تضارب في التصريحات الأميركية حيال المنطقة العازلة و(كوباني)

تضاربت تصريحات الولايات المتحدة الأميركية حيال طلب تركيا بإنشاء منطقة عازلة على الحدود مع سورية، وأهمية ما يجري في مدينة عين العرب (كوباني) بالنسبة لواشنطن.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" الأربعاء الفائت، أن فكرة إقامة منطقة عازلة بين تركيا وسورية، تستحق إجراء دراسة متأنية، وأشار إلى ضرورة ضمان حماية السكان في تلك المنطقة؛ من هجمات قوات نظام بشار الأسد.
ووصف "كيري" في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني "فيليب هاموند" طلب تركيا بإنشاء منطقة عازلة بـ"الفكرة الجديرة بالدراسة عن كثب"، لكن البيت الأبيض وعلى لسان المتحدث باسمه شدد على أن الإدارة الأميركية ليست بصدد إعادة تقييم للاقتراح التركي.
وبرز التناقض في تصريحات الإدارة الأميركية أيضاً، مع تأكيد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي، حيث قال: إن "إنشاء منطقة عازلة بين سوريا وتركية غير مطروح على الطاولة في الوقت الحالي".
ومن جانبها نوهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية "جين بساكي" إلى ضرورة عدم التفكير في الوقت الراهن بآليات تنفيذ المنطقة العازلة، وأضافت: "إن هذا لا يعني عدم الاستمرار بمناقشة الأفكار والمقترحات التي تتقدم بها الدول الأخرى".
وكانت صحيفة "الحياة" اللندنية نقلت عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله: إن "إقامة منطقة عازلة ليست جزءاً من خطط حملة التحالف الحالية، وذكرت الصحيفة أن مصادر "موثوقة" أكدت لها أن استراتيجية واشنطن ترتكز حالياً على ضربات لا تستهدف سوى "تنظيم الدولة" و"تنظيم خراسان"، وأن الإدارة الأميركية لا تخطط لضرب قوات نظام الأسد، وتأمل بدعم إيران وروسيا للتوصل إلى حل سياسي.
وسبق أن طالب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" بتنفيذ عدة شروط، منها إنشاء منطقة حظر طيران في سورية كشرط لتكثيف أنقرة تعاونها مع واشنطن وقوات التحالف ضد "تنظيم الدولة"، وحذر الرئيس التركي من خطر سقوط كوباني في يد التنظيم، داعيا إلى ضرورة القيام بعمليات برية.
وفي لقاء سابق أجرته "السورية نت" مع الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غل، أكد أن تركيا لن تتدخل بمفردها في سورية، وأن مشاركتها الفعالة في التحالف الدولي، مرهون بالشروط التي وضعتها تركيا، ومنها إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، وتدريب المعارضة السورية.
كوباني
وفي شأن آخر بدت فيه المواقف الأميركية متناقضة، ظهرت أول أمس تصريحات أميركية تتحدث عن أهمية وخطورة ما يجري في مدينة عين العرب (كوباني) الواقعة بريف حلب شمال سورية، والتي تشهد معارك ضارية بين مقاتلي "تنظيم الدولة" من جهة، ومقاتلين كرد وبعض فصائل الجيش السوري الحر من جهة أخرى.
وفي البداية ألمح الوزير "كيري" إلى أن مدينة (كوباني) ليست هدفاً استراتيجياً لبلاده، وقال في المؤتمر نفسه الذي جمعه بنظيره البريطاني "هاموند" : "على الرغم من الأزمة في عين العرب، فإن الأهداف الأصلية لجهودنا هي مراكز القيادة والسيطرة والبنية الأساسية، ونحن نسعى إلى حرمان داعش (تنظيم الدولة) من القدرة الكاملة على شن هجمات، ليس في عين العرب فقط ولكن في جميع أرجاء العراق وسورية".
وفي تصريح آخر لـ"كيري" الخميس الماضي، عاد الوزير ليتحدث عن قلق بلاده حول ما يجري في (كوباني)، وقال: إن "الولايات المتحدة الأمريكية قلقة للغاية من الأحداث التي تشهدها مدينة عين العرب".