أزمة مياه الباب تتجدد.. تحذيرات ومخاوف على حياة 320 ألف نسمة

حذرت تقارير إنسانية من استمرار أزمة المياه الصالحة للشرب، التي تعاني منها مناطق في ريف حلب الشمالي، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وما رافقها من جفاف للآبار وانخفاض منسوب المياه.

وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في تقرير له، اليوم الثلاثاء، إن أزمة المياه الحالية التي تشهدها منطقة الباب وجرابلس وتادف والقرى المحيطة بها، تهدد حياة أكثر من 320 ألف نسمة من قاطني تلك المناطق، وسط غياب الحلول الجذرية.

وأضاف أن غياب الحلول فاقم من الأزمات المادية التي يعاني منها المواطنون في تلك المناطق، والذين أصبحوا مضطرين لشراء المياه من الصهاريج، حيث وصل سعر برميل المياه إلى 11 ليرة تركية في تلك المناطق، ما يعادل 0.70 دولار أمريكي.

إلى جانب ذلك، تسود مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة اعتماد بعض الأهالي على مياه الآبار غير المعقمة وغير الصالحة للشرب، نتيجة عدم قدرتهم على شراء المياه من الصهاريج.

وبحسب التقرير، فإن الاعتماد الكبير على المياه الواردة من الآبار أدى إلى جفاف معظمها وتلوث بعضها، إلى جانب انخفاض منسوب المياه الجوفية ما يزيد خطر الجفاف.

وجاء فيه: “نحذر كافة الجهات من استمرار أزمة المياه وخاصةً في ظل تفاقم الظروف المعيشية للأفراد وارتفاع أسعار مياه الشرب في العديد من المدن والأرياف، ووجود نسبة كبيرة من السكان لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة بشكل منتظم، والتي ستشكل تهديداً فعلياً للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للسكان في أماكن وجودهم، أو ستجبرهم على النزوح إلى أماكن أخرى بحثاً عن الوصول المستدام إلى كميات كافية من المياه بجودة مقبولة”.

يُشار إلى أن مدينة الباب والقرى المحيطة بها تعاني من أزمة مياه، منذ سنوات، إذ كانت المنطقة قبل ذلك تتغذى من محطة عين البيضاء الخاضعة حالياً لسيطرة نظام الأسد.

وتؤكد السلطات القائمة في المنطقة، أن خط المياه الواصل بين محطة مياه عين البيضاء وخزان مياه جبل عقيل في مدينة الباب، في حالة فنية جيدة وجاهز للعمل، إلا أن نظام الأسد قام بقطع الإمداد عن المنطقة، ما دفع الأهالي للاعتماد على مياه الصهاريج بشكل رئيسي.

146 ألف مستفيد..تزويد 17 محطة مياه في الباب بالدعم التشغيلي

وتعمل بعض المنظمات الإنسانية على تنفيذ مشاريع مياه من شأنها تخفيف حدة الأزمة، دون إيجاد حل جذري لها.

إذ عملت منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” على تنفيذ مشروع لدعم محطات مياه منطقة الباب، وتزويدها بالدعم التشغيلي اللازم لاستمرار عملها، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.

وبدأ تنفيذ المشروع في سبتمبر/ أيلول الماضي، وانتهى تنفيذه أواخر شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، في محطات المياه الموجودة في مدن الراعي وقباسين وصندي وسوسيان بريف حلب.

وكذلك افتتح المجلس المحلي في مدينة الباب، بالتعاون مع منظمة “إحسان” مشروعاً لضخ المياه إلى المدينة، حيث تم الإعلان عنه عام 2019، ورأى النور في صيف عام 2020.

أزمة نقص المياه تهدد نحو 300 ألف نسمة في مدينة الباب ومحيطها

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا