ماذا حققت الضربات الروسية بعد مرور شهر على إعلانها في سورية؟

في تحول جديد للأحداث في سورية بدأت روسيا بشن غارات جوية على مناطق وأهداف تابعة للمعارضة السورية في عدة مناطق جغرافية من سورية، ويرى خبراء وقادة عسكريين أن التدخل العسكري الروسي جاء لمساندة نظام الأسد بعد خسارته لأجزاء كبيرة من الأرض السورية وخروجها عن سيطرته بالإضافة للضغط على فصائل المعارضة السورية للجلوس على طاولة الحوار وتأمين دور للنظام في مستقبل سورية.
وهذا ما أكده المحلل العسكري علي ناصيف لـ"السورية نت" أن "التدخل العسكري الروسي في سورية جاء لمساندة النظام والضغط على فصائل المعارضة السورية للقبول بتسوية سياسية تضمن المصالح الروسية في سورية بالإضافة إلى تواجد لنظام الأسد في سورية المستقبل، وهذا ما تؤكده تركيز الضربات الجوية على فصائل المعارضة المعتدلة وتجنبها إلى حد كبير استهداف تنظيم الدولة والتي هي بالأساس (تنظيم الدولة) خارج التسوية السياسية".
ويرى ناصيف أن "روسيا اعتمدت على الضغط على الدول المجاورة لسورية والتي تتبنى موقف مساند للثورة السورية وذلك من خلال اللعب على زيادة أعداد اللاجئين السوريين الهاربين من العمليات العسكرية والضربات الجوية للنظام وروسيا، وهذا ما شاهدناه في ريف حلب الجنوبي وريف حمص الشمالي ونزوح الآلاف إلى الحدود التركية بالإضافة إلى الحدود الأردنية مما يعد ورقة ضغط في الأروقة السياسية والمؤتمرات الدولة حول سورية".
يشار أن مفاوضات بين 17 دولة معنية بالشأن السوري اجتمعت يوم أمس واليوم في مدينة فيينا بحضور كل من إيران والسعودية وتركيا وغياب لممثلي النظام أو المعارضة السورية داخل الاجتماع، ويرجح محللون سياسيون عن مفاوضات لانتقال سياسي للسلطة النظام في سورية وفق جدول زمني محدد، لكن تحاول الدول الغربية تحديد جدول زمني وضمانات لخروج الأسد من السلطة، بينما يسعى الروس للحفاظ على مصالحهم الحيوية والاقتصادية داخل سورية وضمان تواجد أكبر للنظام في الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها في حال التوصل لحل سياسي يرضي الأطراف في سورية.
ويأتي المؤتمر في أعقاب اجتماع أصغر حجماً الأسبوع الماضي في فيينا وهي مدينة مر بها عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من الصراعات في سورية والعراق وأفغانستان منذ الشهر الماضي في أكبر أزمة للهجرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتابع ناصيف أن" قوات النظام حاولت استغلال الضربات الجوية الروسية لشن عمليات عسكرية في كل من ريف حمص الشمالي وحلب الجنوبي ومناطق في سهل الغاب وريف حماة، لكن المفارقة أن الروس تفاجئوا بحجم التكتيك والتخطيط العسكري لدى فصائل المعارضة وتفاديها إلى حد كبير الضربات الجوية، من خلال تبديل مواقعه وتغيير طرق الإمداد وإخفائها وهذا ما اكتسبه الثوار خلال 4 سنوات من الحرب مع قوات النظام".
و شنت قوات النظام في السابع من أكتوبر/ تشرين الاول، هجوماً برياً بغطاء جوي روسي في ريف حماة الشمالي. واستهدف الهجوم مجموعة من القرى والبلدات القريبة من طريق دمشق - حلب الدولي، كما شهد ريف حماة الشمالي والشمالي الشرقي أول تنسيق عسكري بين قوات النظام والطائرات الروسية. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على قرى المغير والبحصة وعطشان فيما خسرت قرى سكيك ولحايا ومعركبة.
وفي ريف اللاذقية الشرقي، سيطرت قوات النظام على غالبية تلال الجب الاحمر باستثناء التل الأهم المشرف على سهل الغاب وجسر الشغور وريف إدلب الجنوبي الغربي، وتمكنت قوات النظام في ريف حلب الجنوبي من السيطرة على قرى وعدد من التلال والمزارع بالريف ".
بالمقابل، خسرت قوات النظام إثر هجوم عنيف لـ"تنظيم الدولة"، جزءاً من طريق خناصر أثريا الحيوي الذي تستخدمه لنقل إمداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب.
اقرأ أيضاً: أوروبا تبحث عن دور في القضية السورية
تعليقات