هنية يصف ما جرى في سوريا بـ"الفتنة" ويثير انتقادات: لم نعادي يوماً نظام الأسد

أبدى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" تراجعاً في موقفها حيال نظام بشار الأسد، واصفاً ما يجري في سوريا بـ"الفتنة" التي تحولت إلى تصفية حسابات، في حين أثارت تصريحاته انتقادات له.
وجاء ذلك في تصريحات لهنية أدلى بها لوكالة "سبوتنيك" الروسية، ونشرتها اليوم الإثنين، وقال فيها هنية إن "حماس" لم تقطع العلاقة مع نظام الأسد وإنما "الكثير من الظروف الموضوعية أدت الى شكل العلاقة الحالي".
وأشاد هنية بما أسماه "دعم النظام" للفلسطينيين، وقال: "نحن نعتبر سوريا دولة شقيقة وقف شعبها ونظامها دوما الى جانب الحق الفلسطيني، وكل ما أردناه أن ننأى بأنفسنا عن الإشكالات الداخلية التي تجري في سوريا، ونأمل أن يعود الأمن والاستقرار والسلم الأهلي في سوريا وأن تعود إلى دورها الإقليمي القومي".
وفيما اعتُبر تنصلاً من موقف الحركة حيال الثورة السورية، قال هنية إن "حماس لم تكن يوماً في حالة عداء من النظام السوري، الذي والذي وقف إلى جانبنا في محطات مهمة وقدم لنا الكثير كما الشعب السوري العظيم".
وأضاف في إشارة لموقفه من الاحتجاجات في سوريا: "ما نُسب لي غير دقيق، نحن وقفنا إلى جانب الشعب السوري".
واعتبر هنية أن ما يجري في سوريا "تجاوز الفتنة الى تصفية حسابات دولية وإقليمية، لذلك نأمل أن ينتهي هذا الاقتتال ويتوقف شلال الدم النازف".
ومن جانب آخر، شدد هنية على رفضه لما أسماه بـ"العدوان الأمريكي والصهيوني على الأراضي السورية"، وقال إن "موقف الحركة ثابت في وحدة التراب السوري".
وفي إجابته على سؤال الوكالة حول مباركة الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدخول مدينة عفرين، قال هنية: "اجتهاد خالد مشعل لا يقصد اقتطاع شبر من الأرض السورية وإنما قصد التهنئة بالقضاء على ميليشيات داعش والتي لا يليق بنا إلا الترحيب بإزاحتها عن أي شبر من الأرض".
تصريحات متناقضة
وتأتي المواقف الجديدة التي أعلن عنها هنية خلال المقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، متناقضة تماماً لمواقف حركة "حماس" من الثورة في سوريا ونظام الأسد، حتى أنها تتناقض أيضاً مع تصريحات سبق وأن أدلى هنية بها بنفسه.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2012، وصف هنية نظام الأسد بالظالم، وأيد احتجاجات السوريين المطالبة بالحرية.
ودعا هنية آنذاك خلال إلقائه خطبة صلاة عيد الأضحى في مخيم النصيرات بمدينة غزة، إلى وقف النزيف في سوريا، وقال: "لترفع اليد الآثمة عن أبناء شعبنا الفلسطيني في سورية، ولترفع اليد الظالمة عن الشعب السوري الشقيق، الذي يبحث عن حريته وكرامته ودولته الآمنة المطمئنة".
وفي العام 2012 أيضاً، شارك هنية في مظاهرة نظمها "الأزهر" في مصر للتنديد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في مصر، والقمع الذي تعرض له السوريون خلال الاحتجاجات.
وكان هنية قد ظهر في أحد الصور أيضاً وهو يحمل علم الثورة السورية، في تأكيد واضح على دعمه لها.
#صورة إسماعيل #هنية يرفع علم الثورة السورية أثناء زيارة لوفد تضامني سوري إلى قطاع #غزة#سوريا #غزة pic.twitter.com/KQkNyhAHfa
— شبكة فلسطين للحوار (@paldf) May 18, 2013
يشار إلى أن مشعل كان قد كشف في مارس/ آذار 2016، كشف "خالد مشعل"،عن تراجع الدعم الإيراني لـ"حماس"، بعد أن كانت أحد الداعمين الأساسيين لها، بسبب رفض الحركة تأييد الأسد عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وقال مشعل آنذاك في مقابلة مع قناة "فرنسا 24": إن "الأزمة بين حماس وبشار الأسد، أثرت على العلاقة مع إيران، والتي ردت بمراجعة الدعم المالي للحركة بشكل كبير".
انتقادات لهنية
وأثارت تصريحات هنية الجديدة عن نظام الأسد انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف سوريون وعرب تصريحات هنية بأنها تراجعاً عن موقف "حماس" من نظام الأسد، الذي ألحق الضرر بالفلسطينيين.
هنية يعود لحضن الاسد...
— محمد الشعار (@mohamad_alshaar) June 11, 2018
المعنى الحقيقي لمبدأ مسك العصا من المنتصف إرضاء لكافة الأكراف بطريقة فاشلة.
هنية: نحن وقفنا إلى جانب الشعب السوري، ولكن لم نكن يوما في حالة عداء مع النظام السوري، والذي وقف إلى جانبنا في محطات مهمة وقدم لنا الكثير كما الشعب السوري العظيم https://t.co/lsRXHxEZQM— خليل المقداد (@Kalmuqdad) June 11, 2018
كنت سأحترم اسماعيل هنية لو قال اخطأنا بالوقوف ضد النظام السوري ونعتذر .. اهون من تناقضاته وتخبيصاته في لقائه مع الوكالة الروسية اليوم .. لك يأبوالعبد في ساحة الكتبية رفع خالد مشعل علم الثورة السورية كيف جاء تقلي... https://t.co/wCSq6etvbS
— Aziz.H.Elmassri (@AzezHElmassri) June 11, 2018
اقرأ أيضاً: السوريون يمنعون من ارتياد حديقة في بيروت.. وعناصر البلدية يؤكدون: ننفذ أوامر المحافظ
تعليقات