إدلب.. “مراكز الحماية” مساحة آمنة لرفع قدرات ذوي الإعاقة (صور)

توصف المشاريع الموجّهة لذوي الإعاقة، والتخصّصية على وجه التحديد بـ”الخجولة” ضمن مجتمع مناطق شمال غربي سورية، في وقتٍ تتوجّه فيه المنح الدولية نحو مشاريع الاستجابة للكوارث الإنسانية.

وعلى الرغم من غياب مشاريع تغطّي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف فئاتهم العمرية خلال ظروف الحرب، تأتي “مراكز الحماية” لتقدم دوراً بديلاً يرفع كفاءاتهم ويطوّر من مهاراتهم، فضلاً عن جلسات وأنشطة ومبادرات تجول في مختلف المناطق.

وتستقبل خمسة “مراكز حماية” تتبع لمنظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” أحد مشاريع “المنتدى السوري”، وحوالي 9 فرق جوّالة، أعماراً مختلفةً من ذوي الإعاقة ضمن أنشطتها في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، في محاولةٍ مجتمعية لكسر حالة العزلة عن هذه الفئة، ورفع قدراتها وتطويرها.

“الأنشطة والأهداف”

يقول محمد ديب غزال وهو مستشار برنامج الحماية في “إحسان”، إنّ “فئة ذوي الإعاقة تشملها جميع النشاطات المقدّمة ضمن المراكز، وأبرزها أنشطة حماية المرأة والطفل، وتتضمن أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والنساء وأنشطة رفع الوعي وإدارة الحالة والمهارات الوالدية، إلى جانب التدريبات المهنية المخصصة للسيدات”.

“إبداع المرأة” في اخترين..مساحة تدريبية لتأهيل سيدات وتحقيقهن الاكتفاء الذاتي

وتهدف الأنشطة والجلسات الموجّهة لذوي الإعاقة، بحسب حديث غزال لـ”السورية.نت” إلى “دمج الأطفال وتخفيف معاناتهم، من خلال إشراكهم في جميع المهام والمناسبات، وكذلك توعية الأهل على قدرات الأطفال من ذوي الإعاقة، وحاجتهم إلى الدعم في ذات الوقت”.

ويضيف أن الجلسات تهدف أيضاً “إلى تشجيع هذه الفئة للخروج من العزلة وتضمينها في المجتمع بكافة أدواره”، أما للأطفال فيتابع غزال: “الجلسات تعمل على تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، والإضاءة على قضية التنمّر التي يتعرضون لها، والعمل على التّخلص منها”.

أنشطة مراكز الحماية في منظمة "إحسان" الموجّهة لذوي الاحتياجات الخاصة (السورية.نت)
أنشطة مراكز الحماية في منظمة “إحسان” الموجّهة لذوي الاحتياجات الخاصة (السورية.نت)

ويرى غزال أن أهداف مراكز الحماية مع فئة “ذوي الإعاقة” هو العمل على إتاحة الفرص أمامهم للانخراط في المجتمع، للتمتع بحقوقهم كاملة في الحياة العادية، والتفاعل مع الآخرين.

واستقبلت مراكز الحماية من ذوي الاحتياجات الخاصة حوالي 173 رجلاً و108 سيدات وحوالي 290 طفلاً، و542 فتاةً خلال عام 2021 ـ 2022.

“تحديات”

جميلة عزو وهي مشرفة تقنية في “مركز تمكين المرأة” في منطقة أرمناز تقول لـ”السورية.نت” إنّ “الغاية من نشاطاتهم هي دمج ذوي الإعاقة مع الأفراد، من خلال الجلسات التي يقدمها المركز، مع مراعاة الفروق الفردية للأشخاص”.

وتوضح جميلة أن “مركز الحماية يعمل على تكييف أنشطة ووسائل المركز مع ذوي الإعاقة”.

وتوفر “مراكز الحماية” عدة وسائل للمساهمة في استقطاب ذوي الإعاقة منها “الكراسي المتحركة والمساند الحديدية ومواصلات”، فضلاً عن تخصيص طابق سفلي لتسهيل الوصول ومصبّ إسمنتي منحني.

أنشطة مراكز الحماية في منظمة "إحسان" الموجّهة لذوي الاحتياجات الخاصة (السورية.نت)
أنشطة مراكز الحماية في منظمة “إحسان” الموجّهة لذوي الاحتياجات الخاصة (السورية.نت)

وتشير جميلة إلى أنّ “أنشطة المركز تركز في منخى آخر على ذوي الإعاقة الحركية والحسية (البصرية والسمعية)، وتشمل الأنشطة الكتابة والتحدث والرسم والحركة”.

وحول أبرز الصعوبات التي تواجه “مراكز إبداع المرأة” تقول جميلة إنّ “التحدي يكمن في التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية، على اعتبار أنّ المراكز تفتقر لأنشطة مخصصة لهذه الفئة”.

وجميلة هي واحدة من 29 عاملاً في مراكز الحماية التابعة لمنظمة “إحسان” خضعوا لتدريبات عديدة.

وتركّز هذه التدريبات على إرشادات التعامل مع ذوي الإعاقة، وتسهّل تقديم النشاطات المختلفة لهم.

“مشاريع توليد دخل”

ولا تقتصر أنشطة مراكز الحماية الموجّهة لذوي الإعاقة على الجلسات والأنشطة الترفيهية أو الاجتماعية وأنشطة الدعم النفسي، بل تمتد لتأمين دخل ثابت للسيدات من خلال نشاط “توليد الدخل”.

تتحدث جميلة عن سيدة تعاني من إعاقة حركية بالقدم كانت مستفيدة من إحدى الجلسات في مخيم للنازحين بريف إدلب، ونجح المركز في تأمين فرصة دخل لها.

وتقول إنّ “السيدة بعد حضورها المركز وتدريبات الدعم النفسي والتمكين المهني لوحظ تطورها الكبير في المهارات الشخصية، الأمر الذي أدى لدمجها في نشاط توليد الدخل لإقامة مشروعها الخاص وتوفير دخل يومي لها ولعائلتها”.

وتوضح ذات المتحدثة أنّ “السيدة حصلت على المواد اللازمة لإطلاق مشروع تربية الأغنام (أغنام وأعلاف)، وتدير اليوم مشروعها الخاص، وتوفر دخلاً لعائلتها، مكّنها في ذلك حضورها تدريب إدارة المشاريع الصغيرة، والتي ساعدها في الحصول على معلومات كافية في إدارة رأس المال وتطوير الدخل”.

شمال سورية.. سيدات ينجحن بـ”مشاريع صغيرة” بعد رحلة “بناء القدرات”

“مبادرات مجتمعية”

في غضون ذلك أطلق مركز كللي المجتمعي التابع لـ”إحسان”، مشروع (246) ويستهدف عبر فرق جوالة وثابتة عديدة ذوي الإعاقة بأنشطة ومسابقات ومبادرات.

ويوضح مروان عبدو مسؤول المشروع، أنّ “فريق المحرّكين المجتمعيين في المركز، أسس 6 لجان مجتمعية، ذكوراً وإناثاً، بالتنسيق مع المجتمع في مدينة الأتارب غربي حلب وبلدتي كللي وقورقانيا شمالي إدلب”.

و”وتمخّض عن عدة لقاءات فيما بينها مبادرات تستهدف ذوي الإعاقة والأصحّاء على حدٍ سواء، وتهدف بالدرجة الأولى إلى دمج الفئتين وإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة للانخراط في الحياة الطبيعية، للمساهمة في تقدير مشكلاتهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة”.

وبدأ المشروع، بحسب مروان، خلال شهر يناير / كانون الثاني الماضي، وتضمن 18 مبادرة منها “بطولة الشطرنج، وحلاقك لباب بيتك وبكرا أحلى وكن صديقي”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا