"نصر الله" يختصر سورية في شخص بشار الأسد

نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية مقالاً اليوم قالت فيه إن "حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، يعتبر الجهة التي يأخذ منها الروس الخلاصة بما يخص الشأن السوري، وذلك لأسباب ثلاثة منها أنه الحليف المشترك لدمشق وطهران؛ وأن حزب الله قوة رئيسية في الحرب على ما يسمونه الإرهاب في سورية والعراق، كما في لبنان، وهو ما يجعله شريكاً وازناً في أي تصور مستقبلي للحل السياسي للأزمة السورية"، حسب قولها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الخامس من الشهر الجاري، استقبل "نصر الله" الموفد الرئاسي الروسي "ميخائيل بوغدانوف" الذي كان قد جال في المنطقة، وتعرّف على المواقف، واستعرض الرؤى، ووجد أنه من المناسب وضع ما في جعبته على طاولة الأمين العام لميليشيا "حزب الله"، بما في ذلك ما سمعه هو شخصياً، وسمعه الروس، حول كل المواقف من بشار الأسد.
وبحسب الصحيفة فقد أوضح "نصر الله" لبوغدانوف، من دون أدنى التباس، أنهم يخضون المعركة "دفاعاً عن سورية والدولة السورية وخياراتها الاستراتيجية"، لكنهم، بالقدر نفسه، يخضون "معركة الرئيس. لا حل إلا تحت سقف الرئيس. الرئيس خطٌ أحمر"، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الأسد، "كان دائماً قائداً مقاوماً، لكنه تحوّل اليوم، بعد أربع سنوات من الحرب، رمزاً للمقاومة وللمحور، رمزاً ذا قيمة معنوية كبرى، لا يمكن وضعها، بالمطلق، في معادلة حل سياسي"، حسب وصفه.
واختصر "نصر الله" سورية كدولة وشعب وحضارة في بشار الأسد، وقال: "بشخصه ورمزيته وتوجهاته، يمثل، في حد ذاته، خلاصة الدولة السورية"، ومن غير المقبول، بالتالي، "أي نقاش له هذه الصفات فيما يتصل بالرئيس والحل السياسي في سورية".
ولفتت "الأخبار" إلى أن بوغدانوف خرج من اجتماعه الطويل مع "نصرالله"، بثلاثة خطوط حمر: الدولة السورية وخياراتها الاستراتيجية، وجيش نظام الأسد، ورأس النظام بشار الأسد.
وتحت هذه السقوف الثلاثة، تقدّم موسكو للسوريين، طاولة للحوار حول كل شيء آخر، وفق وجهة نظر "نصر الله"، الحليف الاستراتيجي للنظام، والذي يقاتل معه علناً منذ عام 2013 في سورية.
لكن مصادر مطلعة تقول إن روسيا وافقت أخيراً على حل سياسي للقضية السورية، وحسب الخطة الروسية بتغيير القيادة السورية ويتضمن الحل السياسي فكرة سورية مع بقاء النظام وأركانه ولكن بدون بشار الأسد .
وعلى ما يبدو فإن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بروسيا جعلتها تتجه إلى التهدئة مع أمريكا بدل التصعيد وكانت أولى بوادر التهدئة إقناع الأسد بهذا الحل السياسي باعتبار أن دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي لا تقبل ببقاء الأسد رئيساً لسورية.