كأنك داخل سجن صيدنايا.. شاهد فيديو بتقنية 3D يكشف تفاصيل المعتقل وما يجري بداخله

"الداخل إليه مفقود، والخارج منه مولود" هكذا يصف السوريون سجن صيدنايا ذائع الصيت بالقتل المروع الذي يتعرض له المعتقلون هناك، ويعتبر هذا السجن من بين أكثر معتقلات نظام بشار الأسد إجراماً بنزلائه ولا تزال خفايا ما يدور فيه كثيرة، باستثناء بعض الروايات التي أخرجها معتقلون سابقون فيه إلى العلن.
منظمة العفو الدولية (أمنيستي) التي تسلط الضوء بشكل مستمر على جرائم نظام بشار الأسد حيال المعتقلين السوريين، حاولت عبر فيديو بتقنية 3D أن تنقل للعالم صورة شبه حقيقية عن السجن، باعتمادها على شهادات معتقلين ناجين منه.
العمل الجديد للمنظمة الذي وصفه البعض بـ"الجبار"، يتيح للمستخدم أن يتفاعل مع الفيديو، والتجول في أنحاء السجن والسماع من أشخاص حقيقين لشهادات مروعة عايشوها وأخرى شاهدوها.
ويعتبر هذا العمل من بين أكثر الأعمال توضيحاً ونقلاً لواقع السجن، سيما وأن أصوات طبيعية من السجون ترافقك خلال تنقلك بين غرفه الانفرادية والزنازين الجماعية وغرف الطعام، والممرات التي يسلكها المعتقلون.
ويتيح موقع المنظمة للمستخدمين متابعة الفيديو عبر الرابط:
https://saydnaya.amnesty.org/?kind=explore
وفاة الآلاف
ويتزامن ذلك مع تقرير جديد أصدرته المنظمة، اليوم الخميس، وأكدت فيه وفاة أكثر من 17 ألف معتقل داخل سجون النظام، منذ بدء الثورة السورية عام 2011، مشيرة إلى استخدام طرق تعذيب متنوعة تعرض لها المعتقلون.
وقالت المنظمة التي تتخذ من العاصمة البريطانية، لندن مقرًا لها، في تقرير، صدر عنها، اليوم، إنّ "أكثر من 17 ألف و723 شخصًا لقوا حتفهم، في معتقلات النظام ، بين مارس/آذار 2011 و نهاية العام الماضي 2015".
وأضافت "أنه في ظل اختفاء عشرات الآلاف من الأشخاص قسرًا في مراكز الاحتجاز بكافة أنحاء سورية، فإن الإحصائية الحقيقة قد تكون أعلى من ذلك".
أساليب التعذيب
وذكرت المنظمة أن "النظام السوري استخدم وسائل شائعة في التعذيب، شملت ثني جسم المعتقل داخل إطار(دولاب)، وجلد باطن قدميه، فضلًا عن استخدامه الصدمات الكهربائية، والاغتصاب، والعنف الجنسي".
ولجأ النظام أيضًا في تعذيب معتقليه، حسب المنظمة، إلى قلع أظافر اليدين أو القدمين، والحرق بالماء الساخن أو السجائر المشتعلة.
واستندت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان "إنه ينتهك الإنسان"، على شهادات 65 من ناجين تعرضوا لحالات انتهاك، وتعذيب في فروع الأمن التي تديرها المخابرات السورية، وفي سجن صيدنايا العسكري، بالقرب من دمشق.
من جانبه، قال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن قصص الرعب الواردة في التقرير تصور بالتفصيل سوء المعاملة المروعة التي تعرض لها المعتقلون منذ إلقاء القبض عليهم، واستجوابهم والتحقيق معهم خلف الأبواب المغلقة، بحسب التقرير.
وطالب المسؤول الأممي، المجتمع الدولي، بـ"وضع هذه الانتهاكات في صدارة جدول أعمال أي مباحثات مرتقبة بين النظام السوري والمعارضة".
اقرأ أيضاً: هكذا أصبحوا أيتاماً..بعد ثلاث سنوات على استشهاد الأب تُقصف الأم ويبقى الأطفال وحيدين
تعليقات