“أبو حمزة”..لسان “تنظيم الدولة” الذي نطق باسم القرشي “خليفة”

في أكتوبر /تشرين الأول 2019، وبينما كان العالم ينتظر الاسم الذي سيخلف “أبو بكر البغدادي” في زعامة تنظيم “الدولة الإسلامية”، نشرت “شبكة الفرقان” تسجيلاً صوتياً لشخص يدعى “أبو حمزة القرشي”، وقالت إنه “الناطق الجديد” الذي حلّ محل “أبو حسن المهاجر”.

في ذلك الوقت أعلن “أبو حمزة” أن “أبو إبراهيم القرشي”، المعروف باسم “عبد الله قرداش” هو الزعيم الجديد للتنظيم، مشيراً إلى أن “مجلس الشورى اجتمع بسرعة لاختيار من يحل محل البغدادي”، وداعياً “المسلمين إلى مبايعة الزعيم الجديد”.

وقبل أيام قتل “الخليفة الجديد”، لكن الناطق “أبو حمزة” ما يزال على رأس عمله، وهو الشخص الذي لا تُعرف جنسيته ولا حتى صورته، بينما يرجح مراقبون أنه “عراقي على أساس اللهجة التي يتحدث بها”.

ويعتبر “أبو حمزة” ثالث الأشخاص الذين نطقوا باسم التنظيم، بعد “أبو حسن المهاجر”، الذي قتل بغارة جوية أمريكية في عام 2019، عقب وقت قصير من مقتل “البغدادي”.

بينما كان الناطق الأول “أبو محمد العدناني”، واسمه الحقيقي طه صبحي فلاحة، فيما كان يوصف بـ”الرجل الثاني في تنظيم الدولة الإسلامية بعد البغدادي”.

“خمس صوتيات”

ومنذ الإعلان الأول عن تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسورية، لم تقل أهمية الناطق باسمه عن القائد العام.

وخلال عهد “البغدادي” صدرت لـ”العدناني” و”المهاجر” عشرات التسجيلات، وبينما أعلنوا فيها عن مسار العمليات العسكرية والأمنية على مختلف الجغرافيا، روجوا فيه لفكر التنظيم والإيديولوجيا الخاصة به.

أما في أثناء تولي “القرشي” الزعامة فقد اختلف الأمر قليلاً، ليتحول “الناطق” إلى الشخص الأبرز على ساحة العمليات، وذلك من حساب الطرف الأول، والذي انعدم ظهوره شخصياً وغابت تسجيلاته الصوتية أيضاً.

وبحسب ما رصد فريق “السورية.نت”، فقد بلغت التسجيلات الصوتية للناطق “أبو حمزة القرشي” منذ صعوده إلى المنصب خمسة تسجيلات.

وفي التسجيل الأول الذي نشرته “شبكة الفرقان الإعلامية”، في 31 أكتوبر /تشرين الأول 2019، أعلن “أبو حمزة” أن “أبو إبراهيم القرشي” هو “خليفة البغدادي، وتجب مبايعته”.

وبعد أشهر قليلة وفي 27 يناير /كانون الثاني 2020، ألقى “أبو حمزة” كلمة صوتية، دعا فيها أتباع التنظيم في جميع أنحاء العالم للسفر إلى أقرب منطقة تنشط فيها خلايا الأخير، والانضمام إلى معسكرات تدريبه.

كما دعا “أبو حمزة”، آنذاك إلى “ذبح اليهود داخل فلسطين وخارجها، وأينما وجدوا، وإلى زيادة الضربات ضد الأعداء، باستخدام القناصة والعبوات الناسفة وكواتم الصوت والأفخاخ المتفجرة”.

في 28 مايو /أيار 2020 نشرت “شبكة الفرقان” صوتية أخرى لـ”أبو حمزة” نقل فيها “تحيات أبو إبراهيم، ودعوته لمواصلة حرب الاستنزاف”.

ووصف “فيروس كورونا” في ذلك الوقت بأنه “عقاب إلهي للصليبيين، الذين يواجهون البؤس من خلال عمليات الإغلاق والجثث في الشوارع”.

وقال “أبو حمزة” إن “كورونا “أبعد أعداء التنظيم وأبقاهم مشغولين”، واعداً “بتغييرات كبيرة في المنطقة ستوفر فرصاً أكبر”.

وتعتبر “شبكة الفرقان” الوسيلة الإعلامية الأولى والأبرز التي أنشأها تنظيم “الدولة”، وأطلقها في العام 2006 في أثناء التسمية السابقة “دولة العراق الإسلامية”.

وهذه الشبكة أنتجت تحت اسمها عشرات الإصدارات والأفلام الدعائية للتنظيم، باللغات العربية والإنكليزية.

“رسائل للعرب والعشائر”

ولم تقف تسجيلات “أبو حمزة” الناطق الذي ما يزال بمنصبه حتى الآن على ما سبق.

وأصدر في 18 أكتوبر / تشرين الأول 2020 تسجيلاً صوتياً عبر “أعماق”، ودعا فيها إلى “الإطاحة بحكام العرب المستبدين”، في خطوة تزامنت مع اتفاقيات التطبيع التي بدأتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل.

كما دعا الناطق “عناصر وأنصار تنظيم الدولة الإسلامية في السعودية وإفريقيا إلى مهاجمة المواطنين والمصالح الغربية”.

بينما كان آخر تسجيل له في 22 يونيو/حزيران 2021، وفيه جدد تهديده ضد “مقاتلي العشائر السنية المتحالفين مع الحكومة العراقية”، مشيداً أيضاً بعناصر التنظيم في وسط وشمال العراق، ومطالباً بـ”كسر الأسوار”، للإفراج عن السجناء.

ووجه القرشي عناصر التنظيم “ليشددوا” في استهداف وعمليات اغتيال القضاة والمحققين، المسؤولين عن عمليات التحقيق وإصدار الأحكام القضائية ضد عناصر التنظيم، “انتقاماً للأسرى”، بحسب قوله.

ولم يقتصر خطاب القرشي الذي حمل عنوان “وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين” ومدته حوالي 37 دقيقة، الحديث عن العراق وسورية فقط، إذ وجه رسائل لكافة مناطق تواجد عناصر التنظيم كليبيا وسيناء في مصر، وخاصة عمليات التنظيم في القارة الإفريقية مؤخراً.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا