27 جلسة تفاوض و3 “اتفاقيات”.. ملف درعا البلد في “النقطة صفر”

تترقب أحياء درعا البلد في الجنوب السوري ما ستؤول إليه الأوضاع في الساعات المقبلة، بعد الإعلان عن فشل الاتفاق الأخير، بسبب شروط وصفت بـ”التعجيزية” من جانب نظام الأسد، وما تبع ذلك من طرح خيار وحيد أمام الأهالي يتمثل بالتهجير من المنطقة.

وبينما قال الناطق باسم وفد اللجان المركزية، المحامي عدنان المسالمة إنهم وصلوا “إلى طريق مسدود”، أشار مصدر مطلع على عملية التفاوض إلى أن ملف الأحياء وصل إلى “النقطة صفر”.

وأضاف المصدر في تصريحات لـ”السورية.نت”، اليوم السبت، أن عدد جلسات التفاوض الخاصة بدرعا البلد بلغ خلال الشهرين الماضيين 27 جلسة، بالإضافة إلى 3 اتفاقيات تم نقضها بعد ساعات أو أيام من عقدها.

وكانت عملية التفاوض تدور بين اللجان المركزية الممثلة عن الأهالي من جهة واللجنة الأمنية التابعة لنظام الأسد وضباط روس من جهة أخرى.

وقال المحامي عدنان المسالمة لـ”السورية.نت” إنهم طلبوا من الجانب الروسي أمس الجمعة “الخروج الآمن إلى الأردن او تركيا لمن يرغب”.

وعلى الرغم من عدم صدور أي تعليق من جانب روسيا أو نظام الأسد على فشل الاتفاق الأخير، إلا أن مصادر إعلامية مقربة من الأخير أشارت اليوم إلى أن الجانب الروسي وافق على خيار تهجير الأهالي.

ومن بين المصادر إذاعة “شام إف إم” حيث قالت: “تم تجهيز حوالي 20 حافلة كعدد أولي ووقوفها على حاجز الشرع في مدخل مدينة درعا، بانتظار رد ما يسمى اللجنة المركزية والوجهاء لخروج جميع المسلحين إلى الشمال عبر ممر الجمرك، ومنحهم مهلة زمنية للرد حتى 4 عصر هذا اليوم”.

تضارب حول الوجهة

في سياق ما سبق تصر اللجان المركزية على أن تكون عملية التهجير إلى الداخل التركي أو الأردني فقط، بعيداً عن خيار الوصول إلى مناطق ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب.

ويقول أبو علي المحاميد أحد وجهاء محافظة درعا: “منذ فشل الاتفاق الأخير لم يستجد أي شيء سوى طلبنا التهجير إلى دولة مجاورة كالأردن أو تركيا”.

وأضاف المحاميد لـ”السورية.نت”: “وعد الروس بذلك ثم تنصلوا من الأمر كعادتهم، ونحن باقون في درعا البلد حتى تأمين لنا مكان آمن خارج الأراضي السورية”.

من جانبها وجهت عشائر وعائلات درعا البلد مناشدة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، والمنظمات الإنسانية الدولية التدخل لوقف التصعيد العسكري أو تهجير المدنيين من الأحياء المحاصرة وسط مدينة درعا.

وخصت عشائر درعا بمطالبها ملك الأردن، عبد الله بن الحسين، اليوم السبت، مناشدة إياه التدخل لوقف العمليات العسكرية على الأحياء التي يقطنها أكثر من 50 ألف نسمة، وفي حال فشل ذلك، فتح طريق آمن للمدنيين باتجاه الأردن.

ويعيش في أحياء درعا البلد أكثر من 11 ألف عائلة، وتعاني من ظروف إنسانية “مأساوية”، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة في بيان سابق الشهر الماضي.

في المقابل وثق “مكتب توثيق الشهداء في درعا”، منذ 29 تموز / يوليو ولغاية 30 آب / أغسطس مقتل 23 مقاتلاً في مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي، بينهم قياديين وآخر من أبناء محافظة ريف دمشق.

كما وثق المكتب في إحصائية حديثه له مقتل 16 مدنياً، بينهم أربعة أطفال وأربعة نساء، نتيجة قصف قوات نظام الأسد لمدينة درعا وريفها الغربي خلال ذات الفترة الزمنية.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا