كيماوي الأسد يضرب مجدداً
مقالات الكاتب

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت
(ترجمة السورية نت)
شاهد مجلس أمن الأمم المتحدة الأسبوع الفائت مقطع فيديو يعرض المسعفين وهم يخفقون بإنعاش الأطفال الذين سقطوا ضحايا للهجوم الكيميائي الذي قيل إنه حدث في شهر آذار في شمال سورية. حدثت هذه الجريمة بعد أقل من عامين من عقد الاتفاق الأمريكي الروسي لتجريد بشار الأسد من ترسانته للأسلحة الكيميائية.
إن الانتهاك الكيميائي الأخير – الذي نفذ على الأرجح باستخدام البراميل المتفجرة التي تسقطها المروحيات التابعة للنظام – يسلط الضوء على فراغ ما تباهت به إدارة أوباما من استخدامها الدبلوماسية لتجريد سورية من أسلحتها الكيميائية. لقد افتقر اتفاق عام 2013 مع روسيا لوسائل فرضه، بما أن أية انتهاكات سورية للاتفاق يجب أن تحول إلى مجلس أمن الأمم المتحدة، حيث بالإمكان الاعتماد على موسكو وبكين لحماية الأسد. ومن الملاحظ أنه تم إسكات الاحتجاجات الصادرة من داخل الإدارة.
لا عجب إذاً من استمرار المجازر الكيميائية دون انقطاع. في شهر نيسان من عام 2014 بدأت وزارة خارجية الولايات المتحدة بالتحقيق بمزاعم إلقاء الكلور على قرية تخضع لسيطرة الثوار في شمال سورية. حينها أشارت سامانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة، إلى أن تلك المزاعم ليس "بالإمكان التحقق من صحتها".
بحلول شهر أيلول من عام 2014 توصلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الوكالة الدولية التي ساعدت بالإشراف على تدمير مئات الأطنان من المخازن الكيميائية للنظام، إلى أنه تم استخدام الكلور "مراراً وبشكل منهجي" في سورية. إن تحديد من يقف وراء الهجمات "ليس ضمن نطاق تفويضنا"، حسبما أخبرنا متحدث المنظمة. ولكن من السهل توجيه اللوم للأسد، فمن أكثر الأسباب وضوحاً أن النظام هو الطرف الوحيد الذي يملك المروحيات في الصراع.
أقر مجلس الأمن في آذار من هذا العام قراراً يدين استخدام غاز الكلور في سورية دون توجيه اللوم لأي طرف. واستمر الكرملين بالتدخل لصالح عميله السوري. "لن نقبل بتاتاً باحتمال وضع العقوبات... دون محاولة تأكيد استخدام مثل هذه المواد الكيميائية،" كما قال سفير روسيا إلى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، لمجلس الأمن.
قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد أسبوعين بطمأنة العالم "نحن نراقب المسألة عن كثب وندرس الخطوات التالية". لمحاسبة مسؤولي النظام على أفعالهم، حسبما قالت السيدة باور للمراسلين بعد اجتماع يوم الخميس، لازال الغرب يبحث عن "الوسائل" الدبلوماسية الصحيحة.
الدرس الأكبر الذي يجب استنتاجه من هذا هو الفشل الدولي بالتحكم بالأسلحة. لدى الكثير من الدول أسباب كثيرة لإنكار أو تجاهل الانتهاكات التي لا تؤثر عليهم بشكل مباشر. يريد الروس حماية حليفهم، ولا تريد إدارة أوباما الاعتراف بفشل اتفاقها الدبلوماسي للأسلحة الكيميائية والذي افتخرت به.
لذا فإن الأسد سيستمر باستخدام الغاز ضد شعبه، وسيستمر السيد أوباما بالزهو بنجاحه في نزع الأسلحة. واستعدوا للمزيد مما يشبه ذلك بعد أن تحتفل الحكومات نفسها باتفاق نووي مع إيران.
تعليقات