حالات تسمم في القلمون سببها "مساعدات" روسية منتهية الصلاحية

أصيب عدد من المدنيين في القلمون بريف دمشق بحالات تسمم غذائي، بعد تناولهم مواد غذائية قدمتها القوات الروسية إلى الأهالي قبل أيام، وأشرف على توزيعها الهلال الأحمر السوري.
وأوضح مراسل "السورية نت" في القلمون، نبوخذ نصر، أن "حالات التسمم أصابت الأهالي الذين يقطنون المنطقة المحيطة بمدخل اللواء 81 في مدينة الرحيبة، بعد حصولهم على مواد غذائية منتهية الصلاحية كانت ضمن القافلة الإغاثية التي رافقت الوفد الروسي الذي زار المنطقة".
ونقل المراسل عن "أبو خالد"، أحد أعضاء المجلس المحلي في مدينة الرحيبة قوله: "إن "عدداً من الأطفال أصيبوا بحالات تسمم تمت معالجتهم على الفور وتدارك الموقف"، مشيراً إلى أن الأهالي لم يلحظوا أنها منتهية الصلاحية إلا بعد وقوع حالات التسمم "وتحذيرنا لهم بألا يتناولونها"، حسب قوله.
وأضاف: أن "ما تحويه المواد الغذائية من بسكويت ومربيات وغيرها قد انتهت صلاحيتها، كما أن أكياس مادة السيلكات المانعة للرطوبة تأثرت هي الأخرى وتغير شكلها بسبب مرور الزمن، ما دفع بمعظم من استلم تلك المواد إلى رميها مباشرة".
بدوره أشار "أبو ياسر" وهو نازح من الغوطة الشرقية إلى منطقة القلمون الشرقي، إلى أنه كان مجبراً على القبول بتلك المساعدات لإطعام عائلته المكونة من أربعة أفراد حتى وإن كانت رديئة أو منتهية الصلاحية حاله حال الكثيرين. وقال: "اعتادت أمعاءنا على هذا النوع من الطعام، وليس أمامنا خيار آخر لتأمين قوت يومنا. ندعو الله ألا يمسنا أي ضرر." وفقاً لقوله.
وكان قائد الفرقة الثالثة التابعة لقوات نظام الأسد طالب عبر لجان المصالحة في منطقة القلمون الشرقي الاجتماع بممثلين عن المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في المنطقة، لمقابلة وفد روسي جرت نهاية الأسبوع الماضي في اللواء 81.
ونقل مراسلنا عن مصدر مطلع قوله: إن "الاجتماع كان بين وفد روسي مؤلف من ضابط برتبة كولونيلو عرف عن نفسه بأنه نائب للقائد العام للقوات الروسية المتواجدة في سورية، وهو المسؤول الروسي عن منطقة دمشق وريفها، يرافقه ضابطان آخران ومترجم، وبحضور قائد الفرقة الثالثة عدنان اسماعيل، وقائد اللواء 81 بركات بركات."
وأضاف المصدر أن الضابط الرفيع طرح العديد من الأسئلة فيما يشبه استبيان يجريه للوقوف على مطالب أهالي المنطقة في سبيل الوصول إلى مصالحة شاملة مع النظام. موضحاً في الوقت نفسه أن الضابط تساءل عن الوضع المعيشي لأهالي المنطقة وإمكانية مشاركة الأهالي بانتخابات مجلس الشعب المزمع عقدها.
وأشار إلى أن الضابط الروسي تطرق في أسئلته إلى الوضع العسكري في المنطقة وأبرز القوى المتواجدة في المنطقة وموقفها من الهدنة التي تم التوصل إليها في 27 شباط/ فبراير الماضي.
وبالمقابل كانت رسالة الممثلين المدنيين الذين اجتمعوا بالوفد الروسي، أن النظام هو من دفع بالحرب إلى داخل المدن لثني أبنائها وإجبارهم على الرضوخ، كما أنه لجأ إلى استخدام سياسة الحصار التي شملت المواد الغذائية والطبية والمحروقات منذ نحو ثلاث سنوات مضت.
ووفقاً للمصدر نفسه فإن الرسالة الموجهة للوفد الروسي تضمنت: "معارضتنا كانت موجهة ضد النظام وليس ضد المؤسسات المدنية إلا أنه استخدم الرغيف والدواء والحصار والمؤسسات الحكومية في حربه ضد المدنيين، لا يمكن لنا الدخول في عملية سياسية مع النظام بشكله الحالي والمشاركة بانتخابات مجلس الشعب أو غيره." حسب تعبيره.
من جانب آخر قال أبو عبد الرحمن، وهو قائد عسكري في الجيش الحر بمنطقة القلمون الشرقي إن "الغاية من وراء هذه الزيارة التي قام بها الوفد الروسي ما هي إلا للالتفاف على الهيئة المكلفة بالتفاوض عن الشعب السوري في جنيف، في سعي من الروس لكسب بعض المناطق لإحراج الوفد المفاوض عبر عقد مصالحات محلية مع نظام الأسد إنما برعاية روسية من جهة، وتحسين سمعة النظام عبر وعود بإطلاق سراح المعتقلين وتخفيف بعض القيود التي تفرضها الحواجز المحيطة بالمنطقة وإدخال مساعدات إنسانية من جهة ثانية."
ويؤكد معارضون سوريون أن نظام الأسد لم يلتزم ببنود الهدن التي توصل إليها مع قوات المعارضة في بعض المناطق بريف دمشق، إذ ما تزال قواته تحاصر معضمية الشام وتمنع سكانها من الدخول أو الخروج، فضلاً عن منع إدخال المساعدات وارتكاب خروقات تتعلق باستمرار عمليات القصف وقتل المدنيين.
اقرأ أيضاً: أسباب شجعت روسيا على سحب قواتها من سورية
تعليقات