ألكسندر تشايكو..”مجرم حرب” يعود إلى سورية من بوابة “قسد”

عاد الجنرال الروسي، ألكسندر تشايكو، إلى الساحة السورية للمرة الثالثة منذ تدخل بلاده العسكري لدعم نظام الأسد في سورية، كقائد للقوات الروسية، وهو متهمٌ بارتكاب جرائم حرب في الساحتين السورية والأوكرانية.

عودة تشايكو كانت من بوابة “قوات سورية الديمقراطية”، لمعرفته وخبرته في التعامل مع الملف، خلال السنوات الماضية، كونه كان المشرف على الاتفاقيات الروسية- التركية بعد عملية “نبع السلام” في أكتوبر- تشرين الأول 2019، عندما كان حينها قائد القوات الروسية في سورية.

والتقى تشايكو، قبل أسبوعين، قائد “قسد” مظلوم عبدي في الحسكة، إذ عرض عليه، في ظل تهديدات تركية بشن عملية برية عسكرية في المنطقة، انسحاب “قسد” من الحدود السورية- التركية مسافة 30 كيلومتراً، وأن تحل مكانها قوات الأسد، إلا أن “قسد” رفضت العرض، حسبما نقلت وسائل إعلام موالية للنظام وإيران.

تشايكو في سورية: مئات القتلى و1.4 نازح

هذه المرة الثالثة التي يقود بها تشايكو القوات الروسية في سورية، إذ كانت الأولى بين سبتمبر/ أيلول 2019 وحتى سبتمبر/ أيلول 2020، أما الثانية فقد كانت من فبراير/ شباط وحتى يونيو/ حزيران 2021.

وتختلف الوقائع العسكرية في المراحل الثلاث لقيادة هذا القائد الروسي، إذ شهدت المرحلة الأولى تطورات عسكرية متسارعة، بدءاً من عملية “نبع السلام”، وصولاً إلى هجوم قوات الأسد بدعم روسي على إدلب وسيطرتها على مساحات منها، قبل توقيع اتفاق بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين في 3 مارس/ آذار 2020.

أما المرحلة الثانية، فقد اتسمت بالهدوء العسكري على كافة المحاور، في حين تأتي المرحلة الثالثة على ضوء تهديدات تركية بشن عملية عسكرية ضد “قسد” في المنطقة، وهو الأمر الذي أبدت موسكو اعتراضاً عليه.

وخلال تواجده في سورية، ارتكب تشايكو جرائم حرب، خاصة في إدلب، إذ أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش“، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، تقريراً كشفت فيه أسماء 10 مسؤولين مدنيين وعسكريين روس وسوريين، أكدت ارتكاتبهم انتهاكات خطيرة في إدلب، في الفترة الممتدة بين أبريل/نيسان 2019 إلى مارس/آذار 2020.

وقالت المنظمة إن ألكسندر يوريفيتش شايكو، من بين الأسماء المسؤولة عن شن عشرات الهجمات الجوية على البنية التحتية بما فيها المشافي ومرافق الرعاية الصحية والأسواق، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1600 شخص، وإجبار نحو 1.4 مليون شخص على النزوح.

 وحسب صحيفة ” إزفستيا” الروسية، فإن تشايكو نالَ في يوليو/ حزيران 2020، لقب “بطل الاتحاد الروسي”، وهو أعلى تكريم في البلاد، بعد نجاحه في منصب قائد التجمع الروسي في سورية.

من سورية إلى أوكرانيا

بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، قاد العقيد ألكسندر شايكو الهجوم على العاصمة كييف، مرتكباً جرائم حرب وعمليات تعذيب بحق المدنيين.

 وفي تحقيق لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فإن مواطنين أوكرانيين تعرضوا للضرب والتعذيب، في القرى والمناطق التي كانت تحت قيادة الجنرال الروسي، ألكسندر تشايكو.

 وجاء في التحقيق أن مدن بوتشا وزدفيجيفكا وغيرها من المناطق الخاضعة لقيادة تشايكو، تعرض المدنيون فيها لانتهاكات عديدة، كالتعذيب والقتل من قبل الجنود الروس.

إلا أن تواجد تشايكو على الجبهة الأوكرانية لم يدم طويلاً، إذ تمت إقالته من قيادة المنطقة العسكرية الشرقية، وتضاربت الأنباء حول زمن الإقالة، بين مايو/ أيار الماضي حسب ما قالته وزارة الدفاع البريطانية، وبين أكتوبر الماضي حسب ما نقلت وكالة رويترز عن موقع آر بي سي.

وتشايكو من مواليد 1971 في اودينتسوفو قرب العاصمة الروسية، وتخرج سنة 1992 من مدرسة موسكو العليا لقادة القوات العامة، ودرس في أكاديمية الأسلحة المشتركة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي.

تدرج في الرتب العسكرية والمناصب في مختلف المناطق بروسيا، حتى عام 2015 مع بدء التدخل الروسي في سورية، إذ عُين رئيساً لأركان مجموعة القوات الروسية في سورية.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا