مشروع للنظام برعاية أوروبية.. أهمية “استراتيجة” لمحطة مياه الخفسة بحلب

حصدت الزيارة التي أجراها وفد أوروبي إلى مناطق سيطرة النظام السوري، أمس الاثنين، اهتماماً كبيراً كونها الأولى من نوعها منذ عام 2011، خاصة أن توقيت الزيارة وهدفها وتبعاتها لا تزال محط التساؤلات.

البعثة الأوروبية إلى سورية قالت إن الزيارة جاءت ضمن مشاريع “التعافي المبكر” و”استثمار القدرة على الصمود”، والتي تهدف إلى الاستجابة للاحتياجات الإنسانية و”تجنب المزيد من التدهور”، خاصة ضمن قطاعي الكهرباء والمياه.

وضمن جولته التي شملت حلب وحمص وحماة، أجرى الوفد الأوروبي برفقة وفد أممي، زيارة إلى محطة مياه الخفسة في حلب، والتي سيطر عليها النظام مطلع عام 2017، وتتمتع بأهمية كبيرة كونها تغذي مساحات واسعة في المنطقة.

رعاية أوروبية للمشروع

رئيس البعثة الأوروبية إلى سورية، دان ستوينيسكو، قال في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أمس الاثنين، إنه أجرى زيارة إلى محطة مياه الخفسة في حلب، باعتبارها جزء من شبكة مياه الشرب الأوسع في سورية.

وأضاف أن المحطة تؤمن المياه لـ 3.2 مليون نسمة، مشيراً إلى أن إعادة تأهيلها كان جزءاً من مشروع رعاه الاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للاستثمار في البنية التحتية الضرورية للمياه في سورية.

وكتب في تغريدة أخرى: “كنت سعيداً أن أرى بنفسي كيف يقدم الاتحاد الأوروبي مثل هذا الدعم الأساسي لملايين السوريين في حلب، حان الوقت لكي يعرف السوريون المزيد عن كل الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء سورية”.

وكانت حكومة النظام أعلنت أواخر عام 2019 عن دخول محطة مياه الخفسة للخدمة مجدداً، بعد تأهيلها من الأضرار التي لحقت بها جراء العمليات العسكرية في المنطقة.

وأشارت إلى أن المحطة تؤمن يومياً 100 ألف متر مكعب من المياه لمدينة حلب، والمضخات قادرة على تأمين 325 ألف متر مكعب من المياه في المستقبل للمدينة.

وتتألف محطة مياه الخفسة من أربع مضخات تضخ 18 ألف متر مكعب من المياه في الساعة الواحدة، وتؤمن مياه الشرب لنحو 6 ملايين نسمة، بحسب حكومة النظام.

وبلغت كلفة مشروع محطة مياه الخفسة حوالي 4 مليارات و100 مليون ليرة سورية، وزعم النظام حينها أن المشروع رعته وزارة الموارد المائية التابعة له، دون أن يتطرق إلى الدعم الأوروبي للمشروع.

سوريون محرمون من مياه الخفسة

تقع محطة مياه الخفسة في ريف حلب الشرقي، على الضفة الغربية لنهر الفرات، وتتموضع في منطقة جغرافية قريبة من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال السوري.

وكانت قوات الأسد قد سيطرت على المحطة في مارس/ آذار 2017، خلال العملية العسكرية التي شنتها على المنطقة في يناير/ كانون الثاني من نفس العام.

ويقطع النظام السوري مياه محطة الخفسة عن المناطق الخارجة عن سيطرته، والتي تعاني من نقص في المياه وجفاف الآبار، خاصة في فصل الصيف، وعلى رأسها منطقة الباب وما حولها، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.

ومنذ سيطرة النظام على المحطة توقف ضخ المياه عن منطقة الباب المكتظة سكانياً، ولاسيما أن آلية تغذيتها سابقاً اعتمدت على المياه من نهر الفرات عبر محطة ضخ موجودة في منطقة عين البيضا قرب مطار كويرس، والتي تغذيها بدورها محطة الخفسة.

ويعتمد سكان تلك المناطق على الصهاريج، ما يزيد من الأعباء المادية عليهم، إلى جانب وجود مشاريع مياه تنفذها منظمات إنسانية في المنطقة.

مشروعُ إرواء مدينة الباب يرى النور بعد 3 سنوات من “العطش”

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا