بينها شركة تركية.. وثائق مسربة تكشف صفقات نفط “مشبوهة” مع نظام الأسد

كشفت وثائق “فينسن” المسرّبة من قبل “شبكة التحقيق في الجرائم المالية”، عن صفقات نفط مشبوهة بين شركات أجنبية ونظام الأسد، الخاضع لعقوبات أمريكية وأوروبية.

ونشر موقع “دويتشه فيله” الألماني، في تقرير له أمس الثلاثاء، جزءاً من الملفات المسربة، التي أشارت لوجود تجارة نفط دولية مع نظام الأسد، رغم حظر ذلك، كاشفةً عن دور “خارق” لأكبر شركة نفط تركية في تلك الصفقات.

وبحسب الوثائق، فإن شركة البيتروكيماويات الرائدة في تركيا “Petkim” شاركت في عمليات “غير قانونية” في سورية، إلى جانب شركتي “Blue Energy” و”petrokim trading” العالميتين، إلا أن الشركة التركية رفضت التعليق على تلك المزاعم، رداً على استفسارات صحفية.

وتحدثت وثائق “فينسن” أن الشركات السابقة أبرمت 12 صفقة “مشبوهة” مع نظام الأسد، بقيمة وصلت إلى 11.7 مليون يورو، وذلك خلال عام 2014، أي في فترة خضوع النظام لعقوبات أوروبية وأمريكية، تحظر التعامل التجاري والمالي معه.

صفقات أدت لمقتل 20 بحاراً

تحدثت وثائق “فينسن”، التي تم التحقق منها من قبل “الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين”، عن مقتل 20 بحاراً خلال صفقة لنقل مواد “غير مشروعة” من شبه جزيرة القرم إلى سورية.

وفي تفاصيل الحادثة، التي تعود لتاريخ 21 يناير/ كانون الثاني 2019، فإن ناقلتي نفط انطلقتا من مضيق كيرتش، في شبه جزيرة القرم، حيث حاول طاقم الناقلتين نقل الغاز المسال من سفينة إلى أخرى وسط البحر، إلا أن العملية فشلت وأدت إلى انفجار هائل تسبب بمقتل 20 بحاراً.

وبحسب الوثائق لم تتمكن قوارب البحث والإنقاذ من الوصول إلى مكان الحادثة، لأن ناقلتي النفط عملتا على تعطيل أنظمة الرصد، خوفاً من السلطات، ومع ذلك نجا 14 شخصاً من طاقم الناقلتين، وغالبيتهم من المواطنين الأتراك والهنود.

وعقب الحادثة، اكتُشف أن الناقلتين اللتين ترفعان العلم التنزاني، كانتا مدرجتين على القائمة السوداء للولايات المتحدة الأمريكية، بسبب انتهاكهما العقوبات المفروضة على النظام السوري.

التفاف على العقوبات

يخضع نظام الأسد لعقوبات أمريكية وأوروبية، منذ عام 2011، تحظر شراء ونقل النفط والمنتجات البترولية من وإلى سورية، وذلك على خلفية ممارسات النظام القمعية للاحتجاجات السلمية في ذلك الوقت.

إلا أنه في عام 2015، استهدفت العقوبات الأمريكية أفراداً وشركات بشكل مباشر، لتزويدها النظام بمنتجات الطاقة، والتفافها على العقوبات الدولية.

حيث أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية شركة “Mileniyum Energy”، المسجلة في بنما وتعمل في تركيا، على قائمة العقوبات، بسبب شحنات نفط منتظمة إلى ميناء بانياس السوري، كما تم وضع مدير الشركة واثنين من أفرادها على القائمة السوداء.

ومع ذلك، التفت الشركة على العقوبات، واستمرت بتسيير ناقلات نفط نحو سورية، تحت اسم جديد (مايسترو)، وهي الناقلة التي اشتعلت فيها النيران عام 2019.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا