تعاون جديد حول سورية

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت
(ترجمة السورية نت)
في عشية اجتماع بين القادة العرب والرئيس أوباما لمناقشة أمن الشرق الأوسط، فقد تدعم التطورات في سورية حملة المعارضة للإطاحة بالنظام هناك.
إن قيادة تقدم المعارضة في سورية هو علاقة نافعة جديدة بين المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، الداعمين الأساسيين للثوار في شمال سورية. لقد كانت هذه الدول على خلاف منذ بدء الثورة السورية في عام 2011، وقد أضعفت خصوماتهم المميتة وحروبهم من خلال وكلائهم المعارضة. أما الآن فبالعكس، فإن تحالفهم الجديد قد زاد من فرص المعارضة – وقاد إلى مكاسب كبيرة على ساحة المعركة.
يبدو بأن الشراكة حول سورية تمت جزئياً من خلال وساطة من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، قائد الخليج العربي ذو الصلات الأقرب مع تركيا. ويبدو أن التقارب يعكس أيضاً تغيراً في سياسة الملك سلمان، الملك السعودي الجديد الذي حرك بلاده نحو التعاون مع قطر وتركيا بعد أعوام من العداء خلال حكم سلفه، الملك عبد الله.
من خلال ضخ الأسلحة للثوار السوريين من خلال الحدود التركية، شكلت الدول الثلاث تحالف معارضة جديد يعرف بجيش الفتح، والذي حقق مكاسب مهمة خلال الشهرين السابقين في محافظة إدلب ومناطق أخرى في الشمال الغربي. جيش النظام، الموالي للرئيس بشار الأسد، يبدو متعباً بعد أربعة أعوام من القتال ولم يعد قادراً على التمسك ببعض الأراضي المتنازع عليها.
إن المصاعب التي يواجهها الأسد متصلة بالموقف الأوسع في الشرق الأوسط بسبب اعتماده على إيران. فبينما سعت إدارة أوباما لعقد اتفاق نووي مع إيران، تحرك حلفاؤها العرب لتحدي طهران ووكلائها بشكل أكثر علانية، من خلال التدخل العسكري أولاً ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والآن من خلال سياسة أكثر جرأة في سورية. إن إيران (وحلفاءها الشيعة) تواجه ضغطاً كبيراً من السنة الذين تحلوا بالجرأة، لأول مرة منذ عقود.
تمثلت المشكلة الصعبة في محاربة الثوار إلى جانب جماعة تدعى "جبهة النصرة"، المرتبطة بالقاعدة. قالت المصادر يوم الثلاثاء إنه من المرجح أن تقوم جبهة النصرة خلال الأيام القادمة بالانفصال علناً عن القاعدة والانضمام لجيش الفتح. هذا قد يشكل نقطة تحول في الشمال، مع تحالف أوسع ضد كلٍ من نظام الأسد و"الدولة الإسلامية". وقد شكلت الأردن وإسرائيل اتصالات سرية مع أفراد من جماعة "جبهة النصرة" على طول حدودهما.
ومن التحولات المتوقعة الأخرى هنالك الاستعداد الأمريكي لدعم منطقة حظر جوي على طول الحدود التركية السورية. هذا الملاذ، الذي ستدعمه القوى الجوية الأمريكية، قد يسمح لبعض اللاجئين بالعودة لبلادهم مع تقديم منطقة تحضير لهجوم متوقع من قبل الجيش السوري الجديد الذي ستدربه الولايات المتحدة، والذي تم تشكيل وحداته الأولى للتو، ضد عاصمة "الدولة الإسلامية" في الرقة.
سيكون في الدراما السورية المتصاعدة دوراً مهماً لروسيا. زار وزير الخارجية جون كيري روسيا هذا الأسبوع من أجل محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين تضمنت دوراً روسياً محتملاً في انتقال سياسي بعيداً عن نظام الأسد. لقد قاوم بوتين طويلاً أي اتفاق قد يضع رحيل الأسد كشرط مسبق لمحادثات سلام، ولكن ذلك الموقف قد يضعف.
تعاونت كل من قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا مع بعضها في محاولة لتشجيع قادة جدد من أقلية الأسد العلوية والذين بإمكانهم قيادة البلاد خلال الانتقال. لقد تصاعدت هذه الاتصالات خلال الأيام الأخيرة، وعلى الرغم من محاولات النظام لسحق أي خصوم علويين.
موقف الأسد يضعف كثيراً. ومما دل على الفوضى التي يعاني منها النظام كانت وضع الجنرال علي مملوك، أحد قادة الاستخبارات، تحت الإقامة الجبرية في منزله في دمشق. لقد تبع ذلك موت الجنرال رستم غزالة مؤخراً، وهو قائد آخر لاستخبارات الأسد.
دور قطر في تشجيع التقارب السعودي التركي قد يحسن أيضاً الوضع في ليبيا. ففي ليبيا، دعم القطريون والأتراك فصيل الأخوان المسلمين الذي يعرف "بفجر ليبيا"، بينما دعم السعوديون والمصريون والإماراتيون برلمان طبرق والقوات الحليفة للجنرال خليفة حفتر. ولكن المصادر قالت بأن قوات "فجر ليبيا" قد وافقت على التعاون مع حفتر لقتال متطرفي "الدولة الإسلامية". ويقال بأن السعوديين أيضاً يدعمون مؤقتاً المفاوضات التي تدخل فيها الأمم المتحدة كوسيط في المغرب لتشكيل حكومة انتقالية ليبية.
في مواجهة هذه الخلفية الإقليمية المتقلبة وسريعة التغير، سيعقد أوباما محادثات مع قادة الخليج، في يوم الأربعاء في البيت الأبيض وفي اليوم التالي في كامب ديفيد، إن القادة الذين سيحضرون هم الأمير القطري ونظيره الكويتي. وبعد أربعة أعوام من المأزق الدموي في سورية، سيكون القادة قادرين على الأقل مناقشة احتمال التغيير.
تعليقات