مجرمو حرب من قوات النظام و"حزب الله والحشد الشعبي" يقدمون اللجوء في أوروبا باسم السوريين

شن سوريون حملات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي لفضح أسماء "الشبيحة" – الذين يقاتلون في صفوف نظام الأسد - ومجرمي الحرب الذين يقدمون لجوءاً في أوروبا، وأرفقوا بذلك صورهم وأسماءهم الثلاثية والجرائم التي ارتكبوها في سورية، ومن بينهم لبنانيون وعراقيون.
وشملت الحملات أيضاً تعرية كل من يقدم إثباتات سورية وهو من جنسية مختلفة كاللبنانيون والأردنيون والمغاربة، حيث كان 400 لاجئ عربي بين لبناني وأردني قد انتحلوا الجنسية السوري و150 مصري قد تقدموا بوثائق سفر على أنهم سوريون، بحسب إحصائيات لناشطين مهتمين في رصد المهاجرين المنتحلين للجنسية السورية.
وتأسست عدة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لنشر جرائم الواصلين الجدد إلى أوروبا، بينهم عناصر من ميليشيا "حزب الله" ومن الحشد الشعبي العراقي، متهمين إياهم بأنهم مجرمو حرب، مطالبين حكومات الدول الأوربية التي وصلوا إليها بأن تحاكمهم على جرائمهم المرتكبة في سورية.
أحد هؤلاء يدعى فراس حمدون كان قد تطوع في ميليشيا "الدفاع الوطني" بمخيم اليرموك جنوب دمشق، بحسب شهود من المنطقة، ونشرت له صور موثقة تظهر قيامه بالتشبيح والسرقة على أهالي المنطقة، وبسببه تم تغييب الكثير من ناشطي المخيم في المعتقلات، لكنه وصل منذ عام إلى السويد، ويطالب سوريون الحكومة السويدية بملاحقته.
بينما كانت لصورة لاجئ ضخم الجثة يحاول عبور الأسلاك الهنغارية مع طفله أثر بالغ في وسائل الإعلام، حيث تداولها الكثيرون لتصوير معاناة السوري في وصوله إلى أوروبا، ليقوم أحد الأشخاص ممن يعرف هذا اللاجئ بنشر صور له على أنه أحد أشرس عناصر "حزب الله" وممن شاركوا بمجازر جماعية في سورية.
كما نشروا صورة لـ عباس محمد أمين من عناصر ميليشيا "حزب الله" في السيدة زينب المقيم في مدينة شتوتغارت في ألمانيا وكان قد شارك في مجازر يلدا وحجيرة لأنه كان متواجداً على الحاجز الأساسي في يلدا، فضلاً عن مشاركته في قتل السوريين بمدينة جسر الشغور في ريف إدلب.
ومن بين هؤلاء أيضاً أحد "شبيحة" شارع الأمين ويدعى ليث منشدي الذي شارك بعمليات قتل ونهب في السكوة والمليحة بريف دمشق، ووصل حديثاً إلى ألمانيا ليقيم في كامب بريمين، وطالب سوريون مقيمون في الكامب بمحاكمته على غرار آخرين تسببوا بمجازر في سورية وبإزهاق أرواح عشرات الأبرياء.
وتناول بعضهم لجوء هؤلاء بسخرية قائلين: "أين الوطن الذي تعهدوا بالدفاع عنه؟ وأين القائد الذي عاهدوه بالروح والدم؟ وكيف استنكروا آراء مرجعياتهم الدينية التي تمنعهم من التخلي عن الدفاع عن المقدسات في سورية".
جوازات مزورة
ويستغل بعض الأشخاص من جنسيات مختلفة الأزمة الإنسانية التي تمر بها سورية وقيام أوروبا باستقبال اللاجئين ليقدم لجوءاً باسمهم، ويساعدهم في ذلك مهربون سوريون ومن جنسيات مختلفة حيث يؤمنون لهم جوازات ووثائق سورية مزورة بمبالغ زهيدة، الأمر الذي بات يغضب الكثير من السوريين، خاصة أن المشاكل التي تنشأ في مراكز الإيواء في أوروبا قد يكون سببها أحد منتحلي هذه الجنسية.
ويروي أحمد عن استيقاظه في يوم من الأيام على صوت ضجيج وأغانٍ صاخبة في مركز الإيواء الذي يقيم به، في البداية ظن أنه من الألبان وبالفعل خرج ليستطلع الوضع، فوجد الشرطة الألمانية تصادر مخدرات وأسلحة بيضاء في غرفة يقيم بها مجموعة من الألبان ومعهم شخص عربي، وعندما سأل الشرطي العربي من أين أنت؟ أجاب من سورية.
فقاطعه أحمد متهماً إياه بالكذب، وسأله إذا كنت من سورية فمن أي محافظة؟ أجاب من دمشق! فسأله إذا ماذا يوجد بجانب القصر العدلي، فغضب العربي وهجم عليه ليضربه، وكان أحمد قد لاحظ على العربي أن لغته العربية ركيكة وبأنه من تونس، وبالفعل أخبر الشرطة بذلك، وتبين لاحقاً أنه لم يقدم أي وثيقة تثبت جنسيته فقط قدم نفسه كسوري، وتعهد مكتب الهجرة بإرسال هذه الملاحظة إلى المحكمة التي قابل فيها العربي.
بينما تحدث أنس لـ"السورية نت" عن لقائه بأحد العائلات اللبنانية في أحد مطاعم ألمانيا وبعد تعارف وأخذ ورد أخبروه أنهم جاؤوا للسياحة هنا، وفي اليوم التالي تلقى أنس اتصالاً من مكتب اللجوء للترجمة لعائلة سورية قدمت من جديد إلى ألمانيا، ففوجئ بأن العائلة السورية هي نفسها اللبنانية التي رآها في المطعم وأبلغ عنها فوراً وبالفعل وجدت جوازات لبنانيىة في حقائبهم بعد تفتيشهم.
وكان المكتب الاتحادي في ألمانيا قد طلب من السوريين الإبلاغ عن أي منتحل للجنسية السورية، لا سيما أن كثرة هؤلاء تسببت بأزمة سكن في مراكز الإيواء حيث يتحدث هيثم، أمكث مع عائلتي في خيمة هنا منذ شهر بينما تقيم عائلة أردنية في غرفة كاملة في الكامب الذي يجاورنا بعد أن قدموا إثباتات بأنهم سوريون وهذا ما يجعلنا في غضب مما يحدث، في حين يرى آخرون أنه يجب الإبلاغ عن كل مجرم أو ميسور أو منتحل للجنسية السورية إلا في حال كان فعلاً يحتاج اللجوء ولم يثبت عليه أي جرم فالأفضل أن يترك هؤلاء ليلاقوا فرصة أخرى بالحياة كالتي يطلبها السوريون.
اقرأ أيضاً: الإعلام الروسي يساند ضربات الجيش بسورية
تعليقات