من قبل قوات النظام يعد قراراً هاماً. ولكن تداعياته على "المنطقة الخالية من الدولة الإسلامية" المفترضة ليست واضحة. هل سيبقى خريجو برنامج التدريب والتسليح ضمن هذه المنطقة بعد أن يتم أخذها من "الدولة الإسلامية"، وإن قاموا بذلك هل سيكون تعهد الولايات المتحدة بالدفاع عنهم كافياً لردع هجمات النظام على كامل المنطقة؟

ثالثاً، نظراً لنفوذ جبهة النصرة شمال حلب، كيف ستتمكن الولايات المتحدة وتركيا وحلفاؤهم من الثوار باستبعادها من العملية و"المنطقة الخالية من الدولة الإسلامية" المطلوبة (والتي تمثل أولوية الولايات المتحدة)، مع منعها من إفساد المشروع؟ تصادمات النصرة، وخطفها لأفراد من القسم 30، وهو فصيل للثوار الذي انضم بعض مقاتليه إلى برنامج التدريب والتسليح، تدل على مدى صعوبة الأمر وكم قد يعقد الدعم الأمريكي للحملة المخططة. في السادس من شهر آب، انسحبت النصرة من بعض مواقعها قرب جبهة "الدولة الإسلامية" كجزء من اتفاق مع فصائل الثوار المحلية تم التوصل إليه بعد هجمات النصرة على القسم 30. ولكن لم يتضح بعد إن كان ذلك سيمنع النصرة من استغلال أو تقويض العملية.

هذه الأسئلة الثلاثة مرتبطة بمشكلة مألوفة لدى الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى داعمة لفصائل المعارضة: فشلهم بتشكيل استراتيجية موحدة يقدمون من خلالها حوافز منسقة لإنهاء انقسامات الفصائل السورية "الثورية" التي تزعم سعيها لتحقيق مستقبل سياسي ضمن دولة سورية تعددية (الفصائل الثورية، تتضمن إسلاميين مثل الجبهة الشامية وأحرار الشام) من جهة، والعناصر الجهادية المتعددة الجنسيات (السلفية الجهادية، بما فيها جبهة النصرة) من جهة أخرى. إن اتفقت الولايات المتحدة مع تركيا على دعم الفصائل الثورية لإنشاء المنطقة الخالية من "الدولة الإسلامية" والمحمية من قصف النظام، ستجد أن عزل الفصائل الجهادية (ومنعها من إفساد المشروع) سيكون أسهل بكثير. وستقدم أيضاً من خلال القيام بذلك نموذجاً لمجابهة التحديات الجهادية في أماكن أخرى من البلاد.

تعليقات