بايدن ليس أوباما: 2021 للانتقام من حزب الله

لم يأت مؤتمر الدعم الإنساني للبنان بخلاف ما كان متوقعاً. وخلاصته: لا مساعدات من دون إصلاحات. فالرؤية الدولية تتبلور أكثر فأكثر عن الطبقة السياسية اللبنانية: لا تريد أو قاصرة عن تنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية. والنتيجة: الانهيار سيستمر إلى أن ينتهي كل شيء، ليبدأ البحث عن نموذج جديد يؤدي إلى حلول وإصلاحات.

سياسة الأحقاد
وما ينطبق على المعضلات الإدارية والمالية والاقتصادية لا ينفصل عن المعضلة السياسية. والقوى الدولية الخبيرة بالشأن اللبناني صارت عليمة بأن لا سياسة في لبنان، بل أحقاد سياسية، وشهية السياسيين مفتوحة على حروب تصفية الحسابات.
أحقاد وتصفية حسابات تجري على مرأى العالم، وعلى وقع عقوبات أميركية قاسية على القوى السياسية، وحصار مطبق يعانيه لبنان، الذي لن يحصل بعد اليوم سوى على مقومات غذائية وطبية تقي شعبه الجوع. وعدا ذلك الضغوط الدولية مستمرة، ومعارك السياسيين الداخلية مستعرة على كل شيء: من تشكيل الحكومة، إلى الخلاف على الصيغة السياسية وتركيبة النظام وإرساء نموذج سياسي – اقتصادي جديد. فلبنان الطائف وما قبله معرض للانهيار، ولا بد من إعادة التفكير في تركيبه وبنائه مجدداً.

وفي انتظار ذلك تستمر الضغوط الخارجية والعقوبات الأميركية. وتفتح القوى السياسية الداخلية المتفسخة مزيداً من ملفاتها ومعاركها. ولا هدف لكل منها سوى استهداف خصومه: في المصرف المركزي والمصارف، في الوزارات والإدارات والمصالح المستقلة..

جبهات ومتاريس

كلٌ يحاول أن يقتطع جزيرة وعنواناً أو مسألة مطلوبة دولياً وعالقة (التحقيق المالي الجنائي، ترسيم الحدود، المبادرة الفرنسية، تشكيل الحكومة) للحصول على غطاء دولي. فعون مثلاً يحمل لواء التدقيق الجنائي المطلوب أميركيا وفرنسياً. وخصومه يطالبون بتدقيق في وزارة الطاقة. وآخرون يشددون على لعبة استفادة حزب الله من المصرف المركزي والقطاع المصرفي للإلتفاف على العقوبات.

في هذا الإطار يستمر فتح ملفات ضباط سابقين في المؤسسة العسكرية، للتذكير بأفكار جرى التداول بها سابقاً: إحتمال لجوء الولايات المتحدة الأميركية إلى فرض عقوبات على ضباط سابقين في الجيش، لتحذير الضباط الحاليين من استمرار تعاونهم وتنسيقهم مع حزب الله.

الأمر نفسه ينطبق على المصرف المركزي، بعد رسائل تحذير كثيرة جاءت من الخارج، ورفض الأميركيين تولي أي شخص محسوب على حزب الله وزارة المالية. ويندرج في هذا السياق الهجوم الذي شنته صحف أميركية على مصرف لبنان وحديثها عن أن بعض العاملين فيه نجحوا في الالتفاف على العقوبات الأميركية وتمرير مصالح حزب الله المالية. وهذه سيكون لها تبعات كثيرة مستقبلاً، وقد يكون ذلك مقدمة لفرض عقوبات على مسؤولين في المصرف المركزي.

وليس من تحرك على خطّ تشكيل الحكومة. الجميع يراهن على مغادرة الإدارة الأميركية الحالية ومجيء إدارة جو بايدن، لعلّها تخفف الضغوط وتسمح للقوى اللبنانية في تمرير تشكيلة حكومية واقعية لا تستدعي رد فعل أميركية تفرض عقوبات جديدة

هذا كله يحصل فيما تشهد المنطقة توتراً وتصعيداً في الأسابيع المقبلة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وسط مخاوف من استمرار العمليات الأمنية النوعية المتفرقة.

انتقام من حزب الله

طهران ومن خلفها حزب الله يراهنان على إدارة جو بايدن لتخفيف الضغوط والعودة إلى الاتفاق النووي. لكن معطيات أخرى من واشنطن تفيد أن السياسة الأميركية القائمة لن تتغير.

وتكشف معلومات أن مسؤولين أميركيين في مؤسسات عديدة، كانوا متشددين في لقاءاتهم مع الرئيس المنتخب جو بايدن، لئلا يكرر ما فعله أوباما مع إيران، لان المسألة تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

وتكشف معلومات أيضاً أن هؤلاء المسؤولين حصلوا من بايدن على تعهد يتعلق باستمرار التشدد مع حزب الله. وأكثر من ذلك يقول هؤلاء إن العام 2021 سيكون عام “الانتقام من حزب الله” بمفعول رجعي بناء على مواقف أطلقها مسؤولون أميركيون، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو ضد الحزب، مذكرين بتفجير المارينز في العام 1983 في بيروت.

المصدر المدن


المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قد يعجبك أيضا