هل يفرض تعاون النظام مع "تنظيم الدولة" تدخلاً عسكرياً أمريكياً بسورية؟

قال "نيك باتون وولش"، كبير مراسلي شبكة CNN الدولية، إن ما أشارت إليه السفارة الأمريكية في سورية مؤخراً حول دعم يقدمه نظام الأسد لحملة تنظيم "الدولة الإسلامية" ضد مدينة حلب هو "نظرية معقدة" تعود إلى الفترة الأولى التي كان للولايات المتحدة فيها وجود في العراق.
وكانت سفارة الولايات المتحدة في دمشق قد نشرت تغريدة على حسابها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في وقت متأخر من مساء الاثنين، تشير إلى تقارير تتحدث عن أن النظام شن ضربات جوية لدعم مقاتلي "تنظيم الدولة" في حلب داعماً بذلك المتطرفين في هجماتهم على السكان السوريين.
وأضافت السفارة في تغريدة أخرى: "لقد شهدنا منذ فترة طويلة أن نظام الأسد يتجنب خطوط تقدم داعش، في تناقض تام مع مزاعمه بمحاربة تنظيم الدولة".
وتابع "وولش" بالقول: "كان نظام الأسد يسمح بمرور الجهاديين من سورية من أجل مهاجمة القوات الأمريكية في العراق، وقد انضم العديد منهم إلى صفوف تنظيم القاعدة، ومن ثم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، الذي تطور لاحقاً إلى داعش".
وأضاف المراسل: "النظرية تشير إلى أن نظام الأسد الأمني كان يمتلك علاقات قوية مع هذه المجموعات الجهادية وقد تعاون معها لضرب التنظيمات المعارضة المعتدلة وكذلك المجموعات المتشددة الأخرى المعارضة للنظام، وهذا ما تشير إليه السفارة الأمريكية في تغريداتها عبر الحديث عن ضربات يوجهها الأسد إلى المعارضة المعتدلة التي تقاتل داعش في نفس الوقت بريف حلب، قرب خط حيوي للإمداد تستخدمه المعارضة للوصول إلى الحدود التركية."
وحذر "وولش" من أنه بحال نجاح "تنظيم الدولة" بالسيطرة على خط الإمداد هذا فستسقط مناطق المعارضة خلال فترة قصيرة نظراً لانقطاع التموين والإمدادات عن مئات الآلاف من السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وخاصة في حلب، المدينة الثانية في البلاد.
من جهتها رأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم الخميس، بعنوان "التعاون بين الأسد وتنظيم داعش من شأنه دفع الولايات المتحدة للتدخل في سورية"، أنه "حتى يومنا هذا، يعتقد العرب أن الأزمة في سورية يمكن حلها فقط بوسائل دبلوماسية، وأن داعش يمكن إخضاعها بالقوة، إلا أن التطورات الأخيرة في سورية تتعارض مع هذه الاستراتيجية".
وأضافت الصحيفة أن "السفارة الأمريكية في دمشق أعلنت مؤخراً أن الأسد يتعاون مع داعش، وهو الأمر الذي لا يعد مفاجئة، خاصة أن هذا التعاون لم يبدأ بالأمس، حيث اعتادت حكومة دمشق شراء النفط من داعش بسعر رخيص وبيعه للمواطنين، وما يثير السخرية أن هذا النفط يتم استخراجه من الحقول السورية التي يسيطر عليها التنظيم".
وأوضحت الصحيفة العبرية أن "الأمر اختلف الآن، فقط أصبح هناك تعاون على الصعيد العسكري بين نظام الأسد وداعش".
وقالت إن "التعاون بين داعش وجيش الأسد لا يتوقف على جبهة حلب، فعلى سبيل المثال، تركت قوات النظام مدينة تدمر وسمحوا للتنظيم باحتلالها دون أي مقاومة، وفي منطقة درعا الجنوبية، يبدو النظام مستعداً للسماح لداعش بإدارة معارك باسمه ضد المتمردين".
ولفتت "الصحيفة" إلى أن هذا الموقف من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة إلى التخلي عن ترددها فيما يتعلق بالتدخل العسكري المباشر في سورية" مضيفة أن هذا قد يجعل من المتوقع أن تمنح واشنطن لقوات المعارضة دفاعاً جوياً.
الجدير بالذكر أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، كان قد قال في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن "طيران النظام يعمل لمصلحة التنظيم حيث يقصف المناطق التي تتواجد فيها فصائل المعارضة قبل أن يقتحمها مقاتلو التنظيم".
ويشار إلى أن المعارضة السورية طالبت مراراً بتوجيه الضربات الأمريكية الجوية ضد "تنظيم الدولة" لردعه عن التوسع في سورية، كما تعتبر المعارضة أن استراتيجية واشنطن لمواجهة التنظيم في سورية فاشلة.
تعليقات