“نيويورك تايمز”: رحلة الأسد الثانية للإمارات تسرع “تخفيف العزلة”

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن موجات التطبيع العربي مع نظام الأسد، لم تكتسب زخماً إلا حين بدأ التقارب بين الإمارات والنظام، عبر زيارتين أجراهما بشار الأسد إلى أبو ظبي.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، أمس الاثنين، أن الزيارة الثانية التي أجراها الأسد للإمارات قبل أيام، هي مؤشر على الزخم المتزايد لإعادة الأسد للساحة الدولية بعد عقد من العزلة، مشيرةً إلى أنها قد تُسرّع من عملية “تخفيف العزلة”.

وكان الأسد قد أجرى زيارة للعاصمة الإماراتية أبو ظبي، أول أمس الأحد، هي الثانية له بعد زيارة أجراها في 18 مارس/ آذار 2022.

وأظهرت صور نشرتها “رئاسة الجمهورية” في دمشق، أن أسماء الأسد زوجة بشار ترافقه في الزيارة، إضافة إلى وفد وزراي، وهي المرة الأولى التي تظهر فيها زوجته لجانبه في زيارة رسمية، منذ سنوات.

الزلزال و”دبلوماسية الكوارث”

وجاء في تقرير “نيويورك تايمز”، “رغم أنه (بشار الأسد) منبوذ في أجزاء كثيرة من العالم لإشرافه على قصف وتعذيب شعبه.. تم الترحيب بالأسد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يوم الأحد، عبر إطلاق 21 طلقة بندقية كـ تحية”.

وذكرت أن الموقف الأمريكي كان واضحاً خلال الزيارة الأولى التي أجراها الأسد للإمارات العام الماضي، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن بلاده “تشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد، الذي يظل مسؤولاً عن مقتل ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتهجير المزيد منهم”.

في حين لم يصدر أي تعليق أمريكي رسمي على الزيارة الثانية، حتى لحظة إعداد التقرير، باستثناء “لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي”، التي قالت في تغريدة لها عبر “تويتر”، إن “بشار الأسد مجرم حرب ولا ينبغي أن يحصل على 21 طلقة تحية في زيارته لدولة”.

وأضافت أن “التطبيع مع الأسد لن يجلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط”.

وقال مهدي دخل الله، سياسي ودبلوماسي من “حزب البعث” التابع للنظام، لصحيفة “نيويورك تايمز” عبر الهاتف: “بالنسبة للإمارات والدول العربية الأخرى، فإن هذا اعتراف بالواقع الجديد لسورية، بمعنى أنه لم يعد من الممكن القضاء عليها”.

وأضاف أن زيارة أبو ظبي هي “تأكيد على عودة سورية لدورها”، مردفاً أنها “ما زالت في أولى خطواتها، لكنها بدأت”.

واعتبر التقرير الأمريكي أن الزلزال الذي ضرب سورية في فبراير/ شباط الماضي، دفع الأسد إلى ضوء “أكثر ليونة لدبلوماسية الكوارث”، ما سمح له بالتقدم أكثر نحو ترسيخ موقع في المنطقة.

وتجلى ذلك من خلال زيارات عربية “غير مسبوقة” لدمشق، ضمت وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات، إلى جانب وفود عربية برلمانية.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا