كيف وصلت قوات المعارضة إلى ثكنة مشارقة في دمشق؟

تسللت بعض فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق يوم 15 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، إلى سوق اللحوم وكتل معامل النسيج والمسلخ وثكنة كمال مشارقة الواقعة على أطراف العاصمة دمشق، من خلال جبهتي حي جوبر والمتحلق الجنوبي.
وتعد هذه الأماكن من أهم المراكز الأمنية لنظام الأسد، حيث تتمركز فيها حشود عسكرية كبيرة، بالإضافة إلى كثرة الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية فيها، وعلى الرغم من هذه التعزيزات تمكن مقاتلو الجيش الحر من الوصول إلى هذه المناطق، بعدما كانت عصية عليهم، فضلاً عن كونها نقطة انطلاق القذائف على مدن وبلدات الغوطة.
الناطق العسكري باسم فيلق الرحمن أحد الفصائل العسكرية المشاركة في العملية، العميد الركن "محمد فاخر ياسين" تحدث لمراسل "السورية نت" هادي القاسم، عن تفاصيل عملية التوغل وقال:
"قام كل من فيلق الرحمن وألوية الحبيب المصطفى بعملية الاقتحام عبر الأنفاق، للوصول إلى كل من ثكنة كمال مشارقة، والمسلخ، وتخطينا خطوط قوات الأسد الهجومية، لنخرج من خلف مواقعهم بين كتل معامل النسيج، وباغتناهم في الخطوط الخلفية، وبحمد الله قتلناهم جميعاً، وقد دارت رحى المعركة داخل المواقع التي تتحصن بها قوات الأسد في سوق اللحوم، وكتل معامل التريكو، والمسلخ، وثكنة كمال مشارقة القريبة من حي جوبر".
وأكد العميد لـ"السورية نت" أن قوات المعارضة قتلت خلال المواجهات 80 من قوات النظام بينهم ما يزيد عن 15 ضابطاً، ودمرت ذخيرة وعدة وعتاد كثير، كانت تستخدمها قوات النظام في قصف جوبر والغوطة الشرقية، كما تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير خمس دبابات خلال العملية، وإعطاب عدة مدرعات.
وأشار العقيد إلى أن من بقي على قيد الحياة من قوات النظام فر باتجاه برج 8 آذار في منطقة الزبلطاني.
وعن هدف العملية بيّن ياسين أن الهدف كان "تدمير القوة المهاجمة لقوات النظام، وعتادها، ونقل المعركة لأرض العدو، ومباغتته، وزعزعة أمنه"، على حد وصفه، لافتاً أن "التخبط الذي أصاب قوات النظام جعل الجنود والقادة على السواء في حالة من الضياع، ما أدى لضرب مواقع قوات النظام بسلاحهم، حيث اعتقد قادة النظام أن الهجوم على الجبهة الأمامية، الأمر الذي زاد في تخبطهم وخسائرهم وتشتتهم".
يذكر أن تقريراً للمكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعنوان "حرب الأنفاق" أوضح أن "الثوار يقضون شهوراً لإنجاز الحفر والوصول إلى النقطة المستهدفة، وهم يستخدمون وسائلهم البدائية ويتغلبون على نقص الأوكسجين والعتمة أيضاً بالوسائل المتاحة، ويحدث أحياناً أن يتم اكتشاف النفق قبل إتمامه، وتكون النتيجة تفجيره وضياع شهور من التعب".
وأشار التقرير إلى أن "حفر الأنفاق ليس خياراً سهلاً ولكنه الحل الوحيد في ظل انعدام التكافؤ في التسليح والمعدات" بالمقارنة مع ترسانة النظام وتجهيزاته.
أما الباحث في الشؤون الاستراتيجية سليم حربا قال: "لم توجد في العالم شبكة أنفاق متشعبة كتلك الموجودة في سورية حالياً".
ويشير إلى أن ظاهرة حفر الأنفاق "انطلقت في حمص عام 2012 ومنذ ذلك الحين، اكتشف النظام 500 نفق في البلاد، لكن أعتقد أن عدد الأنفاق المحفورة هو ضعف ذلك".