علاقة روسيا وإيران لها حدودها
مقالات الكاتب

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت
(ترجمة السورية نت)
زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإيران يوم الإثنين تبرز التقاء المصالح المتعددة بين البلدين، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا التودد سيتحول إلى زواج دائم.
روسيا وإيران على حد سواء من أكبر مصّدري النفط والغاز، ولقد تعاونا لفترة طويلة بشأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وكلٌ من جيوشهما تدعم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات. ولكن في كل قضية على حدة، فإيران وروسيا متنافستان بقدر ما هما حليفتان، حسبما تقول سوزان مالوني، وهي محللة لسياسة إيران في معهد بروكينغز.
تقول مالوني: "لديهما مصالح متنافسة عندما يتعلق الأمر بالنفط. وببساطة، مساعدتهما معاً في الدفاع عن الأسد لا يعني تطابق أهدافهما أو أن ما يحدث على الأرض يعمل في صالح الاستفادة المتساوية لكلا الطرفين".
تسعى روسيا لبيع الوقود النووي المكرر والتكنولوجيا إلى إيران، بالمقابل تسعى الأخيرة إلى توسيع أجزاء من برنامجها النووي وفق الصلاحيات المتفق عليها بموجب الاتفاق الذي وقّع مؤخراً والذي يهدف إلى منع إيران من تطوير أسلحة نووية. إلا أن المشكلات التي واجهتا من حيث الأداء والعمل منذ سنوات على محطة بوشهر النووية التي بنتها روسيا، دفعت إيران للتطلع إلى أوروبا للحصول على المساعدة الخارجية.
وكل من روسيا وإيران لديهم أهداف مختلفة فيما يخص سوق النفط، فإيران التي تم خنق اقتصادها لسنوات بسبب العقوبات النووية، تخطط لتطوير حقول النفط والغاز الطبيعي وإلى زيادة الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً، أي إلى 25% بحلول منتصف عام 2016، مما يفرض عليها ضغوطاً على الأسعار التي هي بالفعل عند أدنى مستوياتها وذلك منذ عقود، حسبما صرحت سارة فاخشوري محللة من منظمة SVB الدولية للطاقة في واشنطن.
بينما روسيا، التي تواجه عقوبات اقتصادية بسبب تدخلها في أوكرانيا، تريد ارتفاع أسعار الطاقة، الأمر الذي يتطلب انخفاض في إمدادات النفط العالمية.
وفي سورية، تلوث التعاون بين البلدين بواسطة الأهداف المختلفة وعدم الثقة المتبادلة، وفقاً لدبلوماسيين غربيين حاليين وسابقين في واشنطن.
"روسيا وإيران تشتركان في هدف إدامة بشار الأسد في السلطة لأطول فترة ممكنة ولكن لديهما أسباب مختلفة تماماً للرغبة في هذه النتيجة"، حسبما يقول فريد هوف، الذي قاد جهود إدارة أوباما الفاشلة سعياً لإقامة محادثات سلام بين سورية وإسرائيل قبيل اندلاع الحرب الأهلية في سورية. كان هدف الولايات المتحدة في ذلك الوقت هو قطع الصلة بين إيران وجماعة حزب الله القوية في لبنان، والتي تزودها إيران بالإمدادات عبر سورية.
"لقد خلُص الإيرانيون إلى الاستنتاج بعد 15 عاماً على أن بشار الأسد شخصياً هو العامل الحاسم لمساعدتهم على استمرار الدعم لحزب الله"، حسبما قال هوف، الذي يعمل حالياً في مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية.
يحتفظ حزب الله بترسانة مكونة من عشرات الآلاف من الصواريخ التي تستهدف إسرائيل، مما يعطي لإيران السطوة على الدولة اليهودية. وسمحت سورية للمستشارين الإيرانيين والأسلحة بالمرور بحرية إلى الميليشيا الشيعية اللبنانية، والتي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية كمنظمة إرهابية. وشنت إسرائيل غارات جوية في مناسبات متعددة لمنع مثل هذا النقل للأسلحة منذ بداية الحرب الأهلية في سورية.
"يتخوف الإيرانيون في حال تم جر الأسد خارج الساحة فسينهار نظامه، وبخلاف الأسد وعائلته والمقربين إليه، فليس هناك دعم داخل سورية لإخضاع مصالح البلاد إلى حزب الله"، حسبما قال هوف.
مصالح روسيا في سورية لا تتعلق بحزب الله. فهدف بوتين هو إثبات أن روسيا تقف إلى جانب أصدقائها، وأن روسيا ستهزم ما يقوله بوتين هو الاستراتيجية الأمريكية من الديمقراطية وتغيير الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم"، حسبما قال هوف.
على الأرض في سورية، تدعم كل من روسيا وإيران فصائل مختلفة من بين القوى الموالية للأسد. فإيران تدعم حزب الله والآلاف من أفراد الميليشيات التي نظمتها ونقلتها إلى سورية من أفغانستان والعراق. بينما تعمل روسيا مع الجيش السوري، كما فعلت على مدى عقود.
قال هوف: "يقترب الروس والإيرانيين رغم توجهاتهم المختلفة في عدة أصعدة، وربما لا يتفقان على كل شيء ولكنهما يتفقان على أن بشار الأسد يجب أن يبقى فوق السرج لدحر "تنظيم الدولة الإسلامية" فيما يخص الروس، وأما بالنسبة لإيران فإنه يجب أن يبقى في السلطة طالما أنها بحاجة حزب الله من أجل الضغط على إسرائيل".
تعليقات