"تنظيم الدولة" يواصل معركته بريف حلب وقوات المعارضة تستمر بمقاومته

بدأت القوات التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بشن هجوم على محاور الريف الشمالي في حلب منذ شهر من الآن، واستطاعت إحراز تقدم في نقاط عدة، ومازال التقدم مستمراً إلى الآن.

ويقول مراسل "السورية نت" في حلب محمد الشافعي إن التنظيم أنجز المرحلة الأولى من معركته التي أطلق عليها اسم "الملحمة الكبرى" والتي تهدف للسيطرة على مدينة مارع.

وأضاف أن التنظيم يهدف لمتابعة التقدم للسيطرة على كامل الريف الشمالي لحلب حيث سيطر في المرحلة الأولى على قرى أم القرى وصوران والبل ودحلة وحرجلة، مستخدماً تقنية السيارات المفخخة لتدمير الخطوط الأولى لقوات المعارضة التي يهاجمها.

وبعد أسبوعين من إتمام المرحلة الأولى من معركة "تنظيم الدولة" شنت قوات المعارضة هجوماً عنيفاً على التنظيم استطاعوا من خلاله السيطرة على قرى البل وحرجلة ودحلة.

ويشير مراسلنا إلى أن المرحلة الثانية من معركة "تنظيم الدولة" بدأت بالتقدم باتجاه مدينة مارع في محاولة من التنظيم لعزلها عن المناطق المحيطة بها فسيطر على قرية أم حوش في الطرف الشرقي الجنوبي في ريف حلب، كما سيطر على قرية الوحشية بالقرب من مدرسة المشاة، وسيطر كذلك على قرية تلاليين، وبذلك أصبحت مارع شبه محاصرة دون أن تستطيع قوات المعارضة التقدم أو استعادة ما خسروه.

ومنذ أربعة أيام سيطرت قوات التنظيم على قرى حرجلة ودحلة على الحدود التركية وقرية صندف بالقرب من مدينة مارع وقرية حربل من الطرف الجنوبي حيث فرض حصار كامل على مدينة مارع دام لساعات بسيطرته على قرية صندف التي يستطيع منها التنظيم رصد طريق مارع ـ الشيخ عيسى إلا أن قوات المعارضة استطاعوا استعادة السيطرة على قرية صندف وأعادوا الأمل بعدم حصار مدينة مارع بشكل كامل.

ومازال التنظيم يستهدف قوات المعارضة المدافعة في الخطوط الأولى عن مدينة مارع بالسيارات المفخخة، وبحسب مراسل "السورية نت" فقد استهدف التنظيم حاجز مدخل تل رفعت بالأمس مما أدى لسقوط 4 شهداء كما استهدف قرية حربل بسيارة مفخخة أول أمس وسقط 6 شهداء من لواء السلطان مراد واستهدف كذلك قرية الكفرة القريبة من البل بسيارة مفخخة دون تحقيق إصابات.

من جهته صرح المقدم أبو عبدالرحمن القائد العسكري العام لكتائب ثوار الشام لـ"السورية نت" قائلاً: "إن الوضع لا يخفى عن الجميع ولا نستطيع التهرب من الواقع الذي نعيشه فالوضع خطر جداً والتنظيم يقترب أكثر فأكثر من مدينة مارع حيث بات يبعد مئات الأمتار عن المدينة من الطرف الشمالي الشرقي عند صوامع الحبوب"

وأضاف: "كما أن التنظيم بات يعتمد سياسة المحاصرة والتقدم باتجاه مدينة تل رفعت فهو يحاول أن يجعل مدينة مارع محاصرة بشكل كامل دون الدخول إليها وبعدها يتقدم باتجاه تل رفعت وعند محاصرة تل رفعت يسيطرون على مارع، وفي الوقت ذاته يتقدمون باتجاه مدينة إعزاز".

وبيّن القائد العسكري أنهم "يقومون يومياً بعمليات صد وعمليات اقتحام على نقاط التنظيم دون أي فائدة حقيقة مع انعدام استهداف التحالف لنقاط التنظيم في الريف الشمالي لحلب".

وقال: "مارع تشكل درع الريف الشمالي والخط الأول للدفاع عنه وبسقوطها لا سمح الله يسقط كامل الريف الشمالي الواحد تلو الآخر".

وأشار إلى أن وجود مارع ضمن المنطقة العازلة المفترضة يبقى إعلامياً فلا يوجد أي شيء على الأرض إلى الآن يدل على وجود منطقة آمنة، مضيفاً أنهم مازالوا يتصدون لتقدم "تنظيم الدولة" المنسق مع قوات النظام بينما لا يوجد أي تنسيق بين جميع الفصائل في مدينة حلب فضلاً عن وجود فصائل إلى الآن لا تتصدى لتقدم قوات التنظيم.

وختم القائد العسكري تصريحه لـ"السورية نت" قائلاً: "يعتمد التنظيم في محاربة قوات المعارضة على قطع مادة المازوت في الوقت الذي يقوم به بمد النظام بكميات كبيرة من مادة الفيول عن طريق الرقة ـ السلمية، وانقطاع الوقود هو  أكبر نقطة ضعف لقوات المعارضة فالديزل يشكل عصب تحرك كافة الآليات العسكرية التي يقاتل بها عناصر المعارضة قوات التنظيم".

يشار إلى أن قوات المعارضة خسرت خلال المعركة الأخيرة في محاولة استرجاع قرية تلاليين 19 عنصراً من "لواء الفتح" كما خسرت قوات "السلطان مراد" 6 من عناصرها بعد سيطرة التنظيم على قرية دحلة.

كما سقط 19 عنصراً من "لواء فرسان الحق" و"السلطان مراد" عند سيطرة التنظيم على قرية أم حوش.

كما خسرت قوات المعارضة 5 رشاشات ثقيلة ودبابة 72 وبي أم بي بالإضافة الى سيارات وذخائر متوسطة

في حين يقدر عدد قتلى "تنظيم الدولة" في معاركه الأخيرة ما يزيد عن 150 عنصراً أغلبهم من صغار السن.

اقرأ أيضاً: أهالي مارع متخوفون من تقدم "تنظيم الدولة" ومقاتلو المعارضة يتهيأون للمواجهة