هل يستيقظ العرب والمسلمون بعد عاصفة الحزم؟

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت
لعل المشهد الإقليمي العربي والمجاور له وكذلك الصورة الواضحة في العالم بأسره وخصوصا بعد التمدد الإيراني والتوسع المشابه للتوسع الصهيوني المراد للمنطقة العربية جعل التردد الذي كان دائما حيال الموقف من إيران وتأثير الملف النووي على مجريات الأحداث حتى لكأنه أصبح المآل فيه يعتبر الذروة التي ينظر إليها بعد تشابك الأحداث الساخنة في معظم الوطن العربي والغربي وعلى رأسه أمريكا إزاء الحروب المدمرة في سوريا والعراق واليمن الذي جعل أعداء العرب والسنة يصرحون بأنهم ملكوا أربع عواصم عربية ولابد لهم من الانسياح في الباقي تأكيدا لأهداف الثورة الإيرانية التي يحب غيرهم أن تعم العالم بأسره, غافلين أو قاصدين أن هذا هو هدف اليهود وحدهم لأن الإسلام دين السلام بل إن لفظه مشتق منه وهو لا يعمل على إزالة الكفر من الأرض كاملا بل يدعو بالحكمة ويقرر القرآن اختلاف الناس في أديانهم وعقائدهم ويقول تعالى (لكم دينكم ولي دين) الكافرون:6.
إلا أنه إذا اعتدى على الإسلام كان لابد للإسلام أن يرد كيدا الأعداء وهذا موجود حتى عند النصارى إذ يستدلون بالنص: ما جئت لألقي سلاما بل سيفا أي عند الضرورة فالحرب هي استثناء وليست قاعدة ولكن لابد من الجهاد في الإسلام إذا تعين حتى مع الحوار يين الذين لا يتعاملون إلا بالحوار فالجهاد يقدم لبنة قوية لبنيان هذا الحوار نظرا لقصور الرؤية عند بعض الأطراف إذ تغلب عندهم العصبية على العقل, ولا يمكن أن يتحاور الناس إذا جهل بعضهم بعضا كما يقول الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه: فقه الجهاد 1/48 وكذلك فإن الإسلام يدعو إلى اليقظة والعزيمة والحزم وعدم التردد فليس من المعقول أن يتمدد الإيرانيون على حساب الأمن العربي والإسلامي ونبقى نتكلم دون فعل ولذلك نبه المتنبي إلى هذا:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
ومن هنا فلابد من حفظ الأمن وقائيا وفعليا قبل أن يتحرك أعداء أهل السنة عليهم وبغض النظر هل كان تحرك عاصفة الحزم بالتعاون مع آخرين ولو غير مسلمين,أو كان نتيجة استشعار قوي لهذا الخطر وخصوصا لدى دول الخليج وسورية والعراق فإنه كان لابد مما ليس منه بد لردع المعتدين و إيقاف المشروع الإيراني الباطني الذي عصف مرة بالمسلمين في تاريخهم حتى دمر البلاد والعباد وقتل ومثل بكل من كان يترض على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم, ولذلك كان لابد لتعديل صورة العرب التي ينظر إليها الإيرانيون اليوم, وكان لابد من المجابهة حتى لا تفهم إيران أنها وحدها الطرف الأهم في العالم العربي والإسلامي, وإذا كانت التقية عند الإيرانيين تعتبر تسعة أعشار الدين فكيف نأمنهم قبل الملف النووي فكيف بهم بعده ويبدو أن ما ذكره الرئيس اليمني عبد ربه منصورأنهم يريدون بالقوة نشر المذهب الاثنى عشري في اليمن أقول: بل هم يعملون على نشره في كل مكان وعليه فلابد من إنقاذ الشعب السوري أيضا بعاصفة جديدة.