Deprecated: The each() function is deprecated. This message will be suppressed on further calls in /home/alsouria/public_html/archive/includes/menu.inc on line 2396

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/gmap/lib/Drupal/gmap/GmapDefaults.php on line 95

Warning: A non-numeric value encountered in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/context/plugins/context_reaction_block.inc on line 587

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/includes/common.inc on line 394
تصعيد خطير | السورية نت | Alsouria.net

تصعيد خطير

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

20/8/2015
العربي الجديد
المؤلف: 

كلما لاحت في الأفق بوادر توحي باقتراب المعضلة السورية من نهايةٍ ما، يحدث ما يدفع بها من جديد إلى عالم المجاهيل والغوامض التي أحاطت بها منذ بداياتها إلى اليوم، ونقلتها من تعقيد إلى آخر، وتكفلت بإدامتها، مع ما ترتب عليها دوماً من قتل وتشريد وتهجير وتعذيب، ومعاناة إنسانية يصعب وصفها. 
تكرر هذا الأمر قبل الغزو الروسي لبلادنا، فقد سبقته مؤتمرات صنعت كيانات سياسية جديدة، أريد لها أن تقبل حلاً وسطاً مع النظام، يتم بإشراف روسي أو مصري، قيل أكثر من مرة، أن الوصول إليه صار ممكناً، بسبب ما يتم من تفاهمات دولية بين الأميركيين والروس الذين اقتنعوا أخيراً بحتمية وقف الحرب المجنونة التي يشنها النظام ضد الشعب، لإسهامها الرئيس في بروز الظاهرة الإرهابية، وما تمثله من أخطار داهمة على أمن العالم وسلامه، وتحتمه من تدخل دولي لإطفاء جذوتها المستعرة، ومنع انتشار شررها إلى بقية بلدان العالم، خصوصا أنها تتوطد بسرعة، وتستقطب مقاتلين "دوليين" من جميع الجنسيات، الأمر الذي يفرض تدويل الحرب ضدها، وإقامة تعاون استراتيجي أميركي/ روسي يتجاوز عدم كفاية التدخل الأميركي، والتحالف الذي أسسته واشنطن، لمواجهتها. 
لا يعرف أحد بعد إن كانت هذه الاحتمالات ستتحول إلى وقائع ميدانية.

وهناك ما يشير إلى توجهين متناقضين في الموقف الأميركي من التدخل العسكري الروسي في سورية، ومن التغير الذي أصاب موقف موسكو، وجعلها تقرر إرسال جيشها إلى بلادنا، حيث كانت تزعم، طوال أعوام، أنها لن تتدخل فيها، وترى أن لا يتدخل غيرها أيضاً، وها هي تعلن، اليوم، عزمها على توسيع حضورها العسكري فيها، وخوض الحرب لكسر شوكة "الدولة الإسلامية"، ورد أذاها عن روسيا. 
... ونعرف جميعاً أن التدخل الروسي سيعقد مشكلاتنا، وسيخلق بيئه سياسية، وربما استراتيجية ذات أبعاد دولية، يرجح أن تطيل أمد الصراع عندنا، وتشحنه بمضامين مضادة لاهتماماتنا ومصالحنا الوطنية، من شأنها قتل مزيد من مواطنينا، ليس فقط لأنها لن تعزز فرص الحل السياسي، بل لأنها ستنقلنا كذلك إلى مرحلة من الحرب جديدة، لا نريدها، فنحن لسنا طرفاً في الصراع بين واشنطن وموسكو، لكننا صرنا طرفاً تحول بخططهما ودوريهما إلى أداة يستخدمها كل جانب منهما ضد الآخر، مع ما يترتب على ذلك من تكلفة بشرية وإنسانية رهيبة بالنسبة لنا، لا طاقة لنا على تحملها. 

بالتزام روسيا الثابت بالنظام، يستبعد أن تتجنب مقاتلة الجيش الحر والفصائل المعادية لـ"داعش"، لأنها هي التي أحرزت أكبر الانتصارات عليه، وأخرجته من المواقع الاستراتيجية في بلادنا، وتهدد وجوده. كما أن تقوية الموقف الروسي في مواجهة إيران، وتقوية النظام ضد الثورة، يحتمان القتال ضد فصائل هذا الجيش الحر ودحرها. وتؤكد تصريحات وليد المعلم حول العلاقة بين الروس وجيش الأسد أنهم لم يغزوا سورية إلا للشروع في مقاتلة الفصائل الحرة، وسيحجمون عن مقاتلة "داعش"، قبل تغيير ميزان القوى بين النظام وبينها. هذا الاحتمال ترجحه حقيقة أن "داعش" ضعيفة في مناطق قوة النظام، وقوية في مناطق الجيش الحر، القوي بدوره في مناطق السيطرة الأسدية، حيث يتركز وجود الغزاة الروس. 
قبل غزو بوتين بلادنا، كان يبدو وكأن هناك بحث عن عناصر ترجح الحل السياسي على العسكري. بعد الغزو، تغيرت الصورة، ولم يبق لنا، نحن السوريين، غير التصدي للغزاة، وإخراجهم من وطننا. 

تعليقات