فاقت “الثورة الخضراء”..هل سحبت إيران ميليشيات من سورية لمواجهة الاحتجاجات

تحدث موقع “انتلجنس أون لاين” الفرنسي، عن سحب طهران مجموعات من ميليشياتها المنتشرة على الأراضي السورية، لقمع الاحتجاجات التي تتفاقم في مختلف المدن الإيرانية.

وذكرت عدة تقارير سحب روسيا عناصر وعتاد من سورية، من أجل زجها في الجبهة الأوكرانية، وهو ما اعتُبر فرصة لإيران، كي تحقق المزيد من السيطرة في سورية على حساب انحسار الحصور الروسي العسكري.

وتشهد إيران مظاهرات شعبية من أسابيع، تفجرت عقب مقتل الشابة مهسا أميني في أيلول / سبتمبر الماضي، بعد اعتقالها من قبل القوى الأمنية وتعذيبها.

وتحاول إيران التغطية على عمليات القمع التي تنتهجها عبر قواتها الأمنية ضد المتظاهرين، إلى أن كل هذه العمليات لم تثن المحتجين عن استمرار نشاطهم.

تواصل المظاهرات الإيرانية طرح تساؤلات حول قدرة السلطة الحاكمة في إيران، على قمعها عبر التشكيلات الأمنية في إيران، وإمكانية مغامرة إيران بسحب قسم من ميليشياتها من سورية.

هل سحبت إيران ميليشياتها؟

 

عنصر من ميليشيا فاطميون (فاطميون/تلجرام)

 

وقال الباحث في مركز “عمران للدراسات الإستراتيجية” نوار شعبان، إن المظاهرات الحالية هي أقوى من مظاهرات الحركة الخضراء عام 2009 (الثورة الخضراء)، والدليل على ذلك حجم التعتيم الإعلامي من قبل السلطة الإيرانية.

وأكد نوار شعبان في حديثه لـ”السورية نت”، أن إيران لم تسحب مجموعات من سورية لقمع المظاهرات، ولم يحصل تحرك بهذا الخصوص.

وأطلق اسم الحركة الخضراء على الاحتجاجات الشعبية في إيران بعد فوز محمود أحمدي نجاد بالانتخابات عام 2009 في جولة الإعادة على حساب مرشح المعارضة مير حسين موسوي، حيث اتهم المتظاهرون السطات بتزوير الانتخابات.

وشارك حينها ملايين الإيرانيين بالمظاهرات التي استمرت عدة أشهر، لكن السلطات استطاعت قمع المتظاهرين والقضاء على نشاط الحركة.

الباحث نوار شعبان، يرى أن إيران “لن تسحب ميليشياتها بأي مرحلة من المراحل في سورية، وهي ليست بحاجة لسحب أي عنصر”، لأن لديها اكتفاء واستباق أمني لمثل هذه الأمور.

وأوضح في حديثه لـ”السورية نت”، أن إيران دولة أمنية مبنية على ضوابط وأساسات استخباراتية، وهي جاهزة للتعامل مع أي مشاكل ومنها المظاهرات الحالية، ونظام طهران “على إدراك تام بالتوازن الأمني الذي أسسته بمختلف مناطق سيطرتها”.

ولدى إيران الكثير من الميليشيات داخل أراضيها، وحالياً هناك معلومات عن تشكيل جديد يسمى “صابرون” يتبع لـ”الحرس الثوري”، ويتعامل بعنف كبير مع المتظاهرين، بحسب شعبان.

وأدت عمليات قمع المتظاهرين إلى مقتل 506 أشخاص منذ بدايتها في 17 أيلول الماضي حتى يوم أمس، بحسب موقع “هرانا” لحقوق الإنسان.

ماذا جاء في التقرير الفرنسي

جاء في تقرير موقع “انتلجنس أون لاين” المنشور الجمعة الماضي، أن “الحرس الثوري” يعاني صعوبة في مواجهة المظاهرات الشعبية، ما دفعه لسحب مجموعات تابعة له من سورية والعراق ولبنان، إلى المناطق الإيرانية التي تشهد توتراً كبيراً نتيجة المظاهرات للحد من نشاطها.

وأعاد “الحرس الثوري” مجموعات كاملة من “لواء زينبيون” (ميليشيا شيعية باكستانية)، و”لواء فاطميون” (شيعة أفغان من أقلية الهزارة)، من جبهات قتال لم تعد بحاجة لتواجد هذه القوات فيها.

واستخدمت إيران شركتي طيران “ماهان اير” و”إيران اير” لنقل المقاتلين من سورية بـ”رحلات مكوكية”.

لكن الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، شكك عبر حسابه في “تويتر” بوجود رحلات “مكوكية”، وقال إن حركة الطيران طبيعية وليس فيها ما يثير الشك، و”شركة إيران اير لم تزر سورية أبداً”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا