قائد "الوحدات الكردية": الأسد أعلن الحرب علينا ولن نسمح بعبور شرق الفرات

اعتبر قائد ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية سبان حمو أن قصف طائرات روسية أو تابعة لنظام الأسد على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" شرق نهر الفرات بمثابة "إعلان حرب" من نظام الأسد، مستغربا استهداف قواته وهي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" وتحقق تقدم عليه.
وقال حمو في اتصال هاتفي مع صحيفة "الشرق الأوسط" ، إن "الغارة حصلت على موقع لقوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور العسكري قرب معمل النسيج شمال شرقي دير الزور".
وأشار حمو إلى أنه اقترح على الروس والأميركيين توفير الدعم لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في حربها ضد "تنظيم الدولة" لافتا إلى أن الاقتراح تجدد قبل أيام على الجانب الروسي. وقال: "روسيا تقول إنها تريد محاربة الإرهاب، إذن كيف تحارب طرفاً فاعلاً ضد الإرهابيين".
وكانت قوات النظام وميليشيا "حزب الله" وميليشيات تدعمها إيران توغلت بغطاء ودعم بري من روسيا باتجاه دير الزور مما عجل دعم واشنطن لـ"قوات سوريا الديمقراطية" للتقدم من الشدادي في ريف الحسكة باتجاه دير الزور لطرد "تنظيم الدولة" والسيطرة على الضفة الشرقية للفرات. وبدا أن هناك تفاهماً بين واشنطن وموسكو: شرق نهر الفرات لـ"سوريا الديمقراطية" وحلفائها، و غرب النهر لقوات النظام وحلفائها.
عبور شرق الفرات
لكن روسيا استمرت بتوفير الدعم العسكري وأرسلت تعزيزات ومعدات عسكرية لتسهيل عبور حلفائها النهر، بما في ذلك تقديم آليات عسكرية ثقيلة؛ منها راجمات "غراد" و"سولنتسيبيوك"، إلى قوات العميد في قوات النظام سهيل الحسن المعروف بـ"النمر" لإقامة نقطة ارتكاز شرق النهر. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن قوات النظام "عبرت بالفعل النهر".
وقال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ"الشرق الأوسط" أمس، إن الأميركيين ليست لديهم مشكلة في عبور قوات النظام وحلفائها النهر والالتفاف للوصول إلى مدينة البوكمال على حدود العراق، بحيث يحصل الهجوم من قوات "النمر" من شرق النهر من جهة؛ وقوات أخرى قد تكون ضمنها ميليشيات إيرانية من جهة أخرى.
وأعلن أمس تحالف من ميليشيات تدعمها إيران أن هجوماً بدأ في الطرف الجنوبي لمحافظة دير الزور. وأضاف أن الهجوم سيستهدف "تنظيم الدولة" حتى بلدة البوكمال حيث يلتقي نهر الفرات بالحدود العراقية.
لكن حمو قال: "لا نريد للعبور أن يحصل، ولا نرغب أن يحصل" في إشارة إلى احتمال حصول مواجهة بين قوات النظام و"سوريا الديمقراطية". وأكد قائد أن قواته "ستحرر مناطق شرق الفرات وريف دير الزور من التنظيم مهما كان ثمن ذلك".
وسبقت الغارات على "قوات سوريا الديمقراطية" تصريحات لمستشارة الأسد بثينة شعبان، لقناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله"، بأن قوات النظام ستقاتل "سوريا الديمقراطية". وقالت: "سواء كانت (قوات سوريا الديمقراطية) أو (داعش) أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سنناضل ونعمل ضد هؤلاء إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد".
وأضافت: "(قوات سوريا الديمقراطية) ومحاولاتها لأن تسيطر على أراض في الأيام الأخيرة، لاحظنا أنها حلت محل (داعش) في كثير من الأماكن من دون أي قتال" في اتهام لهم بالتواطؤ مع التنظيم.
تواطؤ مع "تنظيم الدولة"
واتهم قائد ميليشيا "وحدات الحماية" نظام الأسد بالتواطؤ مع "تنظيم الدولة" في عقيربات بريف حماة، مضيفا أن " أحد بنود صفقة خروج التنظيم من القلمون باتجاه دير الزور، هو ألا يقاتل التنظيم قوات النظام هناك".
يشار أن تنافس محموم بين روسيا والولايات المتحدة بدأ مع إعلان النظام فتح معركة ضد التنظيم باتجاه مدينة دير الزور وإعلان "سوريا الديمقراطية" لعملية شرق نهر الفرات.
ولدى العمليتين العسكريتين لكل من النظام و"سوريا الديمقراطية" أهدافاً مختلفة، إذ تهدف قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا إلى السيطرة على مناطق إلى الشمال والشرق من نهر الفرات، في حين يهدف الهجوم الحالي للنظام إلى التقدم على الضفة الأخرى من النهر، والاستحواذ على مزيد من الآبار النفطية.
اقرأ أيضا: "بجرة قلم".. "التعليم العالي" توقف نحو 250 طالب جامعي عن دراستهم بعضهم يقاتلون إلى جانب النظام
https://aawsat.com/home/article/1026276/%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%C2%AB%...
تعليقات