Deprecated: The each() function is deprecated. This message will be suppressed on further calls in /home/alsouria/public_html/archive/includes/menu.inc on line 2396

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/sites/all/modules/gmap/lib/Drupal/gmap/GmapDefaults.php on line 95

Deprecated: implode(): Passing glue string after array is deprecated. Swap the parameters in /home/alsouria/public_html/archive/includes/common.inc on line 394
مشفى المزة العسكري مسلخ يدخله المعتقلون أحياءً فيخرج أكثرهم ميتاً أو مبتور الأعضاء | السورية نت | Alsouria.net

مشفى المزة العسكري مسلخ يدخله المعتقلون أحياءً فيخرج أكثرهم ميتاً أو مبتور الأعضاء

آلاف المعتقلين ما يزالون يقبعون في سجون نظام الأسد
الأربعاء 08 يوليو / تموز 2015

مراد القوتلي - خاص السورية نت

"تخيل أن فرع المخابرات الجوية وكل ما فيه من وسائل تعذيب، يبقى أرحم من مشفى المزة العسكري، هذا المشفى الأشبه بالمسلخ حيث يعذب فيه المعتقل المريض وتبتر أعضاؤه ويشارك فيه الأطباء والممرضون بأعمال الضرب والإهانة، وتنتشر في مراحيضه جثث المعتقلين الذين بدت أثار التعذيب عليهم واضحة". لم يكن من السهل على مازن الحمادة أن يتفوه بهذه الكلمات، فهو معتقل سابق في فرع المخابرات الجوية بمنطقة المزة وأحد الناجين من مشفى المزة العسكري المعروف بـ"601" وقد شاهد الكثير من الحالات لمعتقلين انتهى بهم المطاف موتاً جراء التعذيب.

"السورية نت" التقت مع الحمادة وتحدث في تصريحات خاصة عن المآسي التي يتعرض لها المعتقلون السوريون في مشفى الـ "601"، وذكر حوادث من تجربته الخاصة رآها بأم عينه عن معتقلين دخلوا المشفى أحياءً وخرجوا منها أمواتاً لكن إلى الآن لا يعرف مكان دفنهم، هل دفنوا في مقابر "نجها" بريف دمشق، أم شُرحت أجسادهم وبيعت أعضاؤهم، كما سمع الحمادة من أحد الأشخاص في مشفى الـ"601".

وكان الحمادة من بين مئات المعتقلين الذي اعتقلهم فرع المخابرات الجوية بدمشق، وتعرض كمثله لأبشع أساليب التعذيب، الأمر الذي كان سبباً في انتقاله إلى مشفى الـ "601"، حيث يقول إن "من شدة التعذيب تكسرت أضلاعي الأمامية وتعرضت للضرب في منطقة الكلى، ووضعوا أدوات حادة في عضوي الذكري وحاولوا قطعه، ما جعل وضعي الصحي يتدهور أكثر فأكثر".

 ويشير الحمادة إلى أن أحد الضباط اسمه سهيل زمام من مدينة بانياس أمر بتحويل الحمادة إلى مشفى الـ "601" عندما اطلع على حالته الصحية السيئة، ويوضح حمادة هنا أنه عندما اعتقل في عام 2012 كان ما يزال هناك بعض الاهتمام بحال المعتقلين قبل أن تزداد أعدادهم بكثرة وتنعدم أية رعاية لهم.

"في الساعة العاشرة صباحاً جاء السجان وقال مازن الحمادة ستذهب إلى مشفى المزة العسكري. ثم أضاف السجان انسى أن اسمك مازن، من الآن اسمك هو 1858"، ويتابع مازن في حديثه لـ"السورية نت": "لم أكن أعرف أن فرع الجوية أرحم من المشفى 601، وضعوني على النقالة وبدأوا يضربونني بشدة طوال الطريق من فرع الجوية إلى المشفى، وما زلت أذكر أسماء العناصر وهم هيثم مرهج من طرطوس، ومصطفى عازار من المتراس - صافيتا، وأحمد شحود من ريف حمص. تعرفت على أسمائهم من خلال عملي في السخرة خلال تواجدي بالفرع".

كان عناصر المخابرات الجوية يريدون ألا يصل الحمادة إلى المشفى العسكري وهو على قيد الحياة، كما أكد لنا، وينتقل هنا إلى الحديث بإسهاب عما تعرض له في المشفى التي شبهها بـ"القلعة"، ويقول: "عندما وصلت إلى باب المشفى بدأ الممرضون والممرضات بالانهيال على جسدي بالضرب مستخدمين الأحذية والعصي، وبعضهم كان يضربني ويقول لي يا إرهابي".

يستدرك الحمادة بالإشارة إلى أنه سبق وأن سمع من معتقلين سابقين عن سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون في المشفى لكنه لم يكن يصدق ذلك، ويضيف "عندما دخلت رأيت غرفتين، ووضعوني في إحدى الغرف على سرير يتشاركه معي اثنان من المرضى وكنا جميعاً مقيدين بالسلاسل".

تنوعت أساليب القتل في مشفى المزة العسكرية الـ "601" بين الضرب حتى الموت أو السلخ أو المحاكمات الميدانية، ويؤكد الحمادة أن في المشفى مفرزتين للتحقيق، الأولى تتبع للمخابرات الجوية، والثانية لفرع الأمن العسكري، وتغيب عن المشفى العناية الطبية وإذا طلب المعتقل مساعدة من الممرضين والممرضات يأتي الرد "في الأصل أنتم هنا لكي تموتوا".

مراحيض المشفى

لم يكن ذهاب المعتقل في المشفى إلى المرحاض بالأمر اليسير، إذ يشير الحمادة أن الذهاب إلى المرحاض يعني تلقي المعتقل لعشرات الضربات على جسده، ويقول "في إحدى المرات تعرضت للضرب بالبوري (عصاً بلاستيكية ثخينة) 20 مرة على رأسي".

ويتحدث الحمادة عن مشاهد يقول إنه لن ينساها، فقد رأى عندما فتح باب المرحاض الأول جثتين لمعتقلين قضيا تحت التعذيب، ورأى ثلاثة جثث أخرى في المرحاض الثاني، ويقول إن "المعتقل يجد نفسه مضطراً في النهاية إلى التبول على الجثث". ويوضح الحمادة مدى الحقد الذي يكنه من في المشفى للمعتقلين، إذ توجه أحدهم للحمادة بالسؤال عما رآه داخل المراحيض وقال له: "هل شاهدت هؤلاء؟ سيكون مصيرك مشابهاً لهم".

أما عن المحاكمات التي تجري داخل المشفى فقد أكد الحمادة أنها تسببت بمقتل العديد من المعتقلين، لافتاً إلى وجود شخص يطلق على نفسه اسم "عزرائيل" وهو المسؤول عن تصفية المعتقلين داخل المشفى بطرق بشعة. فمن بين الذين استشهدوا على يد هذا الشخص شاب من بلدة شبعا بريف دمشق كان قد تطوع في الجيش السوري الحر مع بدء عسكرة الثورة، إلى أن ألقي عليه القبض.

يقول الحمادة الذي كان شاهداً على قتل الشاب: "كنا جالسين داخل أحد المهاجع في المشفى، ودخل شخص يعمل في السخرة وقال اليوم عندنا محاكم، وبحلول الساعة الـ 12 ليلاً دخل السجان الذي يسمي نفسه عزرائيل وآخر يطلق على نفسه لقب أبو شاكوش وسألا المساجين من يريد دواءً فرفع الشاب من بلدة شبعا يده".

وقال له الملقب بـ عزرائيل حكمت عليك المحكمة الإلهية بالموت (وكررها مرتين) ثم انهال على رأس الشاب بالضرب بعصى مليئة بالمسامير وظل يضربه حتى انفجر رأسه ومات

ويتابع الحمادة: "قالوا له اقترب يا جيش حر وقال له الملقب بـ عزرائيل حكمت عليك المحكمة الإلهية بالموت (وكررها مرتين) ثم انهال على رأس الشاب بالضرب بعصى مليئة بالمسامير وظل يضربه حتى انفجر رأسه ومات ومن ثم ألقيت جثته في مرحاض المشفى".

ويشير الحمادة أن بعض المعتقلين يقتلون في المشفى بأمر من فروع المخابرات، مؤكداً حدوث تصفيات بشكل اعتيادي، ويلفت إلى أن الشاب من بلدة شبعا كان قد تعرض للتعذيب الشديد في فرع المخابرات الجوية بمنطقة المزة، حيث كان الجلادون يقطعون بالسكين أجزاءً في لحم جسده، كما أكد الحمادة.

وعند إجابته على سؤالنا كيف استطاع الخروج من المشفى حياً، أوضح الحمادة أنه تعرف على أحد الأطباء الذي سهل له خروجه منها وأعيد بعدها إلى فرع المخابرات الجوية، مشيراً إلى أنه قضى في الاعتقال سنة وسبعة أشهر و15 يوماً.

وعن فرع الجوية يضيف الحمادة أن المعتقلين من مدينة داريا كانوا يتقلون التعذيب بشكل ممنهج ومدروس، وقال إن النسبة الغالبة من المعتقلين في هذا الفرع هم من سكان داريا ومعضمية الشام. وتحدث الحمادة أن من بين المعتقلين أطفال أعمارهم لا تتجاوز السنتين والثلاث سنوات وقد اقتيدوا إلى الفرع برفقة أمهاتهم اللاتي اعتقلن من قبل قوات النظام.

ويتحدث الحمادة عن أحد أطفال مدينة داريا الذي أحرق السجانون جسده بمادة النحاس، حيث شوه وجهه ومن ثم تعرض للحرق من ظهره، وعلى الرغم من محاولة المعتقلين تبريد جسد الطفل إلا أنه لم يبق على قيد الحياة أكثر من يومين.

ومن بين أسماء المتورطين في التعذيب في فرع الجوية ومشفى المزة العسكري الـ "601" بحسب الحمادة (سهيل زمام، وعبد السلام من الفوعة بريف إدلب، وعبد الكريم عباس، وفواز ضبيع، وحافظ سليمان، وكمال سلامة، وهيثم مرهج، ومصطفى عازار).

وختم الحمادة حديثه لـ"السورية نت" في أنه يعمل حالياً لفضح ممارسات نظام الأسد بحق المعتقلين السوريين الذين لم تسعفه مفرداته في بعض الأحيان بالتعبير عما يتعرضون له من تعذيب قال إنه لا يخطر على بال بشر.

اقرأ أيضاً: قراصنة سوريون ينشرون أسماء 15 ألف مطلوب مدني وعسكري منشق موزعة على الحواجز

المصدر: 
خاص - السورية نت

تعليقات