سابقة خطيرة تهدد الأكاديميين..استنكار واسع وتضامن مع جامعة “الشام”

استنكرت نقابات وتجمعات مهنية وأكاديمية في شمال غربي سورية، حادثة الاعتداء على كادر جامعة “الشام” في محيط مدينة اعزاز بريف حلب.

وكانت “جامعة الشام”، ومقرها اعزاز بريف حلب، أعلنت اليوم، تعليق الدوام والامتحانات المقررة حتى إشعار آخر، على خلفية اعتداء مجموعة مسلّحة على كادرها التدريسي.

وقالت الجامعة في بيان صادر، اليوم الاثنين، “نظراً للاعتداء السافر من قبل مجموعة ملثمة على الجامعة ورئيس الجامعة والمدرسين، توقف الامتحانات والدوام الرسمي للكادر والإداريين وتغلق الجامعة حتى إشعار آخر”.

وعلّقت الجامعة الدوام حتى “يتم معرفة هذه المجموعة المسلحة والتحقيق معها ورد الحق لأصحابه من قبل الجهات المعنية”.

وأصدرت تجمعات نقابية ومهنية وتعليمية وإعلامية وغيرها، بيانات  أدانت فيها حادثة الاعتداء على حرم الجامعة والكادر التدريسي.

وقال بيان لـ”النقابات المهنية والعلمية والاتحادات الحرة”، إنّ “ما حصل يشكل سابقة خطيرة جداً، واعتداء غير مسبوق على الكوادر العلمية الأكاديمية التي لم تقترف ذنباً ولم تحمل سلاحاً غير العلم والقلم، ويشكل تهديداً للتعليم العالي وكوادرها في مختلف الجامعات العاملة في المناطق المحررة”.

وطالب البيان بضرورة “التحرك ومحاسبة المعتدين والضرب بيد من حديد على كل من شارك بهذا الاعتداء”.

من جانبهم أصدر كل من “اتحاد الإعلاميين السوريين واتحاد إعلاميي حلب وريفها ورابطة الإعلاميين السورييين”، بياناً أدانوا فيه الحادثة.

وطالب البيان “قيادة الجيش الوطني والشرطة العسكرية بإنزال أقسى العقوبات بحق هذه العصابة المنفلتة التي لم ترع حرمةً للعلم وأهله”.

بيان التجمعات الإعلامية
بيان التجمعات الإعلامية

كما أصدر “مجلس التعليم العالي” التابع لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، بياناً، أكد فيه “التضامن المطلق مع جامعة الشام والوقوف مع طلابها وكادرها التدريسي والإداري ضد هذا الاعتداء”.

وأعلن المجلس “رفع دعوى قضائية باسم مجلس التعليم العالي بصفته الاعتبارية على المجموعة المعتدية وكل من ثبت له علاقة بذلك”.

كما قرر “اتخاذ الإجراءات المسلكية ضمن القوانين الجامعية بحق المتورطين بعد انتهاء التحقيق”.

“حادثة صادمة”

من جهتها، أعلنت “جامعة حلب في المناطق المحررة”، اليوم تضامنها مع جامعة “الشام” وكوادرها، وعلّقت في بيانٍ لها، العملية التدريسية والأنشطة الطلابية حتى تتم محاسبة المعتدين وفق القضاء العادل.

وقالت إنّ “هذا الاعتداء لا يمس جامعة شام فحسب إنما يمس كل جامعات الثورة”.

بيان جامعة حلب في المناطق المحررة
بيان جامعة حلب في المناطق المحررة

بدوره، اعتبر الدكتور عبد العزيز الدغيم، رئيس الجامعة، أنّ حادثة الاعتداء “كانت سابقة مزعجة في المناطق المحررة، قضية ما عهدنا أن يقوم فيها فريق مسلح ملثم، بالاعتداء على كادر تدريسي سواء في مدرسة أو جامعة”.

ويتابع:”سارعنا نحن في جامعة حلب، بإصدار بيان استنكار لهذا الاعتداء الغاشم، على زملائنا في الكادر التدريسي وطالبنا بمحاسبة المعتدين، من قبل وزارة الدفاع والجهات الأمنية، والقبض عليهم وإحالتهم للقضاء”.

وعقب بيان الجامعة، أُقيمت وقفة احتجاجية ضمّت أكاديميين ومحاضرين في الجامعات، تنديداً بالحادثة، حملت لافتات استنكرت الاعتداء وطالبت بالتسريع بمحاسبة المعتدين.

ويضيف الدغيم:”القضية ليست قليلة.. أنا منذ 32 عاماً في التعليم العالي، لم أشهد مثل هذه الحادثة إطلاقاً، وتأتي قسوتها من أنها في المناطق المحررة البعيدة عن سلطات الإجرام، في الحقيقة حادثة صادمة”.

وأكد أنّه “بحال لم يحصل تضامن وتظافر جهود من قبل المخلصين، سنشهد مراحل أخرى من الفوضى، وهو ما لا نريد لمناطقنا المحررة وثورتنا المباركة”.

“الأكاديميون مهددون”

واعتبر الدكتور عماد برق، وهو أستاذ جامعي في الشمال السوري، أنّ الحادثة “سابقة خطيرة جداً، لما لها أثر على أمان الأكاديميين في المنطقة”.

ويضيف برق لـ”السورية.نت”، أن “هذا النوع من الحوادث ـ مع الأسف الشديد ـ تدفع الأكاديميين للهجرة خارج البلاد، في الوقت الذي نبذل فيه جهداً كبيراً لاستقطاب ما أمكن من الأكاديميين وحملة الشهادات للبقاء في المنطقة والمساعدة في بناء الأجيال تعليمياً”.

وأشار إلى أنّ الحادثة “التي مثّلت اعتداءً من المؤسسة العسكرية على المؤسسة التعليمية استهدفت هيبة الأكاديميين والمؤسسات التعليمية في المنطقة”، مطالباً بـ”موقف حازم اتجاه كل من تعدى على الأكاديميين وعلى حرمة الجامعة”.

ويتابع: “التعدي اليوم على الأكاديميين، هو تعدٍ على نخبة المجتمع، لأنها الطبقة التي تبني الأجيال، فالاعتداء عليهم، سيؤثر على كل طبقات المجتمع”.

وقال أيضاً:”بعد هذه الحادثة نحن مهددون.. الأكاديمي يحتاج لبيئة آمنة، حتى يعد الأبحاث ويعمل بجدّ، لكن اليوم من الممكن أن يفكّر بخيار الخروج خارج البلد”.

“الحادثة ناقوس الخطر”

المحاضر في جامعة “الشام”، محمد البقاعي، قال لـ”السورية.نت”: إنّ “أي عملية تعليمية جامعية تحتاج حتى تنجح لعدد من الشروط والمتطلبات، وواحدة من هذه الشروط هي وجود الضمانة والحماية للبنية التعليمية والقائمين على العملية التعليمية”.

وأضاف: “حادثة اليوم، هي تهديد للعملية التعليمية ويشير إلى ضعف المؤسسات العسكرية في تأمين الحماية، ووصول السلاح إلى الحرم الجامعي يتطلب دق ناقوس الخطر لضرورة وجود عملية إصلاح في القطاع الأمني والعسكري في المنطقة”.

واعتبر أن “حالة التضامن وردة الفعل على الحادثة من باقي الجامعات والمؤسسات ووسائل الإعلام، تشي بوجود وعي بضرورة رفض هذه الحوادث، وهذا ممكن البناء عليه لعدم تكرار هذه الحوادث مستقبلا”.

“الفيلق الثالث يعتذر”

وبعد ساعات على الحادثة، أصدر “الفيلق الثالث” الذي تنضوي تحته “الجبهة الشامية” حيث تورطت إحدى مجموعاتها بالهجوم، بياناً اعتذر فيه لـ”جامعة الشام” عن “الواقعة المؤلمة التي حصلت من منتسبين لصفوفه”.

وقال البيان: “وقوفاً عند مسؤوليتنا فقد تابعنا منذ اللحظات الأولى الأفراد الذين قاموا بهذا الفعل وتم اعتقالهم وسيتم تقديمهم للقضاء أصولاً لينالوا جزاءهم العادل”.

بيان الفليق الثالث
بيان الفليق الثالث

 

لمتابعة تفاصيل الحادثة: الاعتداء على رئيس جامعة “الشام” وكادرها التدريسي من طالب متنفذ في فصيل عسكري

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا