أطرافٌ ترفض تسيير دوريات روسية- تركيا في إدلب.. ما نتائجها؟

رفضت أطراف عسكرية، بشكل علني وضمني، تسيير دوريات تركية- روسية مشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4)، ما قد يدخل المنطقة في صراع جديد.

وأصدرت “غرفة عمليات وحرض المؤمنين” بياناً، رفضت فيه مخرجات الاجتماعات التركية- الروسية، سواء في سوتشي أم أستانة أو الاتفاق الأخير بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الأسبوع الماضي.

ونص الاتفاق على وقف كافة الأنشطة العسكرية على طول خط التماس، وإنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي (إم 4)، و6 كم جنوبه، وتسيير دوريات مشتركة.

واعتبرت الغرفة، التي تضم تشكيلات جهادية، أن “التفاهمات الدولية وإفرازات مؤامراتها، وآخرها اتفاق موسكو، لا يعدو كونه لدغاً من الجحر الواحد مرات عديدة، وتقديماً للثورة وجهاد أهلها على مذبح المصالح الدولية”.

وقالت إنها ستواصل  القتال في المنطقة، داعية الأهالي لاعتماد خيار المقاومة ورفض الحلول “الاستسلامية”.

وتشكلت “عرفة عمليات وحرض المؤمنينط في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، وتضم كلاً من فصائل: “تنظيم حراس الدين”، “أنصار التوحيد”، “جبهة أنصار الدين”، “جبهة أنصار الإسلام”، التي توصف بـ”الجهادية”.

ورفضت “التشكيلات الجهادية” كل الاتفاقات السابقة بين تركيا وروسيا، خاصة فيما يتعلق بإنشاء منطقة منزوعة السلاح (اتفاق سوتشي).

ويأتي ذلك في ظل إعلان تركيا وروسيا تسيير أول دورية مشتركة، اليوم الأحد، على الطريق الدولي لمسافة مختصرة، بسبب ما اعتبرته وزارة الدفاع الروسية بأن “استفزازات من قبل تشكيلات إرهابية”.

واتهمت روسيا من أسمتها “التنظيمات الإرهابية”، باستخدام السكان المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال، لمنع مرور الدوريات.

وبحسب معلومات “السورية. نت” فإن الدورية تحركت بين مدينة سراقب وبلدة النيرب بريف إدلب الشرقي فقط، دون إكمال طريقها على كامل الطريق.

تحرير الشام: لا لدخول الروس إلى المُحرر

وشهد طريق حلب- اللاذقية، اعتصاماً لمدنيين في مدينة أريحا، وأشعلوا الإطارات ورددوا هتافات ضد مرور الدوريات الروسية في المنطقة.

واتهم سوريون “هيئة تحرير الشام” بالوقوف وراء الاعتصامات بهدف عرقلة الاتفاق التركي- الروسي.

وقال الباحث الباحث السياسي والإسلامي، عباس شريفة، عبر “تويتر”، إن “حكومة الإنقاذ ذراع الجولاني (القائد العام للهيئة) وحزب التحرير يدفعون بضعة شباب للتظاهر على طريق M4”.

واعتبر شريفة أنهم “لا يحرجون روسيا بالتأكيد، وإنما يحرجون تركيا التي ضمنت أمن الدوريات، وروسيا تنتظر عدم التزام تركيا، الأمر الذي سيفرض على تركيا عدم اعتراض العمل العسكري الروسي حال فشلت في التزام شروط الهدنة”.

وحضر ضمن المعتصمين، على الطريق الدولي، بعض الناشطين المُقربين من “هيئة تحرير الشام”،  أبرزهم، أحمد رحال وطاهر العمر، اللذين بثا تسجيلات تدعو إلى الاعتصام.

كما رصد العمر، عبر قناته في “تلغرام”، مبلغ 25 ألف دولار، لكل من يقتل الصحفيين الروس المرافقين للدوريات الروسية.

وكان الجولاني قال في مؤتمر صحفي، في أغسطس/آب الماضي، إن “تحرير الشام لا توافق على إدخال جندي روسي إلى داخل المحرر طوعاً، وإذ أراد أن يدخل بالطريقة العسكرية ننال صد محاولة دخوله”.

وأضاف أن “الهيئة لم تضع كل الدماء وتدخل في كل المعارك العسكرية، حتى نعطيهم (للروس) مثل هذا الأمر سلماً (تسيير دوريات)”.

واعتبر أن “الأمر معيب بحق الثورة، كون الروسي محتل قتل الأطفال والنساء واستهدف المدارس، وهو موقف ثوري شعبي وخيار الهيئة”.

مهلة روسية.. ومصير غامض

وانتشرت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر وصول مدرعات تركية عسكرية إلى مكان الاعتصام، وصعود المتظاهرين عليها رافعين أعلام الثورة قبل عودتها إلى مكانها وعدم مرورها.

وحتى الآن لم تُعرف النتائج المترتبة على عدم مرور الدوريات، في حين منحت روسيا وقتاً إضافياً إلى تركيا، من أجل اتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من أسمتهم “التنظيمات الإرهابية”، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق M4”.

أما تركيا فلم تعلق على منع مرور الدوريات، واكتفت في بيان مقتضب إعلان تسيير أول دورية مشتركة مع روسيا، بمشاركة قوات برية وجوية، دون التطرق إلى أي تفاصيل أخرى.

من جهته اعتبر القيادي في الجيش الحر، عبد السلام عبد الرزاق، أن “هناك عدة آراء في الوسط الثوري عن الاعتصامات ومدى ضررها أو نفعها للثورة السورية”.

واعتبر، في حديث لـ”السورية. نت”، أنه “من الطبيعي أن يُعبّر الثوار، مدنيين أو عسكريين، عن رأيهم، والاعتصامات هي تعبير سلمي عن الرأي بغض النظر عن الذي يريد أن يستثمرها لصالحه”.

وحول نتائج الاعتصامات، اعتبر الرزاق أن “التعبير عن الرأي أمر جيد في هذه الاعتصامات، وإيصال رسائل برفض الشعب للاحتلال الروسي القاتل المجرم”.

لكن “محاولة الاصطدام مع الأصدقاء الأتراك أمر خطير، وتصرف عبثي لا يهتم لأرواح ملايين السوريين”، بحسب قوله.

وتوقع القيادي أن تسيير الأمور بشكل جيد في الأيام القادمة، في محاولة لتنفيذ حد أدنى من الاتفاق وعدم الاصطدام مع المعتصمين.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا