خبراء: تعزيز الوجود الروسي في سورية سيشكّل تحدياً لواشنطن

أثارت الفكرة التي طرحها رأس النظام السوري، بشار الأسد من العاصمة الروسية موسكو اهتمام خبراء أمريكيين، وبينما أبدى تأييده لتوسيع الوجود الروسي في سورية اعتبر هؤلاء الخطوة أنها ستشكّل “تحدياً لإدارة الرئيس جو بايدن”.

وقبل أيام نقلت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” عن الأسد وصفه لتوسيع الوجود العسكري الروسي في سورية على أنه “فكرة جيدة”، في حال كان لدى موسكو رغبة في ذلك.

وأضاف رأس النظام في أعقاب زيارته الرسمية إلى موسكو”: “إذا كانت لدى روسيا رغبة في توسيع قواعدها أو زيادة عددها في سورية، فهذه مسألة فنية أو لوجستية، ونحن نعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا أمر جيد”.

وعندما تدخل بوتين عسكرياً في سورية عام 2015، ساعد ذلك في ترجيح كفة الميزان لصالح الأسد، وضمن بقائه في كرسي الحكم، على الرغم من المطالب الغربية بالإطاحة به.

ومنذ تلك الفترة وقبل ذلك بسنوات شن الأسد حرباً على شعبه، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500000 شخص، بما في ذلك الضحايا الذين قضوا، باستخدام الحرب الكيماوية، كما حصل في الغوطة الشرقية وخان شيخون بريف إدلب.

ويشير تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، اليوم الاثنين، إلى أن “الاتفاق بين الأسد وبوتين حول فكرة التوسيع، وهما اثنين من أكبر أعداء أمريكا يثير أسئلة جديدة حول ما إذا كانت إدارة بايدن في موقف دفاعي وتفقد نفوذها بسرعة في منطقة حرجة من العالم”.

ويقول التقرير نقلاً عن خبراء إن “الوجود المعزز المحتمل للقوات الروسية والقواعد العسكرية في سورية سيشكل تحدياً آخر لسياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط”.

ويرى خبراء الأمن القومي الأمريكيون أن الصين وروسيا تتفوقان على الولايات المتحدة في منطقة كان لواشنطن فيها تاريخياً نفوذاً كبيراً.

وقالت ريبيكا كوفلر، المحللة السابقة في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إن بوتين بدأ يتفوق على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مع الرئيس أوباما، وعندما كان بايدن نائبه.

وتضيف بحسب ما ترجمت “السورية.نت”: “لقد خدع بوتين أوباما ووكيله بايدن بالسماح للروس بنقل أسلحة كيماوية من سورية، في عام 2013. وبدلاً من ذلك، رأى الروس فرصة واغتنموا الفرصة لتعزيز وجودهم العسكري، في محاولة لقلب التوازن في الشرق الأوسط لمصلحة روسيا”.

“بوتين يبني تحالفا مناهضا للولايات المتحدة: روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية وسورية”.

وحذّرت كوفلر من أن “وجود المزيد من القواعد في سورية مفيد لروسيا ومن المرجح أن يقبل بوتين العرض”، موضحة أن “توسيع موطئ قدم روسيا في المنطقة يمنح بوتين مزيداً من النفوذ والقوات الروسية المزيد من الفرص لجمع المعلومات الاستخبارية حول تكتيكات الحرب الأمريكية، والمعدات العسكرية، وما إلى ذلك”.

من جانبه قال مايكل روبين، وهو زميل كبير وخبير في الشرق الأوسط في معهد “إنتربرايز” إن “الوقوف إلى جانب الحلفاء أمر مهم”، وإن “روسيا وقفت إلى جانب حليفها دون أي قلق. لن يكافئ الأسد بوتين فحسب، بل ترسل هذه الخطوة إشارة إلى كل طرف آخر”.

وإلى جانب قاعدة حميميم الجوية، التي تشن منها روسيا ضربات جوية دعماً للأسد، تسيطر موسكو أيضاً على منشأة طرطوس البحرية في سورية، موطئ قدمها البحري الوحيد في البحر المتوسط، والمستخدمة منذ أيام الاتحاد السوفيتي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في يناير/كانون الثاني الماضي إن روسيا والنظام السوري أعادا ترميم قاعدة الجراح الجوية العسكرية في شمال سورية، لاستخدامها بشكل مشترك.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا